رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مهزلة أخبار الإذاعة

عندما تغيب الرؤى الإستراتيجية عن قمة السلطة الحاكمة، لا تبحث عنها في أعماق مؤسسات الدولة؛ ذلك أن منطق الأمور يمنع «التوابع» من تجاوز قدرات «الرئيس».

وفق ذلك، ينبغي النظر إلي ما يصدر عن «أخبار الإذاعة» من أداء مضطرب تسوده العشوائية والفوضي، ما يعكس غياب سياسة تحريرية محددة وواضحة تعبر عن سياسة الدولة، وقد كان من معايير الممارسة الديمقراطية في المجتمعات، مدى التزام السياسة الإعلامية للجهاز الإعلامي الحكومي بسياسة الدولة، أم أنه يكتفي بالتعبير عن سياسة النظام الحاكم، غير أن الحال في أخبار الإذاعة المصرية تجاوز هذه الإشكالية الصغيرة، إلي الحد الذي بات يفرض علينا دراسة مدى «منطقية» الأداء الإعلامي ذاته. 
فرغم أن أخبار الإذاعة تحتجز لموظفيها، الحاليين والسابقين، حق كتابة التعليق السياسي لإمكانية حصر تعليقاتهم في مسارات معينة لا تصطدم وسياسات النظام الحاكم، ولا تتلاقي أبداً مع فكر معارض، إلا أن غياب استراتيجية واضحة تحكم أداء الدولة، بات أمراً لابد وأن ينسحب علي هذا الجهاز المهم.   
فلو أنك استمعت إلي صوت يؤكد الأمل في نجاح ثورات الربيع العربي في النهوض من عثراتها وتحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية، ثم أدرت مؤشر الراديو إلي محطة إذاعية أخري، أو انتظرت لفترة إخبارية جديدة علي نفس المحطة، فاستمعت إلي من يؤكد أن «مصطلح ثورات الربيع العربي ما هو إلا وصف هزلي لواقع الفوضي الضاربة في

بعض الدول العربية»، فأنت في الحالتين تستمع إلي «أخبار الإذاعة المصرية»، وبصوت موظفيها.!!، ولو أنك استمعت إلي أحد العاملين بأخبار الإذاعة في تعليق كتبه ووصف فيه المعارضة السورية «بالثوار»، فلا تتسرع وتعتمد هذا الوصف مُعبراً عن أي شيء، ففي الفترة الإخبارية التالية سيكتب زميله تعليقاً ساخناً يتهم فيه «الإرهابيين» بضرب استقرار سوريا.!!  
وبعد... قد كان ذلك مقبولاً لو أن أخبار الإذاعة فتحت ميكرفونات تعليقاتها السياسية أمام قادة الرأي من شتى الاتجاهات السياسية لتُعبر عن أفكار ورؤى متعددة تستند إلي أيديولوجيات مختلفة، تُثري الرأي العام وتسهم في تنويره، وتدفع باتجاه مشاركة سياسية أوسع، وليتحمل كل صاحب رأي مسئوليته أمام المجتمع. أما وأن «الحكاية في بيتها، ومننا فينا»، فإلي أن يجد وزير الإعلام كفاءات من الإخوان يملأ بهم أخبار الإذاعة، فليكف أبناء أخبار الإذاعة عن أداء أدوار سياسية هزلية، تزيد من ضبابية المشهد، وتضلل الرأي العام.                  
«الوفد»