رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا لو لم يكن هناك إخوان مسلمون؟

بين ممتن لدورهم ومُنكر له يختلف الكثيرون حول الإجابة على سؤال ماذا لو لم يكن هناك إخوان مسلمون؟ 

لذلك صدر عن دار اقرأ كتاب "ماذا قدم الإخوان المسلمون لمصر والإسلام" للكاتب عامر شماخ، حيث يقع الكتاب في 239 صفحة من القطع المتوسط ويستعرض فيه المؤلف ثلاثين انجازاً للجماعة قدمتهم للمجتمع فيقول: " كتبت هذا الكتاب للعامة الذين كثر سؤالهم هذه الأيام حول دور الإخوان في خدمة مصر والإسلام".

فيرى شماخ أن الإخوان وقفوا في وجه الطغاة وحاربوا الفساد والمفسدين, وعلى رأسهم عبد الناصر والسادات ومبارك, ودفعوا ضريبة ذلك من أجل حريتهم ودمائهم التي أهدرت, وتم اعتقال الكثير منهم وتشويه صورتهم وتعذيبهم، وكان من ضمن من عُذبوا مرشد الجماعة عمر التلمساني عقب احداث سبتمبر عام 1981 .

 كما جاهدوا المحتل الانجليزي في القاهرة ولاحقوه لمدة ثلاث سنوات في منطقة القناة حتى أرغموه على الرحيل ومغادرة البلاد وتم ذلك عن طريق التركيز على النشاط الطلابي في الجامعات والأزهر والمدارس الثانوية لإظهار السخط على الانجليز, ونظموا لذلك المظاهرات الحاشدة كمظاهرة كوبري عباس الشهيرة التي سقط فيها كثير من الطلبة في مياه النيل بعدما فتحت قوات الأمن الكوبري أثناء عبورهم, وقد أعلن مرشد الجماعة أنه لا جدوى من المفاوضات مع الانجليز ودعا إلى الاستعداد للمواجهة لأن الحقوق لا تُمنح وإنما تؤخذ بالقوة والجهاد .

إنكار عبد الناصر لدور الإخوان في ثورة يوليو

ليس هذا قط بل دافعوا عن الثورتين المصريتين في يوليو 1952, ويناير 2011 .. وأفشوا مخططات من حاول إجهاضها فيقول المؤلف: "كان من أسباب نجاح ثورة يوليو موقف الضابط سعد حسن توفيق وكان من الضباط الأحرار ومن المنتمين للجماعة, اذ كان يعمل نوبتجياً برتبة رائد ليلة قيام الثورة في إدارة المخابرات الحربية, وقد لاحظ وصول الفريق حسين فريد رئيس هيئة أركان حرب الجيش وبدأ في استدعاء قادة الجيش تليفونياً لحضور اجتماع عاجل بمبنى رئاسة الجيش, فترك سعد توفيق النوبتجية وذهب إلى منزل جمال عبد الناصر في كوبري القبة, طالباً منه سرعة التصرف وإحضار قوة للقبض على المجتمعين؛ لكن لم تمر عدة أيام حتى تنكر عبد الناصر لدور ضباط الإخوان في نجاح الثورة وتأمين مكتسباتها, إذ قال للمرشد في لقاء جمعهما يوم 28من يوليو عام 1952 م " قد يقال لك إن احنا اتفقنا على شيء ..احنا لم نتفق على شيء ".

وقد تناسى ما كان بينه وبين الأخ صلاح شادي, وبعدما استمرت المقابلة في مناقشات أنهاها المرشد بقوله لعبد الناصر: " اسمع ياجمال, ماحصلش اتفاق, وسنعتبركم حركة إصلاحية ..إن احسنتم فأنتم تحسنون للبلد, وإن اخطأتم فستوجه لكم النصيحة".

ورغم ماجرى فإن قادة الجماعة تعاملوا مع من قاموا بالانقلاب باعتبارهم أشقاء مُصلحين يستحقون العون والمساعدة والوقوف بجانبهم ومؤازرتهم.

دور الإخوان في ثورة يناير

وقد كان للإخوان دور فعال وكبير في ثورة يناير, فيوضح المؤلف هذا الدور بعد أن قامت الجماعة بمواجهة الطغيان على مدار العقود كان ذلك مقدمة طبيعية وتهيئة لتلك الثورة المباركة التي بدأها الشباب ومن بينهم شباب الإخوان وأنجحتها الحشود الهائلة للجماعة في الأوقات العصيبة التي تعرضت لها الثورة.

