رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«تحيا مصر» ... كريمة حرة



«تحيا مصر»... «شعار» راج كثيراً في الفترة الأخيرة حتى بات العنوان الأبرز للمرحلة الراهنة، وحتى وجد صداه في تونس عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أزاحت حزب النهضة الإخواني من مقدمة المشهد التونسي، بعد أن كانت الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير 2011 قد استلهمت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» من صرخات الشعب التونسي ضد حكم الطاغية التونسي بن علي، وهكذا تصدق الأدبيات السياسية في رؤيتها للثورات الشعبية باعتبارها من مصادر الإلهام المنوط بها تشكيل وتوجيه الرأي العام العالمي، فيما يعبر عن منظومة القيم العالمية، ووحدة التجربة الإنسانية سعياً وراء حقوقها المشروعة في حياة كريمة حرة.

واستلهاماً من الدروس التاريخية المقارنة، ليس علينا إن نحن اتخذنا من تجارب تفيض بأدوات وآليات الشعوب لاستكمال الرحلة نحو التقدم. بعد ثورات شعبية، أزاحت أنظمة ظالمة فاسدة، فأتاحت الفرصة كاملة لأبنائها لإنجاز مهمتها الوطنية، دون مواربة، وبلا «وساطة» بين الثورة وأعدائها.!   
فليس التاريخ يذكر أن دولة «عاشت» وارتقت إلي طموحاتها المتصاعدة، وقد ركنت طويلاً إلي مشاعرها غناءً وشعراً وطبلاً وزمراً، دونما جهد جاد ومخلص، ينتج مبررات التقدم المنشود، ويشير إلي إدراك حقيقي لأسباب اللحاق بفرص التنمية الشاملة المنوط بها تجسيد أهداف الثورة، وما للثورات الشعبية من نداء يتجاوز الحرية والعدالة والمساواة، باعتبارها قيم الحضارة الإنسانية علي مر التاريخ.
ليس في ذلك شيء من إنكار لجهد يبذل في محاور عدة من العمل الوطني، ولا يأتي ذلك علي سبيل  التشكيك في صعوبة الموقف، كما ليس لنا أيضاً أن «نحتفل قبل انتصار الثورة» علي ما يواجهنا من تحديات؛ ومن ثم فليس علينا إلا الانحياز لمبادئ وقيم ثورتنا المجيدة، مرجعية وحيدة لا ينبغي أن تتخطاها كل الجهود الوطنية متى انتسبت إلي الإرادة الشعبية الحرة التي عبرت عنها الملايين الثائرة في يناير ويونيو علي التوالي.
أيضاً لا يحمل ذلك تزيداً ينطلق من «معارضة»، فليس في المشهد الداخلي حتى الآن معارضة، اللهم إلا أتباع مبارك وبديع، في معارضة كل منهم للثورة التي أسقطتهم تباعاً؛ ومن ثم فليس أتباع مبارك وبديع من مفاهيم

وقيم ومبادئ وأهداف الثورة المصرية في شيء، وعليه فليس لهم من موقع مشروع في صدارة مشهد داخلي يعبر عن الإرادة الشعبية الحرة التي أفرزت الثورة.
لتحيا مصر ... كريمة حرة، وقد أدركت سُبلاً مشروعة تستبقي الثورة بين أيادي أبنائها المخلصين، أمانة ومسئولية وطنية لا تقبل المزايدة والمساومة، ولا تتيح فرصاً لأعدائها للالتفاف حولها بآليات، الأصل فيها أنها «ديمقراطية»، لطالما أساء إليها حكم مبارك وبديع علي السواء، حتى باتت «الانتخابات» ترجمة مغلوطة للإرادة الشعبية في كثير من صفحاتها.
لتحيا مصر ... كريمة حرة، عملاً وجهداً جاداً ومخلصاً، يقوده إلي أهدافه، أبناء الثورة، لا تحجبهم عن مواقعهم المشروعة «خبرة» مزعومة، لطالما تجرع الوطن في ظلها مرارة الانكسار والهزيمة، ونال بموجبها نصيباً مُجحفاً من التخلف، لا يعادل موقعه التاريخي الرائد، ولا يتفق وقدرات أبنائه، ومقدرات أرضهم.
لتحيا مصر ... كريمة حرة، في ظل حكومة سياسية تعبر بصدق عن تحول ديمقراطي حقيقي، يجسد مبادئ وقيم وأهداف الثورة، ويترجم ما جاء في الدستور إلي برنامج عمل وطني، ويؤكد اتزان الخطوة علي طريق الديمقراطية، وفق رؤية سياسية حقيقية مستلهمة من الإرادة الشعبية الحرة، وليس من «توجيهات الرئيس» فحسب، وليس في ذلك إلا الإدراك الصحيح لما جاء به الدستور من اختصاصات وصلاحيات تعلي من شأن توازن السلطات، كمبدأ رئيس في كل نظام ديمقراطي.
وليس إلا هكذا «تحيا مصر» ... كريمة حرة.      
«الوفد»