عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نحو برلمان ثورى

ليس إلا العمل المؤسسى، قائدًا لجهود حزب الوفد صوب مواقفه الوطنية المسئولة، خاصة فى ظل مشهد انتخابى مضطرب، نالت من دقة اتجاهه نحو المصالح الوطنية، جملة من السلبيات، لا يمكن أن تعبر إلا عن عدم نضوج التجربة المصرية، وهو أمر يمكن قبوله إزاء حداثة كثير من مفردات العملية السياسية، فضلًا عن ضرورة قبول تداعيات إخفاقات شتى نالت المشوار الثوري، بحكم ما واجهه من قوى رجعية ما زالت تمثل أطرافًا فاعلة فى المشهد الداخلي، فيما يؤكد أن الوطن ما زال فى المرحلة الصعبة من عمر عملية التحول الديمقراطي، مرحلة «الانتقال الديمقراطي»، حيث مازال الماضى يشارك أبناء المستقبل إدارة شئون دولتهم.

من هنا لا يملك الوفد إلا المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، على أساس لا يغفر ما ارتكبه البعض من خطوات لم تدرك على نحو صحيح كون الانتخابات البرلمانية أداة وليست هدفًا فى حد ذاتها؛ فبها تخطو الثورة المصرية نحو استكمال المكونات الدستورية للدولة؛ ومن ثم يتطلع الشعب إلى أداء أفضل للدولة يمكن من خلاله تحقيق طموحاته، وينتظر المجتمع الدولى نجاحات «حقيقية» تعبر عن صحة توجه الإرادة الشعبية الحرة فيما أفرزته من استحقاقات يكمل بعضها البعض الآخر، سواء ما تم فى الدستور أو الانتخابات الرئاسية، وأخيرًا الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وعلى هذا، ليس صحيحًا أن إنتاج برلمان، أيًا كانت مكوناته، يعد الخيار الأفضل؛ فبرلمان يعبر عن عودة الأنظمة التى أسقطتها الثورة المصرية، بشقيها، فى يناير ويونيو على التوالي، لا يمكن إلا أن يصطدم بمشاعر وطموحات الشعب، وقد دفع كثيرًا من أمنه وقوته واستقراره فى سبيل بلوغ حد يمكن معه التأريخ لبداية مرحلة جديدة تتبنى آمال الناس، وتلبى ما يدفع عنهم آلامهم.
ولا ينفى ذلك كون تأجيل الانتخابات البرلمانية، ليس خيارًا مفضلًا، بعد ما ناله من تراجع على أجندة العمل الوطني، ما

دفع به إلى الصفوف الخلفية لخارطة المستقبل، بينما الأمل انعقد على أن يشكل ذلك إحكامًا لقبضة الثورة على مقاليد الأمور، ما يجسد حرصًا متزايدًا على أبجديات لم تعد محل خلاف فيما أقرته التجارب الدولية فى إطار عمليات التحول الديمقراطي، حتى أن التحولات الديمقراطية فى كثير من دول أوروبا الشرقية، كانت الانتخابات مدخلهم نحو تحقيق ثوراتهم، فعرفت تحولًا ديمقراطيًا وصف بأنه «انتخابي»، فكانت ثوراتهم «انتخابية» فى المقام الأول؛ حيث مثلت نتائج الانتخابات جوهر الثورة ومضمونها.
والواقع أن تراخيًا فى تطبيق القيم الثورية، فيما يتعلق بإعداد القوائم الانتخابية، لا يمكن إلا أن يزيد من مشروعية المخاوف تجاه ما قد ينعكس على الانتخابات الفردية من ممارسات ليست على صلة بما يتطلع إليه الشعب فى مواجهة ما قدمه من تضحيات.
   والحال كذلك، باتت النخبة السياسية على مسافة واسعة، بين طموحات شعبية مشروعة، وواقع يصعب إنقاذه دون جهد وطنى مخلص، يتجرد من ذاتيته، ويتنصل من قيم رديئة ما نهضت الثورة إلا لتزيلها، دون ذلك يظل البرلمان المقبل يتردد خلسة وعلانية بين الماضى والمستقبل، فى انتظار «ثورة انتخابية» يصلح بها الناخب ما أفسدته النخبة السياسية، ويحسم أمر برلمانه قُدمًا إلى الأمام على طريق الثورة.  
«الوفد»