فأصدروا بيانهم يوم 23 و26 يناير يوضحون فيه أنهم لن يتخلوا عن الثورة, أما البيان الثاني فباركوا فيه شباب الثورة .

ويرى شماخ أنه لولا الله ثم الإخوان في جمعة الغضب 28يناير, وموقعة الجمل 2فبراير لكانت الثورة في خبر كان, وذلك بفضل شجاعتهم واخلاصهم.

ويستشهد المؤلف ببعض الشخصيات التي أكدت هذا الدور, فقال الدكتور محمد أبو الغار في حوار مع ماهر مقلد للأهرام يوم 23ابريل 2011: "عدد كبير من شباب منطقة الطالبية في حدود الـ10آلاف, كانوا مدربين على أعلى مستوى لتحمل مواجهة الشرطة 

وهم من مجموعتين الأولى شباب الإخوان والثانية الألتراس من جماهير النادي الأهلي ..أما مجموعة العمرانية فهى مثل مجموعة الطالبية, لعبت دوراً مهماً جداً, وكانت قوية ونجحت ايضاً في فتح الطريق".

وعن دور الإخوان كتب أيضا الشاعر عبد الرحمن يوسف في الحلقة رقم 7 من "يوميات ثورة الصبار" في المصري اليوم يوم 14ابريل 2011 يقول: " لقد انتهت تلك الليلة - يقصد فجر الثالث من فبراير ليلة موقعة الجمل-  ولكي أكون منصفا لابد أن اذكر أن الصفوف الأمامية كانت عامرة بفضل جماعة الإخوان المسلمين أولاً, ولولاهم لما مرت هذه الليلة على خير".

تسامح الإخوان مع الأقباط

ويسرد المؤلف انجازات الإخوان التي لم تنته عند هذا الحد؛ فيوضح أنهم اعلنوا قيم المواطنة وضربوا المثل في قدوة الإسلام الصحيح على وأد الفتنة واحتواء العنصر القبطي, فقد اتسم موقف جماعة الإخوان منذ نشأتها حتى اليوم تجاه الأقباط بالتسامح والاعتدال وهم يدركون أن المستفيد من الفتنة الطائفية هم أعداء الأمة الذين يسعون إلى إفساد الوحدة الوطنية والتفريق بين أبناء الوطن الواحد .

كما يؤكد شماخ أن الإخوان يدركون أن هناك نقاط تلاق مع الأقباط على رأسها الوقوف في وجه التيارات الإلحادية المُعادية للأديان وكذلك تيارات الإباحية والانحلال الخلقي والوقوف في وجه الصهيونية البغيضة, والانطلاق لصالح الإنسانية والوطن.

ويضيف أن الإخوان يعتقدون أن انتشار الفتن الطائفية ليس أثراً من آثار التدين إنما من آثار غياب الفهم الصحيح لروح الأديان وأهدافها الكبرى ومظهر من مظاهر التخلف؛  كما أنها ورقة يلعب بها الصهاينة والعلمانيون والملحدون على المستوى المحلي .

الإخوان يقودون الإصلاح السياسي

وقدم المؤلف دليلا على هذه العلاقة وهو مكرم عبيد باشا أشهر الزعماء المسيحيين في مصر في الربع الثاني من القرن العشرين, محام شهير وأحد اقطاب حزب الوفد أيام سعد زغلول وهو المصري الوحيد الذي شارك في جنازة الإمام الشهيد حسن البنا وذهب إلى منزل والده للعزاء فقال عنه: " ما من شك أن فضيلة الشيخ حسن البنا هو حى لدينا جميعاً في ذكراه بل كيف لا يحيا ويخلد في حياته رجل استوحى في الدين هدى ربه وفي الدنيا وحى قلبه".   

وكشف المؤلف عن دورهم في قيادة الجهاد والإصلاح السياسي ودفاعهم عن حقوق المواطن المصري وكرامته؛ حيث نادوا بالإصلاح الاقتصادي وانشأوا المصانع والشركات والمتاجر والمؤسسات وضربوا بأنفسهم المثل في جودة العمل وإتقانه .

بالإضافة إلى محاربتهم للإباحية والرذائل والمنكرات وتصديهم لمن حاولوا ابتذال الاخلاق؛ وتصديهم للمشروع الصهيوني العنصري.