رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

روح أكتوبر

ما عاد الوطن، وما كان فى الواقع، فى بحبوحة من العيش تسمح لنا بالانزواء جانبًا، نجتر على مدى عدة قرون ذكريات نصر لم نتخذ منه سبيلًا نحو المضى قدمًا إلى مستقبل أفضل،

وكأن الأقدار ساقته فى طريقنا دون عمل جنيناه، أو قصد نبيل روته دماء الأبطال أملًا يُظلل الأجيال المتعاقبة.
فليس ثمة شك أن التاريخ المصرى الحديث لا يحمل فى طياته ما يناجز السادس من أكتوبر شرفًا وعزة، بيد أن الحال لا يشى بتجاوز الأمر مرحلة الزهو، جلوسًا وقعودًا، ولا شىء على سبيل العمل الجاد الذى يجعل من هذا اليوم المجيد منهاجًا تهتدى به الأجيال القادمة إلى مستقبل على قدر البطولات التى حفرها أبطال نصر أكتوبر بأرواحهم والناس من حولهم نيام، لا يبرحون أحلامهم الصغيرة.
ليس علينا إذن إلا أن نجعل من بطولات السادس من أكتوبر مُنطلقًا يتحول بمقتضاه الوطن إلى ما يحقق الطموحات المشروعة للملايين الثائرة فى الخامس والعشرين من يناير، وفى الثلاثين من يونيو، لا يعرقل مسيرتنا حاقد أو خائن، ولا يفت فى عضدنا صاحب هوى غلبته مصالحه الذاتية وجعلت دونه والعمل الوطنى مغانم لا تقوى النفس على مغالبتها.
قد يتطلب ذلك كثيرًا من مجاهدة النفس، ومجابهة أهواء طالما اعتلت توجهات تيارات عديدة فى الفترة الماضية، غير أن الأمل ما زال ماثلًا فى الأذهان، لم تبدده لحظات انكسار مرت بها ثورة الخامس والعشرين من يناير، حتى خرجت الملايين فى الثلاثين من يونيو، تعيد تصحيح المسار الثورى الذى انحرفت به ممارسات لم تنبع يومًا من ضمير وطني، ولم تتقاطع مبادئها أبدًا مع مضمون وروح نصر السادس من أكتوبر.
فلنوقف زحفنا نحو الماضي، ولنتطلع إلى آفاق تلبى نداءات أرواح شهداء نصر أكتوبر العظيم، التى تردد صداها فى طموحات الملايين الثائرة، بوصفها مطالب إنسانية أساسية، ولنكف عن اجترار بطولات أكتوبر دون درس لدلالاتها فى التاريخ الإنساني، مثلما هى دروس لا تغادر قاعات البحث فى الأكاديميات العسكرية المتقدمة.
«الوفد»