رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين «الدولة» ... و«النظام»

لا شك أن تناولاً علي نحو مختلف، ينبغي أن يحكم رؤيتنا، بما يتفق والمسافة الفاصلة بين «الدولة» السورية، و«النظام» السوري الحاكم بقيادة بشار الأسد، ففي حين تعبر «الدولة» السورية عن شعب عربي شقيق، يجمعه بأمته العربية مصير مشترك، وإقليم عربي هو جزء من التاريخ الحضاري العربي، ابتعد «النظام» السوري كثيراً عن ذلك، حتى بات لا يكترث بكل ما ليس من شأنه دعم استقراره في الحكم، بعد أن تأكد عدم جدارته في الوفاء بأبجديات المسئولية الوطنية لأي نظام حاكم، وهي حماية الأمن القومي للوطن.

فعلي خلفية اتهام «النظام السوري» باستخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه مؤخراً، واجه التهديد الأمريكي بتوجيه ضربة إلي «النظام» السوري، رفضاً شعبياً ورسمياً واسعاً، ليس في مصر فقط، بل في كثير من أنحاء العالم، غير أنه يظل قاصراً عن بلوغ مستويات الغضب الذي فجرته ممارسات «النظام» السوري في مواجهة ثورة الشعب السوري المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، بغية بناء «دولة» مدنية حديثة، تستند إلي قواعد الحكم الديمقراطي.
وقد أثار ذلك لبساً، ربما كان متعمداً، حول حقيقة مواقف بعض القوى الإقليمية من الثورة السورية، رفضاً وتأييداً، غير أن الاستناد إلي المسافة الفاصلة بين «الدولة» السورية و«النظام» السوري، من شأنه وضع الأمور في نصابها الصحيح.
من ذلك، فإنه علي الرغم من غياب الثوابت الحتمية عن العمل السياسي إجمالاً، إلا أن رفض استخدام الأسلحة الكيميائية، وكافة أسلحة الدمار الشامل، ليس من الأمور القابلة للتفاوض، باعتباره أمراً يندرج في إطار القيم الإنسانية المشتركة؛ ومن ثم كذلك لا يجوز اعتبار تأييد الضربة الأمريكية لسوريا من قبيل التخلي عن

مقومات الأمن القومي العربي، في الوقت الذي لا تُعد فيه تخاذلاً، كل المساعي الرامية إلي إعمال اختصاصات مجلس الأمن، والاستناد إلي شرعيته في اتخاذ ما يلزم لحماية الشعب السوري، وغيره من شعوب العالم، فلطالما عانت الشعوب العربية من «انفراد» أنظمتها الحاكمة بها بعيداً عن أعين المجتمع الدولي.
من هنا فإن الموقف الذي عبرت عنه الجامعة العربية مؤخراً، وإن كان يستند إلي قدراتها الفعلية، باعتبارها مرآة لواقع أعضائها، إلا أنه يشير بوضوح إلي غياب آلية عربية ناجعة لمواجهة ما يطرأ علي واقعنا العربي من تطورات في سبيل رغبة شعوب المنطقة في التحول الديمقراطي.
وفي حين فشلت الولايات المتحدة في اقتناص غطاء عربي لضرب سوريا، فإن التباين النسبي، والمنطقي، في المواقف العربية، لا يعكس رغبة البعض في الاستناد إلي  شرعية دولية، يعبر عنها قرار يصدر من مجلس الأمن الدولي، قدر ما يؤكد وجود جملة من المصالح والمخاطر باتت تشكل حدوداً سياسية فاصلة لا يمكن تجاوزها عبر آلية الجامعة العربية، وهي حدود ترتد في أسبابها إلي ذات المسافة الفاصلة بين «الدولة» و«النظام».
«الوفد»