رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

درس من البرازيل

قبل نحو أربعمائة سنة، استقر المستكشفون البرتغاليون في البرازيل، تلاهم موجات من الأوروبيين، أغلبهم من أسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وغيرهم من الأوروبيين، حاملين معهم أعداداً كبيرة من الأفارقة للعمل في الأعمال الشاقة،

حتى أصبح الشعب البرازيلي الآن نحو 200 مليون نسمة، نصفهم تقريباً من الأفارقة. ويمثل هذا الخليط سمة أساسية للمجتمع البرازيلي، غير أن الدستور البرازيلي لم يؤسس أبداً للعنصرية، علي عكس الدستور الأمريكي قبل تعديله، الأمر الذي يُشير بجلاء إلي أصالة روح التسامح وقبول الآخر شريكاً في الوطن «البرازيل».
واتساقاً مع ذلك، فاز «لولا دا سيلفيا» في الانتخابات الرئاسية عام 2002، رغم أنه أبيض، جاء من شمال شرقي البرازيل حيث الأغلبية السوداء، حيث جمعه بهم الفقر وسوء الأحوال المعيشية، حتى احترف في صباه تلميع الأحذية في الطرقات، إلي أن تدرج في العمل النقابي، ومنه إلي مقعد الرئاسة، ومن ثم كان «لولا دا سيلفيا» نبتاً طبيعياً للمجتمع البرازيلي الفقير بكل طوائفه، وخلال السنوات الثماني التي قضاها في منصبه، ارتفع نحو 30 مليون شخص من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة الوسطى، وتحولت البرازيل إلى قوة اقتصادية تفوق إيطاليا، وسابع أكبر

دولة اقتصادية في العالم.
ومع نهاية عام 2011 أصبحت البرازيل سادس اكبر اقتصاد على مستوى العالم متقدمة بذلك على بريطانيا، ومرشحة للمركز الرابع عام 2014، بعد أن حققت نموا بنسبة 2.7% في الوقت الذي حقق الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة 0.8%.
وإذا كان هذا الإنجاز الجديد قد تحقق بعد مرور عام من ولاية الرئيسة الحالية «ديلما روسيف»، المناضلة ضد النظام العسكري السابق، إلا أن المجتمع البرازيلي، شعباً وحكومة، يقدرون أنه ثمرة نجاح برنامج اقتصادي إصلاحي طموح شهدته البرازيل طوال ثماني سنوات هي فترة حكم الرئيس السابق «لولا دا سيلفا»، ما يؤكد صدق «التوافق المجتمعي» حول المصالح الوطنية العليا، دون استئثار بالسلطة، أو تقسيم للوطن، ولا جماعة، ولا عشيرة، ولا لازم «فلان أو علان».!! 


«الوفد»