عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفضيحة... (3)

فى اللقاء الأخير الذى جمع بين الرئيس وبعض «السياسيين» وممثلى الأزهر والكنيسة، بلغت الدهشة حدًا فاق كل التوقعات، فرغم تواضع مستوى أداء الفريق الرئاسى برمته، إلا أن تفادى ما وقع لم يكن أمرًا عسيرًا لو أن الأمن القومى للوطن مُدرج تحت عباءة اهتمامات الجماعة، إلى جانب إقصاء الآخر، وتشويه رموز العمل الوطني، واستقطاب البعض منهم، واستدراج البعض الآخر.

فليس فى الأمر ما يستعصى على الفهم؛ ذلك أن أجهزة الدولة المعنية بحماية الأمن القومى معروفة، ولها من القيم والمعايير والأدوات والآليات ما يضمن توليها الأمر على نحو محترف، لا يشوبه ما فى أداء الهواة من ارتجالية وعشوائية ومظهرية.
أما ما رأيناه، ورآه العالم كله للأسف، فلا يمكننا ضمه إلى مفردات العمل السياسى بأى حال من الأحوال، ليس فقط لانعدام خبرة العديد من الحضور، وعدم أهليتهم لبحث ما يتعلق بالأمن القومى للوطن، فهذا شأن الثورات الشعبية... حيث ارتجالية المشهد السياسي، تُغرى الكثيرين من الهواة بالصعود إلى خشبة المسرح.
ومن ثم لا يجوز أن يتناول العالم «حوارنا الوطني» على مأخذ الجد، وعلى المتضررين اللجوء إلى تراثنا الشعبي، فنحن شعب مُغرم بالفكاهة والنكتة فى أحلك الأوقات، وها نحن فيها بالفعل، ونداوى أوجاعنا بالسخرية من أنفسنا، ولا أكثر من ذلك.
فلم يُقصد بالاجتماع على الإطلاق مناقشة أمور

تتعلق بالأمن القومى المصري، فذلك أمر له رجاله، قدر ما كانت إذاعة «اللقاء» على الهواء فضائيًا بغرض التسرية والترفيه، والتخفيف من معاناة الشعب المصري، فلا نحن ندق طبول الحرب على إثيوبيا، ولا نحن نُبيت النية أبدًا للتأثير فى الشأن الداخلى الإثيوبى بعمليات مخابراتية، وكيف ذلك والشعب الإثيوبى شقيق عزيز، لم نصفه ولن نصفه أبدًا بالضعف والتمزق، ووفاء السودان أيضًا ليس محل شك لدينا، وقد كنا وسنظل أمة واحدة، لا تفرقها حلايب أو شلاتين أو غيرها من حدود جغرافية بسيطة، بل إن أمريكا كذلك تربطنا بها مصالح «واحترام متبادل»، وأعناقنا تدين لها بما ساهمت به فى سبيل حصولنا على نظامنا الحاكم، حتى إسرائيل ليست مُتهمة لدينا بالسعى إلى تهديد أمننا القومي، وكيف ذلك وفيها رئيس هو بمثابة الصديق الوفى لرئيسنا المنتخب، المهموم بأمننا القومى إلى «أقصى» درجة.!!
«الوفد»