رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهيد ينتحر

أقول عندما يغضب الله على امرئ ولاه على نفسه ونحن اليوم نجد الله قد غضب على مصر، فولاها على نفسها.. كيف يمكن لأسرة أن تعيش وقد انقسم أهلها على أنفسهم؟ وبالتالى كيف يمكن لأمة أن تحيا فى كرامة وسلام وقد انقسمت على ذاتها، فتفرقت وتشتتت وصار الأخ يقتل أخاه وسوف توضع القيود فى الأعصام قيود الذل والهوان

بعد أن تسلط أهل الظلام والطغيان، أقول وداعاً يا مصر يا درة العالم وقد انفجر أهلها وأحرقت كنائسها ومراكز أمنها ومعالم حضارتها، وأكثر لقد تقطعت أوصالها بيد أولادها، ولا يفوتنى هذا والحال كذلك إلا أن أستحضر حديث النبى (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: سوف يأتى زمان على أمتى تتكاكأ عليكم فيه الأمم كتكاكؤ الأكلة على قصعتها، فسأله الصحابة: أمن قلة نحن يومها يا رسول الله، فقال: بل كثرة كغثيان السيل، صدقت نبوة رسول الله.
عندما تثور المشاعر تحت الضغوط فتعبر عنها بالثورات تفقد فيها الجموع رصانتها وعقلها الجمعى ويميد الطريق من تحت أقدامها، إن الثورة التى ولدت فى التحرير وعلى مدى عشرة أيام بلياليها قد فقدت روحها ودخلت فى دور الاحتضار وصار الكل فى حالة صراع بأنانية مفرطة وكأن مصر أرض قد احتلت وشعباً صار سبايا وكنوزها نهباً، إن الصراعات بين بعض المذاهب الدينية بينها وبين المذاهب الدينية الأخرى والكيانات السياسية المدنية الليبرالية قد ضاعت مصر بينها.
دعونى أعمل عقلى بعض الشىء، هذه المليونيات أكذوبة كبيرة، فميدان التحرير على حسب ما قيل لا يتسع إلا إلى 250 ألف نسمة على أكثر تقدير، فكيف بالله لهذا العدد الضئيل يتحكم ويتكلم باسم ما يقرب من 90 مليون مواطن، فإذا خصمنا 12 مليون إخوانى وسلفى فيتبقى حوالى 80 مليون نسمة تجلس مهزومة أمام هذا الصراع ثم تتكلمون عن دولة ديمقراطية، وهى فى الحقيقة أبشع الديمقراطيات لأنها سوف تكون حكماً دينياً يرفع فيه المصحف المقدس فلا صوت يعلو عليه ولا إفتاء يجرى على نصوصه، وتتدخل فى الثورة عناصر غريبة بين ما يقال عنهم فلول أو بلطجية مأجورون أو عناصر خارجية سواء كانت مالية أو أفراداً زودوا بعض المواطنين بأسلحة متطورة، وقد رأيناهم فى معركة ماسبيرو ومعركة يوم 21/11 وأذكر هنا ما جاء بجريدة «الوفد» يوم 22/11 أن جمارك

المطار قد ضبطت ثلاثة أشخاص يحملون معهم أسلحة متطورة (تصلح للقناصة) علاوة على ما شاهده أحد المواطنين من رجال تسطحوا مبنى الجامعة الأمريكية، وقال إن عددهم 30 شخصاً وكانوا يطلقون النيران على المتظاهرين بالتحرير فهل يمكنا أن نربط بين الأحداث لنعرف حقيقة الأمور وما تم من قتل فى ماسبيرو 28 مواطناً، 38 ليلة 21/11 وكان القتل صادراً من قناصة وليس من أفراد الشعب أو الأمن وكانت الطلقات تصيب المواطنين وأفراد الأمن سواء.
فإذا كان هذا الأمر صحيحاً فلماذا لم يتم التحقيق لنضع الأمور فى نصابها، أن المعتصمين فى ميدان التحرير يوم الجمعة كانوا ينادون بمطلب واحد وفى ثانى يوم ينادون بمطالب أخرى غير عابئين بالحالة الأمنية والاقتصادية ومصر على حافة الإفلاس ماذا أقول لهم هل أنكر صيحتهم وأكفر اعتصامهم وأضع السقطات على أعناقهم.
وأخيراً حتى أريح ضميرى وقد عشت 30 عاماً الأخيرة وصادفت كثيراً من رجالاتها وعرفتهم عن قرب أقول الحق أمام الله إن بعض المتهمين ليسوا بفاسدين فلا يمكن تعميم كلمة فاسد على كل من عاش هذه الحقبة بما لها وعليها إنى أدرك تماماً أن الثورات ليس لديها الوقت لتتحرى الوقائع الصحيحة وتصدر الأحكام العادلة فكم من المواطنين الشرفاء فى الثورات العالمية قد أدينوا ظلماً.
أقول هذا حتى لا يصيب تأريخ الثورة لنقد ظالم لها فقد كانت مثالاً للحضارة والطهارة.
وأختم كلمتى أن رفع أعلام غير مصرية هو خيانة رمزية لوطننا ومن يرفع هذه الأعلام فليذهب إليها بل ليذهب إلى الجحيم.

-------
عضو الهيئة العليا