عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أصاب المفتى.. وأخطأ البرلمان

زيارة المفتى للقدس الشريف أصبحت جريمة يعاقب عليها قانون مجلس الشعب وتستوجب جريمة المفتى الإعدام شنقاً.. ويا سلام لو كانت عقوبة الإعدام تتم فى بهو البرلمان وتنقله الفضائيات ليكون عبرة لأى رمز دينى يقوم بزيارة المسجد الأقصى. ما هذا الهراء؟

وما الذى يحدث داخل المجلس؟.. أولاً أكن كل حب وتقدير لجميع أعضاء مجلس الشعب ورئيسه والوكيلين وأتفق مع آرائهم وسياستهم تجاه القضايا الوطنية وأعترف أننى على علاقة حميمة مع عدد من الأعضاء ولكننى حزنت على ترك المجلس لقضايا البلد الملحة ونحن نمر بأحلك الظروف وأصعبها وأمام مشاكل قد تعصف بالبلاد، وتفرغه لشن الحرب على رجل دين وعلم وثقافة وشهادات جامعية فى العديد من العلوم الأخرى وكل مشكلته أنه قام بزيارة القدس الشريف.
وأعترف مجدداً أننى ضد التطبيع بمختلف أشكاله وضد زيارة أى وفد رسمى لإسرائيل وضد أن يكون لنا سفارة من الأصل بإسرائيل. ولكن.. ما ذنب رجل مسلم يحلم مثل المليار ونصف المليار مسلم أن يصلى ركعتين بالمسجد الأقصى قبل مماته؟ أليس هذا دعاء يرفعه جميع المسلمين للمولى عز وجل ملحين أن يرزقنا ركعتين قبل مماتنا؟ وهل المفتى لن يخضع للحساب بعد موته لأنه رجل دين؟ أم أنه صلى بالمسجد الأقصى بهدف مرضاة المولى عز وجل لتكون فى ميزان حسناته، فالقصة كلها دينية وليست سياسية. فلماذا لم يتناولها أعضاء مجلس الشعب من هذا المنظور؟ بدلاً من مطالبته بتقديم استقالته والتوبة والاعتذار واتهامه بالتفريط فى دم الشهداء وغيرها من الأشياء التى جعلتنى أرى أن إخواننا بالمجلس يفكرون بقلوبهم وليس بعقولهم وأن الموضوع أخذ أكثر من حقه.
كنت أتصور أن يقوم إخوانى بالمجلس باتخاذ زيارة المفتى

للقدس الشريف ذريعة أو مفتاحاً لمناقشة الأوضاع المأساوية التى يعيشها الفلسطينيون ببيت المقدس والحالة الاقتصادية التى وصلت إلى حد الجوع لمعظم الأسر والأطفال والشيوخ الذين يموتون يومياً من جراء الاعتداءات الإسرائيلية والفنادق التى يملكها الفلسطينيون والتى أشرفت على الغلق بسبب الحصار الإسرائيلى نتيجة لعدم زيارة المسلمين للقدس.
كنت أتصور أن يقوم برلمان الثورة بالرد على التهديدات الإسرائيلية التى يطلقها المسئولون هناك يومياً تارة بسبب ترشيح الشاطر وتارة أخرى بسبب التخوف من سيطرة الإسلاميين على الحكم، وتارة أخرى بسبب نسخ عقد الغاز مع إسرائيل.. أين برلمان الثورة من ذلك؟ وأحب أيضاً أن أذكر إخوانى بالمجلس أن الدول العربية الداعمة للفلسطينيين قد تقلص عددها والدعم قد انقطع من معظم الجوانب، والسياسة المصرية أيام الرئيس المخلوع تجاه فلسطين خاصة منظمة حماس كانت ظالمة وتصب لصالح إسرائيل.
البرلمان ليس مختصاً بقضية المفتى ويجب تركيز الجهود من كل همم الأعضاء لحل ألغاز المصائب التى تهل علينا فى الأيام الأخيرة لانتخابات الرئاسة.. وأخيراً أعجبنى رأى مارجريت عازر النائبة الوفدية فى قضية المفتى بأن الزيارة دينية وليست سياسية.
بقلم - رزق الطرابيشى: