عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كتاب يرصد شغف عبد الناصر بالقراءة والتدوين


صدرحديثا كتاب "بقلم جمال عبد الناصر" للدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية والباحثة صفاء خليفة عن دار أطلس للنشر وينقسم الإصدار إلى قسمين رئيسيين القسم الأول تأمل في فكر وشخصية جمال عبد الناصر والقسم الثانى مكون من مؤلفات جمال عبد الناصر كاملة وهي علي التوالي رواية في سبيل الحرية، فلسفة الثورة يوميات حرب فلسطين 1948.
وبعد مرور أربعين عامًا علي وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان من الضروري إلقاء الضوء علي أحد وأهم جوانب الشخصية الكاريزمية لجمال عبد الناصر وهو الجانب الثقافي والفكري. وقد تجلي هذا الجانب من الشخصية في سلوك جمال عبد الناصر الإنسان والزعيم ورجل الدولة.
عرف عن جمال عبد الناصر شغفه بالقراءة والمطالعة، فكان دارسًا متميزًا لديه قدرة علي القراءة والقدرة علي الاستيعاب والتذكر بنفس المستوي، على مختلف مراحل حياته منذ طفولته ومرورًا بمرحلة الدراسة الثانوية والدراسة في الكلية الحربية، وكلية أركان الحرب وانتهاء بمرحلة ما بعد ثورة يوليو. وشكلت قراءات عبد الناصر في بداية حياته النواة التي تمحورت حولها أفكاره ورؤاه؛ فكانت رغبة جمال عبد الناصر شديدة في أن يعرف بنفسه كل شيء.
ويمكن ملاحظة ذلك في قراءاته واهتماماته الفكرية خلال أهم فترات حياته، وكذلك في الشخصيات التي أعجب بها وكان لها أثر كبير في تفكيره في ظل الظروف الدولية والعربية من حوله والتيارات السياسية والإيديولوجية التي عايشها بداية من أواخر الثلاثينيات وطوال فترة الأربعينيات، وكذلك في مرحلة ما بعد قيام ثورة يوليو. ولم يكتف جمال عبد الناصر بالقراءة والاطلاع ولكن كان لفكره وثقافته أبعاد أخرى كان أهمها الكتابة.
يتناول الكتاب أولي كتابات الطالب جمال عبد الناصر، فقد نشرت له مجلة مدرسة النهضة الثانوية أولى كتاباته - مقالة بعنوان: "فولتير رجل الحرية" وهو في سن السادسة عشرة من عمره؛ وفي عام 1934 بدأ الطالب جمال عبد الناصر حسين وهو في السادسة عشرة من عمره في تأليف رواية "في سبيل الحرية" التي تتصدر صفحتها الأولى صورة "عبد الناصر" وتتناول في مضمونها المعركة الخالدة التي خاضها أهل رشيد بمصر عام 1807، عندما تصدُّوا للحملة الإنجليزية بقيادة فريزر وألحقوا بها هزيمة منكرة ثم مقدمات الحملة الفرنسية وبعدها الاحتلال البريطاني؛ لكنه لم ينته منها بل كتب ستة فصول استكملها بعد الثورة قاص يدعي عبد الرحيم عجاج وقام بنشرها في الخمسينيات.
وتتجلى موهبة جمال التمثيلية عندما قام بدور يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير ضمن برنامج الحفلة التمثيلية السنوية لمدرسة النهضة 1935 بعد قراءته عن الشخصية وإعجابه الشديد بها.
وتتطرق الدراسة إلي تأثر جمال عبد الناصر بالأحداث في مصر وعلي صعيد العالم العربي والتي دفعته نحو كتابة بعض الخطابات إلي أصدقائه يستنكر فيها تلك الأحداث والتي كان أهمها إلغاء دستور 1923 واستصدار إسماعيل صدقي باشا لدستور 1930، فنجد اسم جمال ضمن أسماء

الجرحي في مظاهرات نوفمبر 1935. كما كان يراسل أصدقاءه يحثهم علي المطالبة بعودة دستور 1923، وإلغاء دستور عام 1930 ونجد ذلك واضحًا في (خطاب عبد الناصر لحسن النشار عن الحركة الوطنية بين الطلبة لعودة الدستور).
وتعد أحداث 4 فبراير 1942 نقطة تحول في تاريخ حركة الثورة المصرية، كما ولدت استياء بالغًا لدي الشعب والجيش معًا. وغضب ضباط الجيش من الأحداث وشعروا بالإذلال الذي واجهه الملك واعتبروه اعتداء علي الشرعية والسيادة المصرية وانتهاكًا للكرامة وأن الطريقة التي سلم بها الإنذار اغتصابًا لاستقلال البلاد وسيادتها. واعتبرت كتائب الجيش بالذات أن ما حدث هو أسوأ إهانة وجهت إلي بلدها ونجد مثلاً خطاب عبد الناصر لحسن النشار يبرز فيه موقفه من أحداث 4 فبراير 1942.
وعقب ثورة يوليو صدر كتاب "فلسفة الثورة" عام 1953 حيث يعتبر وثيقة تصدر عن ثورة يوليو ومفاهيمها عام 1953 بعد نحو سنة من قيام الثورة في يوليو 1952، وهو كتاب يحمل أفكار الرئيس جمال عبد الناصر، قام بتحريرها وصياغتها الأستاذ محمد حسنين هيكل.
وكان لحرب فلسطين أثر كبيرعلي فكر جمال عبد الناصر وقلمه أيضًا، بالإضافة إلي سلسلة من المقالات نشرتها مجلة آخر ساعة عام 1955، تحت عنوان: "يوميات الرئيس جمال عبد الناصر وحرب فلسطين". فقد كانت لدى جمال عبد الناصر نزعة قوية للتدوين، وقد سجل بخط يده، حيث كتب جمال عبد الناصر يومياته عن حرب فلسطين تحت قصف المدافع مرتين في اليوم الواحد، يبدأ بالكتابة على الأوراق الرسمية التي يعتمد عليها في كتابة تقاريره لقياداته، فهذه هي ذاكرة الكتيبة السادسة، قبل أن يسجل يومياته الشخصية، والتي تتضمن مشاعره ومكنونات نفسه على ذات الأحداث، وتمثل اليوميات -الشخصية والرسمية معًا- نصًا طويلاً ومتصلاً، وكتب - في الحالتين- بذات الطريقة، المكان واليوم والساعة، وعبارات موجزة تلخص ما حدث، مسجلاً مشاعره في بعض الحالات على الوقائع والأحداث.