عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس.. «بنفسه»!!

ليس في الواقعة الأخيرة التي اختُطف فيها الجنود المصريون في سيناء، أي خروج عن السياق الذي يعيشه الوطن منذ اعتلي الإخوان صدارة المشهد السياسي.

فقد تهاوت «الدولة» المصرية، وابتعدت كثيراً عن مفهوم «الدولة» الشائع في المجتمع الدولي المعاصر، ولم يبق إلا أن تسقط، أقدم دولة عرفتها الإنسانية، وسط كومة من التنظيمات الإرهابية المنبوذة من كافة المجتمعات المتحضرة، حيث يتم تغييب القانون، ونشر الخوف.
وإذا كان لنا أن نعتبر من التاريخ، فإن الحرب بسبب الدين كانت هي النموذج السائد في حروب العصور الوسطى والقديمة، حتى كانت الحروب نزاعات يتجلى فيها تفوق آلهة بعض الشعوب على البعض الآخر!!، وانتهت تلك الحروب «الدينية» بحرب الثلاثين عاماً التي مزقت أوروبا فيما بين عامي 1618 ـ 1648، وبدأ التأسيس لوضع قواعد الدولة المدنية بشكلها الحديث كبديل للدولة الدينية، ورغم أن الخبراء ينسبون إلي هذه الحروب صفة «الدينية»، فإن واقع الأمر يؤكد أنها نبعت من أهداف سياسية بحتة، ما يعني أن تسييس الدين، وتديين السياسة، «لُعبة» قديمة عانت منها البشرية كثيراً، حين استهدفت بعض الفئات الجمع بين السلطتين الدينية والسياسية،

الأمر الذي تراه يسمو بها فوق المساءلة، ويجعل من الاختلاف معها معاداة للدين، وهنا تسقط الدولة بالمفهوم الحديث الشائع في المجتمعات المتحضرة المعاصرة، بما تمثله من إعلاء شأن سيادة القانون.
ومن ثم فإن محاولات البعض تقسيم الوطن، ونحن في الألفية الثالثة، وفق أسس دينية، ليس لها من نتيجة محتومة سوى اختفاء الدولة، بكل سماتها وعناصرها، وفي ظل هذا الوضع لا محل، ولا جدوى من البحث فيما يشهده الوطن من تدهور في شتى المجالات، خاصة فيما يتعلق بالأمن.
غير أن من دواعي «الأمل»، ما أعلنه الرئيس من أنه يتابع «بنفسه» أوضاع الجنود المختطفين السبعة، تماماً كما أعلن من قبل أنه يقود «بنفسه» العملية نسر المستمرة منذ مقتل جنودنا في شهر رمضان الماضي!!!.
«الوفد»