رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبـادرة الرئيس

لا شك أن تدخل الرئيس «السيسي» لحل أزمة الوفد الأخيرة تشكل رسالة ينبغي قراءتها علي نحو صحيح؛ هذا إلي جانب كونها شهادة مسئولة بموقع الوفد الفريد في الحياة السياسية، تعبيراً عن نضاله التاريخي المشرف، كأعرق الأحزاب السياسية، وموضع الخبرة في الحكم والمعارضة علي السواء، ما جعل من الوفد ضميراً وطنياً حياً، لا تغيب عن مرتكزاته مجمل القضايا الوطنية، ولا تبتعد عن رؤاه مختلف التحديات والمخاطر التي تتهدد الأمن القومي للوطن، مهما بلغت «قضاياه» الداخلية.

والواقع أن الأحداث التي مرت مؤخراً بحزب الوفد، يمكن التعبير عنها باعتبارها تداعيات الثراء الفكري لأبناء الوفد، فيما يشكل موضع خصوصية الوفد كبيت للأمة علي اختلاف تياراتها وانتماءاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا يمكن أن تشكل أبداً فرقة بين أبناء الوفد المنوط بهم قيادة الحياة السياسية في المرحلة الدقيقة الراهنة.
وقد كان الوفد محل ترقب ورصد من كثير أو كل القوى السياسية في مصر وفي محيطنا الإقليمي نظراً للدور الفاعل الذي ينهض به في التفاعلات السياسية الجارية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وصولاً إلي ثورة الثلاثين من يونيه، وما سبقها من دور محوري بارز في إسقاط نظام الجماعة الإرهابية، حيث احتضن الوفد بكل الرعاية «جبهة الإنقاذ» التي كانت رأس الحربة السياسية التي أفقدت النظام الإخواني شرعيته في الحياة السياسية قبل أن ينتقل سقوطه إلي الشارع المصري ككل.
يعبر عن ذلك أيضاً، الدور المتعاظم الذي ينهض به الوفد علي الساحة الدولية من خلال حرص الكثير من السفراء والمسئولين الأجانب علي التردد علي الوفد في كثير من المناسبات، ففي الوفد يلتمس الكثير من أطراف المجتمع الدولي اتجاهات حركة المجتمع المصري؛ إذ لا تنفصل رؤى الوفد عن نبض الشارع المصري، ولا يفتقد الرأي العام مناصرة الوفد لقضاياه، وإن صغرت إلي حد تجاهلها من البعض.
ولعل في توجيهات الرئيس السيسي بضرورة اعتدال المسيرة الوفدية باتجاه وحدة الصف، ما يشير إلي الدور المنوط بالوفد القيام به في الفترة المقبلة بما تشهده من لحظات تاريخية فارقة، لا يمكن تبرير غياب كل جهد وطني مخلص عن الوفاء بمسئولياته تجاهها؛ ومن ثم كان علي الوفد مسئولية أكبر.
من هنا كان لزاماً أن يعي أبناء الوفد جميعاً أن مسئولية تاريخية ثقلت وباتت واجبة النفاذ علي وجه السرعة بعد لقاء الرئيس بقيادات الوفد، وأن رسالة وفدية لا ينبغي أن تتأخر عن الصدور باتجاه الرأي العام الداخلي والخارجي، رسالة مفادها أن الوفد لا يمكن أن ينشغل عن رسالته الوطنية تحت أي ظرف، وعلي بقية القوى السياسية أن تدرك كذلك أن توجيهات الرئيس كانت بدافع توجيه رسالة لكافة القوى السياسية بأن الوطن أحق بالانشغال بقضاياه، وان مبررات الغياب عن وحدة الصف ليست مقبولة في اللحظة التاريخية الراهنة التي يواجه فيها الوطن أعداءه في الداخل والخارج علي السواء.
وليس من شك أن الأيام المقبلة ستشهد حركة في البيت الوفدي بغية تجسيد رؤى وتوجيهات السيد الرئيس بما يؤكد انحياز الوفد إلي مرتكزاته الوطنية، وتغليبه المصلحة الوطنية التي تقتضي لم شمل أبناء الوفد تحت الراية الوفدية في خدمة الوطن.
«الوفد»