من يوقف ثأر الصعيد؟
تأثرت كثيراً وأنا أشاهد حلقة رائعة للمذيع العملاق جورج قرداحى بإحدى القنوات الفضائية بذل خلالها قرداحى مجهوداً جباراً لمحاولة الصلح بين عائلتين كبيرتين بإحدي قرى الصعيد بعد مقتل 14 رجلاً من الطرفين
وكانت النية قائمة لسقوط ضحايا جدد. كانت العائلتان قبل إتمام الصلح ينامون بحذر ويمشون بحذر وحرموا أنفسهم من كل شيء خشية القتل، فضلاً عن التربص لكل منهما الآخر، وبناء علي طلب عاقل من القبيلتين لإتمام الصلح علي يد قرداحى وافق الطرف الآخر علي الهواء رغم عدم علمه بموضوع الحلقة بفضل دهاء المذيع اللامع. وكانت المفاجأة بعد إتمام الصلح على الهواء أن القبيلتين جدهما السادس واحد، أي أنهما عائلة واحدة جدهما واحد ولكن الجهل جعلهما يقتل كل منهما الآخر بسبب أمور تافهة مثل النزاع علي قطعة أرض وبسبب هذه الأرض سقط على أثرها 14 قتيلاً. وهنا نتساءل ما قيمة هذه الأرض التي جعلت عائلة واحدة تقاتل بعضها؟ وحقيقة أنا أهنئ قرداحى وطاقم البرنامج وأهنئ طرفي الصراع الذين أنهوا قتالهم أمام الكاميرات.. ومن هنا أدعو محافظى الصعيد للتدخل الفورى لإنهاء فوضى الثأر بين العائلات ووضع جدول زمنى بعد حصد جميع الحالات وليكن جلسة واحدة أسبوعية لإحدى العائلات المتقاتلة وإنهاء الثأر فيما بينهم دون يأس وأدعو وزارة الداخلية بتكثيف جلسات الصلح بين القبائل في كل محافظات الصعيد ولو قام كل مدير أمن بهذه المحافظات بوضع قضايا الثأر علي جدول أعماله بجانب الخطط الأمنية الأخرى أنا أجزم بأن مشاكل الثأر في الصعيد كله تنتهي خلال عام واحد. وذلك ليس معناه أن الأمن في الصعيد يقف دور المتفرج من هذا الموضوع ولكن نطالبه بالتكثيف وأمننا قادر علي فعل ذلك كما كان يقوم بهذا الدور سابقاً. فما ذنب طالب يتم قتله
والسؤال هنا إلي متى يستمر القتال بسبب الثأر بين العائلات وأحياناً بين العائلة الواحدة؟