رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«العملية»... والوكلاء الجدد

لا شك أن إشارات واضحة أرسلتها العملية الإرهابية الأخيرة التى استهدفت عدة مقرات عسكرية وأمنية فى سيناء، فيما يعبر بصدق عن أفق متسع للمواجهة التى يخوضها الوطن فى سبيل التأكيد على مفردات أمنه القومي.

غير أن حصرًا دقيقًا لتفاصيل العمليات الإرهابية التى تشهدها منطقة محدودة من أرض سيناء، يدفع بنا إلى وضع الأمور فى نصابها الصحيح، فكون العمليات الإرهابية محصورة فى مستطيل صغير من أرض سيناء، هو أمر بالقطع له دلالاته التى لا تغيب عن الأجهزة الأمنية، وإن أشار بحق للعامة إلى أن السيطرة الأمنية فى سيناء بشكل عام ليست محل نزاع بين أجهزتنا الأمنية والمجموعات الإرهابية؛ ومن ثم لا ينبغى الوقوع فى إيحاءات زائفة ينشرها كل خطاب يتناول الأمر متسعًا بوصفها «أحداث سيناء».
ولا ينفى ذلك أن تهاونًا قد يدفع بالأوضاع إلى ما هو أسوأ، غير أن دقة التوصيف هنا تقطع الطريق أمام محاولات بث روح الهزيمة فى أوصال الشعب، ورسم صورة ذهنية مغايرة للواقع فى أذهان المجتمع الدولي، بغرض زعزعة قوة الدولة المصرية، وضرب السياحة فى سيناء، وتشويش الموقف من المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل بإذن الله.
كذلك فإن ما طرحته العملية من تطور نوعى فى التخطيط والرصد، وأيضًا فى التنفيذ، موعدًا ودقة، يؤكد النمو المتزايد للدعم الذى تلقاه الجماعات الإرهابية فى سيناء، ما يدفع بوضوح، وعن حق وجدارة، بأجهزة استخباراتية إلى دوائر الاتهام؛ ومن ثم فإن اختزال الأمر فى مجموعة من الإرهابيين، وإن علا وصفهم إلى درجة التنظيم المسلح، هو أمر يضيق عن استيعاب مختلف الأطراف الفاعلة فى

تلك الأحداث.
والواقع أن مراجعات جادة على الأرض ينبغى أن تسفر عنها تلك العملية، بموجبها نتخذ موقعًا أكثر قربًا إلى بلوغ الاستقرار المنشود، دعمًا لجهود التنمية الشاملة، زحفًا إلى تحقيق أهداف الثورة المصرية، بشقيها فى يناير ويونية على التوالي.
ومرة أخرى تؤكد الأحداث مدى دقة المرحلة الراهنة، وكيف أنها لا تتيح فرصًا متتابعة أمام استمرار المزايدات السياسية، والقفز فوق حقائق الأمور، سعيًا وراء مكاسب سياسية، نتجاهل بها جوهر مبادئ وأهداف الثورة، وحقيقة كونها ثورة ضد الفساد، وتزاوج المال والسلطة، وحكم الحزب الواحد، وغير ذلك من السمات التى باتت لا تبرح موقعها فى مُخيلة الكثير من الساعين إلى سطح المشهد السياسي.
فليس فى مواجهة الإرهاب ما يحول بيننا وتطبيق صادق لمفردات العملية الديمقراطية، بما توفره من منافسات شريفة تُعلى من شأن المصالح الوطنية، على حساب «الوكلاء الجدد» لنظام مبارك، وقد حازوا سُبلًا شتى لاقتناص آلام الشعب، سعيًا إلى عودة قيم حكم مبارك البالية، وما أفرزته من حياة سياسية عاجزة عن الالتقاء بمطالب الشعب على أرض الواقع.
«الوفد»