رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"7 أيام في التحرير" رواية خلقت من قلب الثورة


من شارع حسين حجازي بوسط البلد اختار الروائي والكاتب هشام الخشن أن يكون منبع شخصيات روايته الجديدة " 7 أيام في التحرير" الصادرة حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية والتي تتناول دور أبرز الشخصيات التي شاركت في ثورة 25 يناير وخلفياتها الاجتماعية في قالب روائي مشوِّق وجذاب فهي تضع القارئ في قلب الحدث لو لم يكن مشاركًا فيها. تناول الكاتب في روايته زاوية مختلفة في التعامل مع ثورة 25 يناير إذ وقفت أمام بعض النماذج الإنسانية التي شاركت في الثورة، وهم من منطقة واحدة: شارع حسين حجازي بالقصر العيني القريب من ميدان التحرير والمنتمين إلى ديانات وفئات ومستويات متنوعة فمنهم الإخواني والقبطي ورجل الأعمال وعضو الحزب الوطني ومنهم الشاب الثائر وطالب كلية الشرطة.

يتوالى ظهور الشخصيات فيه تباعًا ومع دخول كل شخصية يقدِّم المؤلف لمحة نفسية وبعض عوالمها الإنسانية ودوافعها للاشتراك في ثورة 25 من يناير، فما تلبث أن تلتقي جميع الشخصيات هناك ليلعب كل منهم دوره المنوط به والذي تفرضه عليه الأحداث .

الالتقاء في المظاهرات في ميدان التحرير يشبه لحظة الانصهار للجميع، حيث ينسى الجميع خلافاتهم؛ رامز الشاب القبطي يتجاوز خلافه مع أمين عضو جماعة الإخوان المسلمين حول حقوق الأقليات ويتحدى رغبة والده في عدم الخروج ليندمج مع جيرانه في الثورة، اللحظة الكبيرة جعلت الجميع ينسى ماضيه ولا يفكر إلا في مستقبل مصر، وفي لحظة الخلاف داخل الميدان ينطلق الشعار الذي يوحد الجميع تحيا مصر.

ولعل من أهم التقنيات في هذه الرواية - وهي الأولى عن ثورة 25 يناير- توظيف الشعار الذي يأتي في

اللحظة المناسبة وكأنه اللحن الرئيسي الذي يكمل السيمفونية الموسيقية في عمل كبير حاول رصد اللحظة الفارقة في تاريخ مصر .

ثم يظهر على المسرح عضو الحزب الوطني «عبد الحميد» المتزوّج من إلهام عرفيًّا بمباركة أهلها فهو شكل لها مخرجًا آمنا من الفقر التي تعاني منه، وعندما تأتي أحداث الثورة تغلب عليه الانتهازية فيهرب من مصر على أول طائرة إلى الخارج مع أسرته، لتجد إلهام نفسها محاصرة بين الوحدة والقهر فتشارك في الثورة فتمر بلحظات التطهر من زيجتها.

ومع توالي ظهور شخصيات العمل يطل سماحي حليم المحامي القبطي وأسرته المتدينة ماجد الطبيب المهاجر إلى كندا؛ ورامز الطالب المتفوق وأول دفعته في كلية الحقوق، وينتظر التعيين في النيابة لكنه لن يناله لأنه قبطي، ومع تصاعد أحداث الثورة تهرب الأسرة الأم والأب إلى كندا لكن رامز يصر على البقاء ويهرب من والديه في المطار عائدًا إلى ميدان التحرير حيث يجد نفسه وكينونته ويشعر بأنه مواطن مصري للمرة الأولى في حياته ويظل في الميدان لا يغادره إلا مع تنحي مبارك.