عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تناقضات المرحلة

بالفعل دارت عجلة الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل، وبات البرلمان المقبل علي مرمي خطوات محسوبة، تتصاعد معها الآمال صوب مستقبل أفضل، يتبني طموحات الثورة المصرية، في يناير ويونيه علي السواء، لما بينهما من مشتركات جوهرية، لن تجدي معها محاولات أبناء نظام مبارك في الانحراف بالمسار الثوري إلي سابق العهد القديم الذي نهضت ثورة يناير تسقطه من طريق الشعب، وتزيحه عقبة تعرقل الحق المشروع في حياة كريمة حرة.

وبالنظر إلي إخفاقات عدة نالت بعض الخطوات، تراخت بموجبها قوة وعزيمة الثورة في المضي قدماً صوب أهدافها، فقد راجت في الفترة الأخيرة ملامح غير مرغوب فيها، يمكن الدفع بها في مواجهة كل جهد ثوري حقيقي، ما يزيد من حالة «عدم اليقين»، وينمو بفرص عودة نظام مبارك الفاسد إلي سطح الحياة السياسية.
والواقع أن الأمر يتجاوز، في جوهره، ما يمكن أن يشيعه ترشح رموز قوية في الحزب الوطني المنحل؛ بل ان التجارب الدولية للثورات الشعبية، لا تدفع بنا إلي اليأس من ثورتنا إذا ما نجح بعض هؤلاء، علي نحو يزيد عن التوقعات.
فلطالما أشار رأي الوفد إلي أن الوطن يمر حالياً بمرحلة صعبة من عملية التحول الديمقراطي، تشير إليها الأدبيات السياسية كمرحلة «انتقال ديمقراطي»، ينتقل بها المجتمع إلي نظام ديمقراطي، ينتظر جهداً وطنياً مخلصاً وطويلاً، حتى يرسخ ثقافة مجتمعية حاكمة.
وفي إطار مرحلة الانتقال الديمقراطي، لابد من قبول الواقع، والإقرار بوجود «نظام مختلط»، يجمع بين أبناء الثورة، وأبناء النظام القديم، وذلك باعتبار النظام السياسي الوعاء المجتمعي الجامع للنظام الحاكم وبقية أطراف العملية السياسية، علي

اختلاف توجهاتها وأدوارها.
وعلي ذلك فليس إلا التجاذب الشديد يتعرض له النظام السياسي، فيما بين قوى الماضي البغيض، والقوى الثورية، وهنا تكمن صعوبة مرحلة الانتقال الديمقراطي، والتي تتزايد فيها «تناقضات» المشهد السياسي علي نحو يعكس حقيقة الصراع الدائر بين الماضي والمستقبل.
من جهة أخرى، ليس لنا إلا أن نثق في ثورتنا، ورموزها ممن حملوا مشعلها، واحتموا بآمال الشعب المشروعة، وهو يجابهون بطش نظام فاسد مستبد، لا يفت في عضدنا نجاح بعض رموزهم، ولا يقلل من عزيمتنا صخباً تثيره أبواقهم الإعلامية، ولا يزعزع صفوف الثورة ما نال البعض منها جراء تناقضات المرحلة.
فليس في سنوات عمر الثورة المصرية الأربع، ما يمكن أن ينال من الأمل في بلوغ أهدافها الإنسانية النبيلة، فعشرة أعوام هي المتوسط الغالب علي معظم الثورات الشعبية التي حولت مسار الشعوب، وألهمت غيرها من الشعوب دروساً ينبغي قبولها والعمل بمقتضاها، وكما كانت ثورتنا ملهمة لغيرنا من الشعوب، علينا أيضاً أن نستلهم من تجارب الشعوب، ما يجعلنا أكثر رفقاً بثورتنا، واستيعاباً لتناقضات المرحلة.