زكي نجيب محمود.. أستاذ الجيل
شيء جميل ورائع أن يكون التلميذ وفياً لأستاذه ومعلمه، والدكتور عاطف العراقي يفعل ذلك دائماً، فهو يعترف بفضل من قدم له علماً أو نصيحة، فهو يقول عن الدكتور زكي نجيب محمود
(أقول بلا أدني مبالغة إنني لا أجد في عالمنا العربي من مشرقه إلي مغربه أستاذاً من أساتذة الفلسفة أثر في تشكيل فكري وعقلي ووجداني بدرجة تقترب من الأثر الذي تركه أستاذ الجيل ورائد التنوير وعملاق الثقافة العربية في عالمنا المعاصر الدكتور زكي نجيب محمود).
وفي مجلد ضخم يقع في ٠٠٨ صفحة من القطع الكبير صدر مؤخراً كتاب (زكي نجيب محمود.. مفكراً عربياً ورائداً للتنوير المعاصر) شارك في كتابة فصوله الكثر من ٢٤ أستاذاً في مجال الفلسفة علي رأسهم زوجته الدكتورة منيرة حلمي والمرحوم الدكتور فؤاد زكريا والدكتور عاطف العراقي مقدم الكتاب والمشرف عليه، يقول (العراقي): فكرة هذا الكتاب نبعت عندما وجدت بعض السلبيات في الكتاب التذكاري الذي صدر في حياة زكي نجيب محمود عن جامعة الكويت، والكتاب التذكاري الذي صدر عن المجلس الأعلي للثقافة، ففكرت مع بعض الزملاء أنه يعد كتاباً تذكارياً يضم دراسات حوله وعنه، وقد ساهمت فيه بدراستي الأولي المطولة حول الحياة الفكرية لزكي نجيب محمود وذكرياتي معه، والثانية تحليل نقدي لأربعة من كتبه، خصوصاً آخر ما كتب (حصاد السنين) الذي لا يمكن فهمه حق الفهم إلا إذا قرأنا كل التراث الذي تركه لنا مفكرنا العملاق.. لا يمكن إدراك ما فيه من أفكار إلا إذا وضعنا في اعتبارنا الدور الحيوي والرائد الذي قام به زكي نجيب محمود، الذي يقف علي قمة عصر التنوير في مصر والعالم العربي.
ويضم المجلد 40 فصلاً ومقسم إلي قسمين.. الأول عن حياته الفكرية واتجاهاته التنويرية والعلمية والمعارك التي خاضها ودفاعه عن
وأفرد الكتاب فصلاً كبيراً عن ثلاثة من كتبه التي تتضمن سيرته الذاتية، بالإضافة إلي فصل آخر للدراسات الخاصة بالوضعية المنطقية التي اتجه إليها منذ كتاب (خرافة الميتافيزيقا) وأيضاً الكتاب الذي حصل بمقتضاه علي جائزة الدولة التشجيعية وهو كتاب (نحو فلسفة علمية)، كم يتضمن المجلد أيضاً بياناً بكل ما كتب عن زكي نجيب محمود من رسائل الماجستير والدكتوراه سواء في مصر أو في لبنان أو في الكويت كما يقدم الكتاب بياناً بالشهادات الفخرية التي حصل عليها، خاصة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومن المنظمة العربية للتربية والعلوم كان أول مصري يحصل علي هذه الجائزة.
والكتاب مرفق به صور من شهادته العلمية والأوسمة التي حصل عليها، كما نجد إهداءات زكي نجيب محمود بخط يده للدكتور عاطف العراقي، ويتناول الكتاب أيضاً صلته بكثير من المفكرين والأدباء المصريين وعلي رأسهم توفيق الحكيم.
إنه كتاب مهم لمن يريد التعرف علي المفكر الكبير وأفكاره وأهم أعماله التي أثرت علي عدة أجيال من المفكرين والأساتذة وغيرهم، مما جعل لهذا الرجل تأثيراً كبيراً علي الفكر العربي المعاصر والثقافة العربية المعاصرة.