رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الشباب»... العنوان الصحيح للثورة

دون تزيد أو مبالغة، يفقد صلته بواقع ومستقبل وطنه، كل من وهنت ثقته في الشباب، قيمة إنسانية رفيعة، لا يملك سواها صناعة الطموحات، وصياغتها حياة كريمة حرة، ليس إلا هي التعبير الأمين عن الحركة الطبيعية للمسيرة الإنسانية.

من هنا كان ارتباط مفهوم الشباب بجوهر الثورة، كحركة تغيير جذري، تطال مختلف أوجه الحياة، علي نحو يدفع بالمجتمع إلي قيم جديدة تتبني تحقيق طموحاته، وتستجيب للاحتياجات المتزايدة للشعب من شتى مقومات المجتمعات المتحضرة.
وعلي ذلك، يقع مفهوم الشباب مستهدفاً من القوى الرجعية، بينما نجده في إطاره الطبيعي داخل منظومة القيم المجتمعية متى عبرت الأخيرة عن قناعات ثورية حقيقية، علي عكس ما تعانيه المجتمعات المتخلفة علي طريق الديمقراطية من تهميش أو غياب ملحوظ لمفهوم الشباب، لصالح ركود يمتد طعناً في قدرات الشباب، وصولاً إلي شيخوخة النظام الحاكم وما يرتبط به من سياسات جامدة، ليست علي صلة كافية بمقومات التنمية المستدامة، متجاهلة حقوق الأجيال القادمة، فيما يؤكد غياب معايير الحكم الرشيد، وما يعنيه من استجابات لا تنقطع لتطلعات الأجيال الجديدة.
من هنا، لا تدفع بنا إلي مستقبل أفضل، كل الدعاوى المغرضة التي تستهدف الحط من شأن مفهوم الشباب، في محاولة يائسة لاستعادة الركود، والركون إلي ثقافة «الاستقرار» بوجهها القبيح التي طالما برر بموجبها، زيفاً، نظام حكم مبارك طول بقائه دون سند من إنجاز حقيقي؛ إذ لا مجال لالتباس يشوه الرغبة الفطرية للشباب نحو التغيير باعتبارها مصدر قلق واضطراب مجتمعي، في تشويه متعمد لحركة الشباب الساعية نحو مستقبلها؛ ذلك أن المقصود يتعدى الحدود الآمنة لمفهوم «الاستقرار» وصولاً إلي «التخلف» عن ملاحقة التطلعات المشروعة صوب حياة أفضل.
والواقع أن ما حققه دستور 2014 من مكتسبات للشباب، يمكن أن يفقد مغزاه إن لم تصاحبه قناعات حقيقية بإمكانات الشباب

وقدرته علي قيادة وطنه صوب أحلامه؛ ومن ثم فإن عملاً وطنياً نستهدف به دفع الشباب إلي مسئولياته، لا يمكن أن يتم بعيداً عن مشاركة فعلية وجادة من الشباب، علي نحو يؤكد صدق ما نعلنه من شعارات؛ ومن ثم يتجاوز الأمر حدود مواقع «شرفية» تُزين صدر الحكومة، ويتم إبرازها وقت الحاجة.!
من جهة أخرى، لا سبيل إلي مصداقية الدولة فيما يتعلق برغبتها في مشاركة «فعلية» من الشباب تؤكد تحمله مسئولياته، دون الالتفات الصادق الأمين إلي مبادرات وأفكار الشباب، وتحقيق ما يتطلعون إليه من بيئة سياسية حاضنة لتطلعاتهم نحو حاضرهم ومستقبلهم.
ولعل في ذلك ما يدفع بنا إلي التجاوز عن أخطاء وعثرات الشباب وهم علي طريق العمل الوطني، ذلك أن «الخطأ» حق مشروع لبناء أجيال قادرة علي مواجهة تحدياتها، طالما تمسك العمل الوطني بالثوابت الوطنية، خاصة في ظل غياب تراكمات ديمقراطية تشكل دروساً تاريخية قريبة العهد من الأجيال الحالية، مع وفرة من «النخب» فاقدة الوعي بمسئولياتها التاريخية، سواء في تقديم القدوة، أو في الدفع بالشباب إلي موقعه الطبيعي في صدارة المشهد الوطني. هذا إذا ما عبرت المرحلة بالفعل عن حالة ثورية، فثورة حقيقية... «الشباب» عنوانها الصحيح.

«الوفد»