عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيسى رئيسًا.. أمينًا على المكتسبات الثورية

ما كان أجدرنا بأن نصل إلى هذا اليوم ونحن على صلة أوثق بكل ما من شأنه التأكيد على صدق توجهاتنا صوب تحول ديمقراطى حقيقى وجاد، يجسد جوهر ومضمون الثورة المصرية المُلهمة، وما حملته إلى الدنيا من دلائل واعدة على جدارة الدولة المصرية فى استرداد مكانتها الرائدة.

فليس «السيسى رئيسًا» إلا صرخة مصرية فى وجه أعداء الوطن، فى الداخل والخارج، صرخة تنذر كل متآمر ضد المصالح الوطنية، وتستنهض همم أبناء الوطن على طريق بناء دولتهم الديمقراطية الحديثة، وقد اتخذت من سيادة القانون سبيلًا ومنهجًا حاكمًا.
فأى دفع فى هذا الاتجاه يمكن أن تقدمه خطوات، وإن أخلصت، إلا أنها لم تزل بعد... مرتبكة، مترددة، لم تثبت بعد حركتها على المسار الثورى الذى ارتضته الملايين، ودفعت فى سبيله من أرواح أبنائها الشهداء، ومن أمنها، وقوت يومها.
وأى بناء ديمقراطى يمكن استشراف آفاقه، وما زال الرهان ساعيًا يلهث بين ثورة تنتج قيمًا جديدة تتبنى مجمل المفاهيم الديمقراطية المتراكمة فى المجتمعات المتحضرة عبر المسيرة الإنسانية الطويلة، وبين ردة إلى ما قبل مساءلة الشعب لحكامه الطغاة فى الخامس والعشرين من يناير، وصنيعة فسادهم فى الثلاثين من يونية.
ولا شك أن الساحة لا تخلو من جهود مُضنية، ذات مرتكزات مشتركة، تُبذل من جانب أعداء الوطن، من أتباع مبارك وبديع على السواء، بغية إحداث انقطاع فى المسيرة الثورية، بموجبه تتشتت القوى الوطنية المخلصة، وتتراخى الأيادى الشقيقة الممتدة بالعون تستحث الدولة المصرية على العودة، درعًا وسيفًا للأمة العربية.
إلا أن يقينًا راسخًا لا ينبغى أن يغيب عن صانع القرار، مفاده أن ثورة شعبية نهضت بالفعل فى مصر، وأن مبادئها بالقطع ستظل مشتعلة فى القلوب إلى حين تجسيدها، وتحقيق أهدافها؛ ومن ثم يُعلق الأمل، ويُرجئ بلوغه، ويفتح أبواب الشكوك

والفرقة داخل الصف الوطني، غياب رؤية واضحة تهتدى بها حركة المجتمع إلى الاتجاه الصحيح.
فليكن فى أداء الدولة المصرية رسالة بالغة الوضوح إلى مختلف أعداء الوطن، فى الداخل والخارج، مفادها أن خيارات صانع القرار تنعدم تمامًا أمام الإرادة الشعبية الحرة، التى عبرت عن انحيازها لمبادئ ثورتها، فى مواجهة كافة محاولات السطو على الثورة، وتشويه أبنائها.
فكما فشل الإخوان فى «اقتياد» ثورة يناير والانحراف بها إلى أهدافهم المنافية للمصالح الوطنية، وهم فى الواقع على مسافة بعيدة من جوهرها، فإن الاختباء خلف تأييد الثلاثين من يونيو لن يتيح لأبناء نظام مبارك الفاسد عودة مشروعه إلى صدارة مشهد أفرزته ثورة شعبية تفجرت بالأساس فى وجوههم الكريهة على قلب كل وطنى شريف.
من هنا يأتى السيسى رئيسًا... أمينًا على المكتسبات الثورية، حريصًا على تجسيدها، تحوطه كل القوى الوطنية المخلصة، فى مواجهة أعداء الوطن، على اختلاف توجهاتهم، وتباين مصالحهم، وتنوع مرتكزاتهم الفكرية.
وإذا كان الدستور لا يدفع باتجاه العزل السياسي، والوطن بالقطع للجميع، وبالفعل لا إقصاء لرأي، إلا أن الثورة ليست وجهة نظر، وبالتالى فمبادئها وأهدافها لا تقبل القسمة على أبنائها وأعدائها على السواء، وعلى ذلك... جاء السيسى رئيسًا.                         
«الوفد»