رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل عام وأنت «عادى»

-1- قال الشاب لأخته: أغلقى هذا «الهباب»

قالت: يا سلام!!  دع أنت الحجرة إن لم يكن يعجبك

قال: .. إنهم يمضغون الكلام ويعيدون مص مصاصة الآراء، وكل واحد منهم يفتى، وكأنه فتح عكا

قالت: بينى وبينك، هم خير من يمثلنا، لقد سمعت أبى وأمى يتناقشان ولم أفهم حرفا مما يقولان

قال: وهل أنت يعنى التى تقولين كلاما له معنى؟

قالت: على الأقل أحاول أن أفكـر

قال: هذا ما هو ما تتوهمينه، أنت تدورين حول نفسك، تماما مثل هؤلاء الذين يملأون الشاشات ليل نهار، حقهم يسمونها «ثورة التوك شو»

قالت: إياك أن تقلل من قدر الثورة، دعنا نفرح

قال: أنا شبعت فرحا، وحين توقفت عن الفرح ملأنى الخوف من زحمة التفكير، فقررت أن أواصل الفرح وأتوقف عن التفكير.

قالت: تتوقف عن ماذا؟ وهل أنت كنت تفكر أصلا؟ أنت تنزل وتروح وتجىء وخلاص

قال: على قدر حالى، على الأقل أحسن من هؤلاء الذين تشاهدينهم ليل نهار، مالذى يقولونه بالله عليك؟

قالت: عادى

-2-

...........

قالت المرأة لزوجها: ...وأنت بالصحة والسلامة

قال الرجل: عادى

قالت: عادى ماذا؟ ألم تقل لى كل سنة وأنت طيبة؟

قال: لم يحدث

قالت: نعم؟! نعم! هل أنا أهلوس

قال: عادى

قالت: ماذا هو هذا العادى؟

قال: الذى تقولين عليه

قالت: الهلوسة أمر عادى؟ يا رجل حرام عليك، لم يعد أى شىء عاديا، الأمور كلها تغيرت

قال: الحمد لله على سلامتها

قالت: على سلامة من؟

قال: على سلامة «الأمور»، مادامت قد تغيرت

قالت: المفروض أن كل شىء أصبح «غير عادى»، ألم تقم ثورة؟ أم أنك ليس عندك فكرة؟

قال: ماذا تقولين، أنا أكثر المنتمين إلى الثورة، ألم أصحبكم إلى ميدان التحرير أنت والأولاد من بدرى بدرى؟

قالت: والله أنا لست متأكدة من موقفك، أنا استغربت، بصراحة داخلنى شك أنك تتفرج، أو ربما كنت تتقى الاتهام بالسلبية، وكلام من هذا

قال: بصراحة أنت التى تجاوزت حدودك، حاسبى فى كلامك ونحن فى العيد، كل سنة وانت طيبة

قالت: أخيرا؟ !! طيب : وأنا  طيبة كيف، والبلد ليست بلدنا؟

قال: بل بلدنا ونصف

قالت: لقد استولوا على خيرها وتركوها لنا على الحديدة

قال: أين هى

قالت: هى ماذا؟

قال: الحديدة؟

قالت: أنا لا أمزح، هل هذا عيد بالله عليك؟

قال: الذى فى قدرتى عملتُه

قالت: يا فرحتى

قال: يعنى أسرق؟؟

قالت: عادى، ما دامت هذه هى الطريقة لنعيش ونعيّد

قال: لم يعد هناك شى يمكن سرقته

قالت: خيبتك بليغة حتى فى السرقة

قال: علّمينى ربنا يخليك

قالت:عيد هذا؟ أم غم أزلى؟

قال: غم أزلى

-3-

قالت البنت لأخيها: هل سمعت أبى وأمى

قال أخوها: نعم

قالت: هل فهمتَ شيئا؟

قال: فهمت أننا فى مصر

قالت: مصر يعنى ماذا؟

قال: يا نهارك اسود، هل أصابتك العدوى؟ مصر هى الخير كله

قالت: أنت الذى تخرّف

قال: طبعا، ثورتنا سوف تنتهى إلى خير، غصبا عنك

قالت: غصبا عنى أنا؟ أنا فخورة بما فعلنا، وقد حذا حذونا الجميع، وها نحن قد حررنا ليبيا ،هذه ثالث بلد تتحرر، وعقبال اليمن وسوريا

قال: هل أنت التى حررت ليبيا بالسلامة؟

قالت: نعم طبعا، أنا، أنا أمثل الثوار، ونحن ندعم بعضنا بعضا .

