رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مذكرات عربجى" يفضح مُدعى الوطنية

يسخر الكتاب من انتهازيي
يسخر الكتاب من انتهازيي الثورات الشعبية

يسخر كتاب "مذكرات عربجي" لمؤلفه الأسطى حنفي أبو محمود، من انتهازيي الثورات الشعبية، وفي مقدمتهم الشخصيات الجوفاء على مسرح السياسة؛ حيث يستعرض الكتاب حال المجتمع المصري بعد ثورة 1919، عبر رصد جملة مفارقات سياسية؛ كما يربط الكتاب بين الماضي والحاضر بشكل كبير- لذلك  قامت سلسلة "ذاكرة الوطن" التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بإعادة نشره من جديد .

تشتمل مقدمة الكتاب على توصيف شامل وخاص لفكري أباظة يقول فيه، وردا على خطاب "العربجي" وما رصده وشرحه مؤلفه من أمراض وقضايا :" لقد لذعت بكرباجك العظيم، ظهور المتهتكين والمتهتكات المتحذلقين والمتحذلقات، وقديما كان الكرباج أداة التهذيب والتأديب، ولكن كرباج العهد الغابر، كان يسيل الدم ولا يجرح النفس، أما كرباجك أنت فلا يسيل الدماء ولكن يجرح النفوس، ونحن إنما نريد معالجة الأرواح لا الأبدان فشكرا لك يا طبيب النفوس".

ويحكي مؤلف الكتاب، الأسطى حنفي أبو محمود، عن منهجه في التطرق إلى الموضوع" :لو أتيح لي أن أستعمل بدلا من القلم كرباجي (السوط)، إذن لاقدر الله لوجوه كثيرة، أن ينزل عليها مفرقعا في الهواء، تاركا أثرا أسود على خدود ليس للدم فيها أثر".
ومن أمثلة الانتهازيين السياسيين الذي يتناولهم الكتاب، مسؤول دخل عالم السياسة مع المنادين باستقلال مصر عن الاحتلال البريطاني، وبدأ حياته رافعا شعار:"...لا رئيس إلا سعد..."، في إشارة إلى الزعيم سعد زغلول، وكذلك تحوله إلى شعار آخر، وهو: "..عدلي فوق الجميع .."، وهو يعني عدلي يكن، رئيس وزراء مصر الأسبق.
ثم انتقل إلى مرحلة ثالثة شعارها "لا حياة إلا لثروت"، في إشارة إلى عبد الخالق ثروت رئيس وزراء مصر الأسبق، ويرجح المؤلف أن نهاية هذا المسؤول ستكون بشعار:" لا رئيس إلا ما تقتضيه الأحوال".
ويسجل المؤلف، والذي تقمص دور الحوذي، واقعا أن عربته الخشبية، كثيرا ما حملت وسط الصياح، أحد المنادين بالاستقلال التام، الى موعد بينه وبين شخصية ما.
ومن ثم يأمرانه بالسير بعيدا عن زحام القاهرة، ليتشاكيا الغرام

والنواح والألم، على حساب القضية.
ويشبه الأسطى، انتهازيي السياسة والثورات بالذين "يتشعبطون" في "الترام"، ويتشدقون بشعارات عدة، منها:".. تحيا الحرية"، ".. يحيا الاستقلال التام .."، بأنها شخصيات تستحق الموت الزؤام ، فأغراضها أخرى لا علاقة لها بالقضية الوطنية.
ويقول الأسطى حنفي أبو محمود مؤلف الكتاب: إنه صادف عجائب عدة، ومنها أن أحد الوجهاء يستوقفه ويصعد إلى العربة.
ويعلق أسامة عفيفي على مضمون الكتاب، في صيغة تعقيب يُدرجه ضمن المقدمة:"لو لم أكن أعلم علم اليقين أن هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، قد اختير ضمن إصدارات سلسلة ذاكرة الوطن منذ أكثر من عامين، لاعتقدت أن صدوره الآن، وبعد انتصارات ثوره 25 يناير، كان مقصودا ومخططًا له".
كما يؤكد عفيفي في مقدمته، أن محتوى الكتاب يربط بين الماضي والحاضر بشكل مذهل، فلقد صدرت هذه المذكرات مسلسلة في مجلة "الكشكول"، بعد ثورة 1919، وبالتحديد عام 1922، لترصد بسخرية لاذعة ووعي ناضج، متغيرات مجتمع ما بعد الثورة، وتعري بخفة دم، مواقف المتلونين واللاعبين علي الحبال، والمتسلقين والمنافقين والانتهازيين، الذين ظهروا في أعقاب ثوره 1919 لينقضوا عليها، وذلك بادعائهم الثورية.
وكما يُشير عفيفي: جاءت مذكرات عربجي لتفضح هؤلاء جميعا، ولتجلدهم علانية بكرباج العربجي الساخر، مستهدفة تطهير المجتمع منهم، والدفاع عن روح الثورة المصرية ومكاسبها.

منقول بتصرف عن صحيفة "البيان" الإماراتية *