عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يوقف ثأر الصعيد؟

 


تأثرت كثيراً وأنا أشاهد حلقة رائعة للمذيع العملاق جورج قرداحى بإحدى القنوات الفضائية بذل خلالها قرداحى مجهوداً جباراً لمحاولة الصلح بين عائلتين كبيرتين بإحدي قرى الصعيد بعد مقتل 14 رجلاً من الطرفين

وكانت النية قائمة لسقوط ضحايا جدد. كانت العائلتان قبل إتمام الصلح ينامون بحذر ويمشون بحذر وحرموا أنفسهم من كل شيء خشية القتل، فضلاً عن التربص لكل منهما الآخر، وبناء علي طلب عاقل من القبيلتين لإتمام الصلح علي يد قرداحى وافق الطرف الآخر علي الهواء رغم عدم علمه بموضوع الحلقة بفضل دهاء المذيع اللامع. وكانت المفاجأة بعد إتمام الصلح على الهواء أن القبيلتين جدهما السادس واحد، أي أنهما عائلة واحدة جدهما واحد ولكن الجهل جعلهما يقتل كل منهما الآخر بسبب أمور تافهة مثل النزاع علي قطعة أرض وبسبب هذه الأرض سقط على أثرها 14 قتيلاً. وهنا نتساءل ما قيمة هذه الأرض التي جعلت عائلة واحدة تقاتل بعضها؟ وحقيقة أنا أهنئ قرداحى وطاقم البرنامج وأهنئ طرفي الصراع الذين أنهوا قتالهم أمام الكاميرات.. ومن هنا أدعو محافظى الصعيد للتدخل الفورى لإنهاء فوضى الثأر بين العائلات ووضع جدول زمنى بعد حصد جميع الحالات وليكن جلسة واحدة أسبوعية لإحدى العائلات المتقاتلة وإنهاء الثأر فيما بينهم دون يأس وأدعو وزارة الداخلية بتكثيف جلسات الصلح بين القبائل في كل محافظات الصعيد ولو قام كل مدير أمن بهذه المحافظات بوضع قضايا الثأر علي جدول أعماله بجانب الخطط الأمنية الأخرى أنا أجزم بأن مشاكل الثأر في الصعيد كله تنتهي خلال عام واحد. وذلك ليس معناه أن الأمن في الصعيد يقف دور المتفرج من هذا الموضوع ولكن نطالبه بالتكثيف وأمننا قادر علي فعل ذلك كما كان يقوم بهذا الدور سابقاً. فما ذنب طالب يتم قتله

أثناء ذهابه للمدرسة؟ وما ذنب طفل يتم قتله وهو يلهو ويلعب؟ وما ذنب رجل يقتل وهو يحرث أرضه؟ كل هذه الجرائم سيحاسب أصحابها يوم القيامة والقاتل والمقتول في النار ومن قتل نفساً بغير نفس كأنما قتل الناس جميعاً. لذلك أدعو عقلاء قبائل الصعيد أن يتدخلوا بصفة مباشرة بين أهليهم ويعرضوا الصلح فيما بينهم لوقف هذه المهازل وأن يتطوع العاقلون ويقوموا بإبلاغ كبار رجال الأمن كل منهم في محافظاتهم عن الجرائم التي ستقع بسبب الثأر لوأدها قبل وقوعها. فإذا كان مذيعاً مثل قرداحى استطاع أن يوقف القتال بين عائلتين فهل لا تستطيع الدولة بإمكانياتها ممثلة في وزارة الداخلية والسلطات التنفيذية أن تنهي مشاكل الثأر بين عائلات الصعيد؟ أعرف صديقاً يعمل بمركز مرموق سافر فجأة إلي الصعيد وعندما سألت عن السبب عرفت أن أخاه الأكبر دخل غرفة العمليات لإجراء جراحة صعبة إثر الاعتداء عليه بطلق ناري من الخصوم بسبب الثأر في إحدى محافظات الصعيد. وجاءت سليمة وبعد أن شفى أخوه قامت عائلة صديقي برد الضرب للعائلة الأخرى وسقط فيها بعض الأفراد.
والسؤال هنا إلي متى يستمر القتال بسبب الثأر بين العائلات وأحياناً بين العائلة الواحدة؟