الإرهاب
لا وطن للإرهاب، وكذلك جماعة الإخوان.. لا تنشغل كثيراً بمفهوم الوطن باعتباره مفهوماً حاكماً ومؤسساً "للدولة"، ذلك الكيان الذى لا يتقاطع على الإطلاق مع المنطلقات الفكرية للتنظيم الدولى للجماعة، ومن ثم فإن تحالفاً راسخاً يجمع بين الإرهاب والجماعة
. وإذا كان التاريخ لا يذكر أن إرهاباً قهر شعباً، واستقر فارضاً تداعياته على مستقبل أجياله، فإن التجارب الدولية لا تدعم قناعة تُفضى إلى إمكانية القضاء تماماً على الإرهاب؛ ومن ثم سيظل الإرهاب من مظاهر المجتمعات البشرية، وهو الأمر الذى يفرض علينا ضرورة وضع استراتيجيات جامعة تعمل على تكاتف المجتمع الدولى فى مواجهة هذه الظاهرة. غير أن الإرهاب لم يعد قاصراً على مجموعات من العصابات، أو التنظيمات السرية هنا أو هناك، بل أصبح له حضور دولى منوط به المساهمة فى تشكيل اتجاهات العلاقات الدولية المعاصرة، بعد أن أسندت إليه بعض القوى الدولية أدواراً فى هذا الشأن لم تعد خافية. يرتبط بذلك ما تمثله الجماعات الإرهابية من شراكة فاعلة وحقيقية مع تجارة السلاح، ذائعة الانتشار فى العالم المعاصر، ومن هذه الوجهة بات الإرهاب حائزاً لقدر مؤثر فى الاقتصاد العالمي، ما يجعل منه عاملاً مساعداً على بقاء أنظمة حاكمة، ربما بقدر يفوق أثره فى إزاحة بعض الأنظمة الأخرى. وقد طغت الشعبية الكاسحة لمبدأ "مكافحة الإرهاب"، على كثير
«الوفد»