قال: على عينى ورأسى، لكن والنبى خلوا بالكم من  القناصة، والقراصنة إعملى معروفا

قالت: تعنى من؟

قال: خذى عند : الناتو يستعد ليقبض الثمن، ولعابه يسيل على حقول البترول، والجماعات المخيفة تلوح لنا إما بصكوك الغفران، أو التهلكة .

قالت: لكل شىء ثمنه، وبرغم كل ذلك فالانتصارات تتوالى.

قال: عقبال فلسطين

قالت: لا لا، فلسطين شىء آخر

قال: يعنى ماذا؟

قالت: فلسطين تحكمها عصابتان، ويحتلها أجنبي، وحين تستقل ويحكمها ديكتاتور سوف تتحرر

قال: الله الله !! خريطة طريق أسلك، لعل هذا يكون أسرع لاستعادة الحرية والأرض معا

قالت: يبدو أن استعادة الأرض أسهل من استعادة الحرية؟

قال: يعنى ماذا؟

قالت: إيش عرفنى،!؟

-4-

قال الشاب لصاحبه: أختى

قال صاحبه: مالها؟

قال: قارفانى فى عيشتى

قال صاحبه: ماذا تفعل؟

قال: تسألنى فيما ليس لى فيه، وتضطرنى أن أفكر

قال صاحبه: تضطرك أنْ ماذا؟

قال: أن أفكر

قال صاحبه: وهل أنت لا تفكر؟

قال: لم أجد له فائدة؟

قال صاحبه: ما هذا الذى ليس له فائدة

قال: التفكير

قال صاحبه: حلال عليك، لكننى أحبها

قال: تحب من ؟

قال صاحبه: أحب مصر

قال: آه ! ظننت ....

قال صاحبه: ظنك فى محله، أنا أحب مصر وأحب أختك وهى تحبنى، وقد اتفقنا أن نعمر سيناء معا

قال: هكذا خبط لصق؟

قال صاحبه: بعد أن نتزوج طبعا، هل تأتى معنا ؟

قال: والله فكرة، على شرط أن تبعد عنى أختى فلا تضطرنى أن أفكر

قال صاحبه: عادى

-5-

قال الرجل لزوجته: هل أخبرتك؟ لقد قابلت صاحبى زميل الدراسة الذى كنت تغارين منه،

قالت: ياه !! بعد هذا العمر؟

قال: لست أعرف ما الذى ذكّره بى، قال إننى وحشته فجأة

قالت: وكيف حاله

قال: زفت

قالت: لماذا؟، لماذا زفت؟

قال: كفر بالله

قالت: كفر بمن؟

قلت: قلت لك «بالله»!! أستغفر الله الغظيم

قالت: لماذا؟ يا عينى عليه

قال: لجأ إليه بعد جمعة 29 يوليو، أصابته صرْعة لا يذكر تفاصيلها، خرج منها ناسيا هائما على وجهه وكان ما كان

قالت: ماذا كان؟

قال: مخه ضرب، وراح يردد أنه اكتشف لماذا خلقنا الله

قالـت: وهل هذا كفر؟

قال: يقول إنه وجد أن الله خلقنا ليملأ بنا فراغ الدنيا،

قالت: وماذا فى هذا؟

قال: قال كلاما كثيرا بعد ذلك يشرح فيه فكرته، أخاف أن أعيد نَصّ كلامه، استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

قالت: إياك أن تقابله ثانية

قال: أنا لا أخاف من هذا الكلام الفارغ ، أنا دينى متين كما تعلمين

قالت: أنا لا أعلم شيئا، إبعد عنه وخلاص

قال: لقد أقنعته

قالت: أقنعته بماذا؟

قال: بأنه مجنون

قالت: وأنت؟

قال: سيد العاقلين

قالت: تسلم لى!

قال: تسخرين ثانية؟

قالت: طبعا تسلم لى، إن لم تسلم لى تسلم لمن؟

قال: لمصر

قالت: اسم الله، تماما مثل بنتنا المهفوفة التى سوف تذهب مع خطيبها لتعمير سيناء

قال: والله فكرة

قالت: فكرة ماذا، هل جننت مثل صاحبك؟

قال: عادى

قالت: الله يخرب بيتك، ما حكاية عادى هذه

قال: إيش عرفنى

قالت: كل سنة وانت طيب

قال: خيرها فى غيرها

قالت: ما هذا؟ من هى؟

قال الرجل :»هى» غيرها ، يعنى التى ليست «هى»

-6-

قالت  البنت لأخيها :

 كان عندك حق أن تترك الحجرة، يبدو أن التوك شو هذا مرض معد فعلا

قال أخوها : عادى

 

 

www.rakhawy.org

أستاذ الطب النفسى

كلية الطب جامعة القاهرة