رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل يأتى الرئيس؟!

يقف المواطن حائراً أمام إدراك المغزى من وراء الدفع بقضية سد النهضة الإثيوبي إلي وسط الشارع المصري علي هذا النحو، فلا القضية تحمل نجاحاً يود النظام الإخواني الحاكم حصد نتائجه السياسية، ولا الشعب يملك قراراً في هذا الشأن، ولا القضية جدلية تتحمل كسب رأي عام في مواجهة وجهات نظر سياسية متباينة؛ ذلك أن قضايا الأمن القومي من شأنها أنها جامعة لكل القوى الوطنية، إلا أن ذلك لا يعني أبداً توزيع المسئولية بالتساوي بين مختلف التيارات السياسية، خصماً من النظام الحاكم، خاصة أنه قد قضي نحو العام في السلطة، انشغل فيها باختزال مصالح الوطن في منافع سياسية لا تتخطي حدود «الجماعة».

من هنا يمكن تناول اللقاء الأخير، الذي عُقد تحت مُسمي «المؤتمر الشعبي الوطني للحفاظ علي موارد مصر المائية»، باعتباره حلقة في سلسلة المحاولات الساعية إلي تضليل الرأي العام؛ عسي الشعب يستبدل يقينه التام بفشل النظام الحاكم، بقناعة مزيفة تفيد تخلف «المعارضة الحقيقية» عن المشاركة في دفع خطر سد النهضة الإثيوبي عن الوطن!!
وبغض النظر عن كون هذا الفكر يؤكد عجز النظام الحاكم عن الوفاء بمتطلبات إدارة شئون دولة بحجم وقدر مصر، وهو أمر لا شك يبتعد كثيراً عن قواعد إدارة التنظيمات السرية، فإن الأمر المؤكد أن مثل هذه الممارسات لا تنطلي علي شعب لم تخمد ثورته بعد.
ففي الذاكرة الشعبية كيف استأثرت «الجماعة» بجميع القضايا الوطنية خلال المرحلة السابقة استناداً إلي صندوق انتخابي لوثته زجاجات الزيت وأكياس السكر والأرز، فكان أن فشلت محاولات «المعارضة الحقيقية» في إحداث حالة من التوافق المجتمعي تحقق استقراراً يستند إلي المصالح الوطنية، ويؤكد بناء الدولة المدنية، بما تعنيه من سيادة القانون والشفافية والمواطنة، بعد أن

آثرت «الجماعة» تأميم القضايا الوطنية لصالحها، وأشعلت الكثير من الصراعات مع جميع التيارات المقاومة لحركة أخونة الدولة، وكان من جراء ذلك أن الثورة لم تُمثل تمثيلاً حقيقياً في الحياة السياسية حتى الآن.
غير أن تحليلاً موضوعياً للمؤتمر الأخير، يُشير إلي ما به من أداء انتخابي مسرحي، بما لا ينسجم وطبيعة القضية المطروحة، وخطورتها علي الأمن القومي للوطن، بقدر ما يتفق تماماً مع الغرض الدعائي للمؤتمر.
ثم تبقي الإشارة «البليغة» من الرئيس لتنم عن الموضع الحقيقي للمعارضة في الإستراتيجية الحاكمة لفكر وأداء الرئيس وجماعته، حين أعرب عن «استعداده للذهاب للجميع من أجل مصلحة الوطن وهذا وقت الاصطفاف الحقيقي»، في استعادة واضحة للمقولة الشهيرة للرئيس السادات في افتتاح دورة مجلس الشعب عام 1977، عندما أعلن السادات استعداده للذهاب للقدس بل الكنيست الإسرائيلي، وقال: «ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم». وانهال الهتاف والتصفيق من الحضور، دون أن يعني ذلك أنهم يعتقدون أنه ذاهب بالفعل إلى القدس، وذهب السادات واندهش العالم، إلا أن مرسي لن يأتي أبداً ولن يندهش الوفد.!!!
«الوفد»