الفضيحة... (3)
فى اللقاء الأخير الذى جمع بين الرئيس وبعض «السياسيين» وممثلى الأزهر والكنيسة، بلغت الدهشة حدًا فاق كل التوقعات، فرغم تواضع مستوى أداء الفريق الرئاسى برمته، إلا أن تفادى ما وقع لم يكن أمرًا عسيرًا لو أن الأمن القومى للوطن مُدرج تحت عباءة اهتمامات الجماعة، إلى جانب إقصاء الآخر، وتشويه رموز العمل الوطني، واستقطاب البعض منهم، واستدراج البعض الآخر.
فليس فى الأمر ما يستعصى على الفهم؛ ذلك أن أجهزة الدولة المعنية بحماية الأمن القومى معروفة، ولها من القيم والمعايير والأدوات والآليات ما يضمن توليها الأمر على نحو محترف، لا يشوبه ما فى أداء الهواة من ارتجالية وعشوائية ومظهرية.
أما ما رأيناه، ورآه العالم كله للأسف، فلا يمكننا ضمه إلى مفردات العمل السياسى بأى حال من الأحوال، ليس فقط لانعدام خبرة العديد من الحضور، وعدم أهليتهم لبحث ما يتعلق بالأمن القومى للوطن، فهذا شأن الثورات الشعبية... حيث ارتجالية المشهد السياسي، تُغرى الكثيرين من الهواة بالصعود إلى خشبة المسرح.
ومن ثم لا يجوز أن يتناول العالم «حوارنا الوطني» على مأخذ الجد، وعلى المتضررين اللجوء إلى تراثنا الشعبي، فنحن شعب مُغرم بالفكاهة والنكتة فى أحلك الأوقات، وها نحن فيها بالفعل، ونداوى أوجاعنا بالسخرية من أنفسنا، ولا أكثر من ذلك.
فلم يُقصد بالاجتماع على الإطلاق مناقشة أمور
«الوفد»