رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخطوة الأولي


بعد جهد كبير، واجتهاد قدر الطاقة، قاربت لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور، علي إنجاز مهمتها، وهو ما يشكل خطوة أولي علي طريق تحقيق خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوى السياسية والمجتمعية بعد الثلاثين من يونيو.

ورغم أهمية تلك الخطوة، إلا أنها تظل في حاجة إلي رعاية شعبية تُبقي عليها رمزاً لإصرار الإرادة الشعبية علي إنفاذ مطالبها المشروعة في بناء دولة ديمقراطية حديثة، فدون رعاية الشعب لتلك الخطوة الأولي، يشق علينا توقع مواصلة الطريق نحو إنجاز كافة استحقاقات خارطة المستقبل.
تأتي الرعاية الشعبية المطلوبة في محاور عدة، لعل أهمها ما يمكن تجسيده في إعلاء الشأن الوطني فوق الاعتبارات الفئوية والخاصة، تقديراً لمقتضيات المرحلة الراهنة، وما تفرضه من ضرورة الحرص علي لم الشمل، والكف عن ممارسات طالما بثت بذور الفرقة بين أبناء الوطن.    
فلتكن الخطوة الأولي موحدة للصفوف خلف الاعتبارات الوطنية، ولتكف بعض المساعي الرامية إلي تحويلها إلي ساحة جديدة لصراع مجتمعي يُهدر جوهر الإرادة الشعبية، فليس من شك أن الدستور في صياغته الجديدة لطموحات الثورة المصرية، لم يكن من المتوقع قط أن يرضي كافة أبناء الوطن علي مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الفئوية والعمرية والنوعية، وغير ذلك من كافة أنماط مكونات النسيج الوطني.
من جهة أخرى، فإن الإقبال الشعبي علي الاستفتاء المتعلق بالدستور، لا يمكن حصر أغراضه في مجرد الموافقة علي الدستور أو رفضه، فحضور قوى لا شك يرسخ الثقة لدى أبناء الوطن في نجاح جهودهم نحو بناء دولتهم الحديثة،

ويدعم كذلك الصورة الذهنية لدى المجتمع الدولي بأن تغيراً حقيقياً بات أمراً واقعاً لدى المجتمع المصري.
كذلك فإن موافقة عالية علي الدستور الجديد من شأنها التأكيد علي الإرادة الشعبية الساعية نحو إنجاز كافة خطوات خارطة المستقبل في مواعيدها، دون تأخير ينذر بكثير من «المطبات السياسية» ذائعة الانتشار في طريق التحول الديمقراطي، وما تموج به المرحلة الانتقالية من صراعات مجتمعية، ما يجعل من الوطن أرضاً خصبة لكثير من الأزمات، تنمو وتزدهر علي حساب المصالح الوطنية، بالقدر الذي تسمح به أيضاً لتدخلات أجنبية تهدد سيادة الوطن وسلامة أراضيه.
غير أن الطريق ما زال زاخراً بكثير من الخطوات المتلاحقة في سبيل تحقيق متطلبات عملية التحول الديمقراطي، وهو ما يتطلب مواصلة الجهود، مخلصة واثقة، لضمان استمرار قوة الدفع الهائلة التي يمنحها الشعب للقائمين علي إدارة المرحلة الانتقالية الحالية، ودون ذلك التكاتف لا ينبغي التكهن بنجاحنا في اللحاق بطموحات الثورة المصرية التي عانقت آفاقاً غير مسبوقة في التاريخ المصري.  

«الوفد»