رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبارك شعب مصر

قيل إن مصر ولادة وقد مر 90 عاما علي ثورة 19 فظننت أنها أصبحت عاقراً ولكنها اليوم أخرجت شبابا أفتخر بهم راهنت عليهم وكسبت الرهان.. إن ما سأقوله هنا هو تشريح لما حدث بكل صدق وأمانة، قد يكون هذا صعبا حتي كتابة هذه الكلمات فالصورة لم تكتمل بعد بوضوح.. علي أي حال هناك حقائق لا تغفل عنها عين وتداعيات لم تتضح بعد وهناك عوامل خارجية وداخلية تلعب بأصابعها المسمومة لتخطف ثمرة هذه الثورة، ومن الحقائق أيضا أن هذا المد الثوري جاء من شباب مصر لا يطالبون بالقصاص ولكن يطالبون بحقوقهم في حياة كريمة عادلة، وهو أمر في حد ذاته له قيمته الحضارية، ومن تداعيات ما حدث أثبتوا أن مصر هي مفتاح السلام والقدرة علي التأثير في العالم فقد اهتزت الدول والمنظمات الدولية والبورصات العالمية وارتفع سعر برميل النفط وارتعشت إسرائيل وتحيرت أمريكا خوفا أن يختطف هذه الثورة عناصر قد تقود العالم إلي عدم الاستقرار، مما يعني أن استقرار مصر له ردود أفعال علي استقرار العالم مما استدعي إعادة حساباته خاصة أن العالم لم يفق بعد من الهزة الاقتصادية العالمية وأن ما حدث في مصر قد أصاب التخطيط العالمي في إعادة تشكيل العالم الجديد وقد بدت ملامحه بدءا من العراق فتونس فلبنان فالسودان واليمن لتعلن مصر وبكل قوة أنها حريصة علي استقرارها واستقلالها ولن تكون يوما ما دولة تابعة فقد كانت ومازالت أم العالم ونبضه، ومن مرادفات هذا الحدث الملاحظ أن الأمن قد رفع من أمام الكنائس ولم يحدث لها أي اعتداءات، لقد وحد الشباب المصري الأسراب المتفرقة في منظومة رائعة للمواطن الكاملة والتي يجب علينا أن نحرص عليها وقد أهداها لنا شباب مصر.. ولنعود إلي المحاولات الخارجية والداخلية لمحاولة اختطاف ضمير مصر وكيانها وإخضاعها لآليات ومخططات ليجعلوا من

مصر كيان تابعاً لأيديولوجيات إقليمية تريد أن تستغل مصر لصالحها، ولا أريد أن هذه المخططات حالياً ولكن ستكشف الأيام عن القناع الذي تلعب من خلفه هذه الدول والكيانات، أما في الداخل فاتصور أن الموضوع قد حسم وأن شباب مصر قد وضع الأمور في نصابها.. نحن جميعا مصريون وأن الدين لله والوطن للجميع.

لقد فعلها شباب مصر فرفع من قدرها وروحد أولادها ونحن في الطريق إلي دستور جديد لها سوف يعيش في وجداننا وليس بدستور مفصل لجسد محدد.. إن ما حدث ليس بثورة، فقط بقدر إشارة من الله أن مصر مازالت كنانته وأن شعبها مبارك مننه..

والآن إن المشاعر الفياضة قالت كلمتها وسجلتها في سجل التاريخ وجاء الوقت لنعقل ما حدث حتي لا تأخذنا المشاعر إلي دروب تدميرية وانقلابية في تحطيم هذا العمل الرائع والعدو من الداخل قبل الخارج متربص لنا.. سلموا الراية لمن يعمل علي تنفيذ وتفعيل حقوقكم ولتكونوا أنتم وليس غيركم المراقب والمحاسب.. فكونوا العيون الساهرة لمن يريد ان يختطف مصر الحديثة مصر الوعي مصر الحياة مصر الأمل.. إن النبتات الشيطانية التي رويت وتريد أن تسيطر علي مصر كونوا لها بالمرصاد والله معكم ومعنا وهو الكريم الرحيم.

 

* عضو الهيئة العليا للوفد