رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اللحظات الاستثنائية

لا تخلو الثورات الشعبية من «لحظات استثنائية»، تعبر عن مقتضى الضرورة، وما يفرضه السياق العام، ربما أكثر من تعبيرها عن المضمون الحقيقي للمطالب الثورية، ولعل في «اللحظات الاستثنائية» ما يمكن أن يشكل إصراراً علي تحقيق الأهداف الثورية الأساسية.

من هنا لا ينبغي التسرع في إصدار حكم نهائي وبات في حقيقة العمل الثوري، بل تقتضي الموضوعية مراقبة الأوضاع بدقة، ووضع الأمور في سياقها العام، دون اجتزاء مُخل بالمضمون، أو إسهاب نضل به الطريق نحو تحديد المسئوليات، ولا شك أن في ذلك استيعاب لأخطاء ثورة 25 يناير.
في إطار هذا التوجه، يصح لنا تناول بعض الأحداث التي حفلت بها الساحة المصرية منذ الثلاثين من يونيو، وأثارت جدلاً كبيراً، في الداخل والخارج، أراد به البعض تشويه ثورتنا التي ألهمت الكثير من الشعوب، وستظل كذلك في حضن التاريخ، رمزاً لكفاح الشعوب من أجل حياة كريمة.
فليس من شك أن «إبعاد» الدكتور مرسي خلال الفترة الماضية عن المشهد السياسي، كان لضرورة أمنية تستدعيها الظروف التي يمر بها الوطن في ظل الممارسات غير المسئولة التي يحرص عليها قادة الجماعة، والتي أكدت أن المصالح الوطنية لم تكن الهدف في ظل حكم الإخوان، بقدر ما كان الوطن مُستغلاً لصالح مشروعهم العالمي الوهمي، غير أن الجهود ينبغي أن تنصب حثيثة نحو التوفيق بين العامل الأمني وعودة الدكتور مرسي «كرئيس سابق» كمطلب مشروع، بغض النظر عن مواقفه القانونية فيما يُنسب إليه من أفعال وأقوال.
من جهة أخرى، فإن الأيام القادمة منوط بها إثبات حقيقة الملاحقات الأمنية لبعض قادة الجماعة، وكيف أنها تستند إلي أسس قانونية، ولا ترتد أبداً إلي رغبات انتقامية تُجافي مضمون المصالحة

التي تنادي بها القوى الثورية الحقيقية.
ولا ينفصل عن ذلك ضرورة إجراء تحقيقات موسعة ودقيقة، في كافة الوقائع المتصلة بالأحداث الدموية التي جرت قبالة دار الحرس الجمهوري، وإعلان نتائج تلك التحقيقات بشفافية أمام الرأي العام، الداخلي والخارجي، دون مُكابرة تُنكر مُسائلة الذات، أو ادعاءات علي الغير لا تستند إلا علي مواقفه السابقة، مهما كانت فداحتها.  
في هذا الإطار أيضاً، ينبغي التقدم بخطوات ثابتة نحو بناء نظام ديمقراطي يستند إلي مكونات دستورية، من شأنها ترسيخ ديمقراطيتنا الوليدة، كثقافة مجتمعية، دون الالتفات إلي قادم المحاولات الساعية إلي إعاقة الثورة عن تحقيق أهدافها.
ولا شك أن مُنطلق الوفد هنا، يتفق ورؤية موضوعية، لا تتيح له خياراً أمام التمسك بمبادئه وثوابته عبر تاريخه الطويل، بقدر ما تتيح لنا «جميعاً» إدراك حقائق من شأنها تدارك الأخطاء، وتفادى الانجراف نحو حكم يخرج من رحم الثورة، لينكفئ علي ذاته، مُصطدماً ببعض القوى الإقليمية والدولية، جراء مجافاته لمبادئ شكلت العناوين الأبرز لثورتنا المجيدة، فيما يمكن اعتباره «لحظات استثنائية»، ذائعة الانتشار في الثورات الشعبية، ينبغي تجاوزها سريعاً، دون أن نسمح بإعادة توطينها.
«الوفد»