عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لولا».. ولولا!!

دون الحديث عن «لولا دا سيلفا»، الرئيس البرازيلي السابق، لا يُعد موضوعياً أي تحليل سياسي يتناول الإنجاز البرازيلي الهائل الذي صعد بالبرازيل من مصاف الدول المفلسة إلي سادس اقتصاد علي مستوى العالم.

لا يقتصر الأمر علي ما يمتلكه الرجل من عقيدة وطنية خالصة؛ ذلك أن السمات الشخصية تلعب دوراً بارزاً فيما يحققه «القائد» من نجاح أو فشل، فعندما أعلنت نتيجة الانتخابات الرئاسية في البرازيل مع نهاية عام 2002، لتُظهر فوز مرشح اليسار ورئيس اتحاد النقابات العمالية «لولا دا سيلفا»، تصاعدت مخاوف رجال الأعمال والمستثمرين البرازيليين من أن يتبنى الرئيس الجديد سياسات اقتصادية يسارية على خلاف رؤساء البرازيل السابقين، سواء في عهد الحكم العسكري، أو الرؤساء المدنيين الذين تعاقبوا علي حكم البلاد منذ عام 1985.
والواقع أن مخاوف رجال الأعمال كانت مُبررة، فلم يكن «لولا» بحاجة إلي من يشرح له مطالب الفقراء في بلده، فيكفي أن يلوح بيديه لتدرك مشواره الصعب، حيث فقد أحد أصابعه أثناء عمله الشاق في أحد مصانع التعدين، بعد أن تجرع الفقر طفلاً، حتى ترك التعليم وهو في الصف الخامس ليعمل في مهن متواضعة بداية من ماسح للأحذية.
غير أن الرجل، بعد سنوات طويلة من العمل النقابي والدفاع عن حقوق العمال والحياة وسط طبقة الفقراء، أدرك أن للأغنياء أيضا حقوقاً وللطبقة

الرأسمالية مصالح ومطالب، وأن الدولة القوية لا تقوم علي تقسيم أبناء الوطن، ولم يشأ الرجل مغازلة أحلام الفقراء، وتقسيم الوطن بين فقير وطني، وثري عميل وانتهازي، الأمر الذي أجادته بعض الأنظمة السياسية، مُستغلة حالة البؤس التي خلفها الاستعمار في بلادها، فاكتسبت بها شعبية سهلة المنال، وإن كانت علي حساب المصالح الحقيقية للوطن.    
من هنا حرص «لولا» علي تبني سياسات من شأنها تحقيق العدالة الاجتماعية، دون أن تتعارض مع حماية استثمارات الطبقة الرأسمالية، حتى باتت هذه الطبقة أكثر تأييداً لحكم «لولا» من الطبقتين الوسطى والفقيرة، لدرجة أن شعبيته كادت تصل إلى 80% قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية، حتى رفض الرجل النداءات المتصاعدة من الشعب، بكافة طوائفه، لتغيير الدستور ليحكم فترة رئاسية ثالثة، وفضل «لولا» دعم رئيسة وزرائه السابقة ومرشحة حزبه، الرئيسة الحالية «روسيف»... هذه هي برازيل «لولا»، ومصر... لولا مرسي.!!!
«الوفد»