رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة والحرب...(1)

  لا يذكر التاريخ ثورة شعبية صنعتها أجهزة مخابراتية خارجية، وهو ما يزعمه البعض فى مواجهة ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التى تحمل السمات المميزة للشخصية المصرية الخالصة.

وغاية الأدلة التى يستند إليها هؤلاء من «الخاسرين» جراء ثورة الخامس والعشرين من يناير، محاولة إلصاق ثورة الخامس والعشرين من يناير بما يسمى بالجيل الرابع من الحروب، وهو مصطلح استخدم لأول مرة عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين، باعتبارها حروبًا تعتمد على مبدأ اللامركزية.
ولا غرابة فى أن الاستخدام الأول لمصطلح «الجيل الرابع من الحروب» كان فى محاضرة ألقاها البروفيسور الأمريكى «ماكس مايوراينغ» فى معهد الأمن القومى الإسرائيلي، حيث عرفها بإيجاز باعتبارها حربًا بالإكراه، تعتمد على إفشال الدولة، وتهدف إلى زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية.
ولعل أسوأ ما يمكن أن يحققه هؤلاء من إلحاق ثورة الخامس والعشرين من يناير بالجيل الرابع من الحروب، يستند إلى أن مثل هذا النوع من الحروب يعتمد على استخدام وسائل الإعلام، التقليدى منها والجديد، ومنظمات المجتمع المدني، والمعارضة، والعمليات الاستخباراتية، فضلًا عن النفوذ

الأمريكى المتواجد بشكل أو بآخر، فى كافة دول العالم، لدعم وخدمة المصالح الأمريكية.
وبموجب هذا التوجه يمكن تقليم أظافر البعض، واستقطاب البعض الآخر، واستدراج غيرهم، فى إعادة لممارسات كانت الدافع الأول لثورة الخامس والعشرين من يناير، بما خلفته من رغبة شعبية عارمة فى تحقيق عدالة اجتماعية غابت عن المجتمع المصرى لصالح قيم ترسخت تحط من شأن الرأى العام، وتُعلى من قدر المصالح الذاتية بما يبتعد بها عن المساءلة.
ليس فى ذلك ما يدفع باتجاه تبرئة ساحة كل من منح ثورة الخامس والعشرين من يناير ساعات من وقته، أنفقها أمام كاميرات الفضائيات مدافعًا، أو«مُناصرًا»، خاصة وقد رأينا كيف انسحب البعض من المشهد الوطني، وقد كان منهم «أيقونة» الثورة.... وإلى الغد بإذن الله.
«الوفد»