عن الأمْركة والأخونة والبنك العولمي الجديد
قالت البنت لأخيها: عندي فكرة، قال أخوها: لا أريد أن أسمعها، أنا أعرف أفكارك كلها، وليس عندي وقت لا للإعادة ولا للتفاهة، قالت: انت مغرور وعندك ورم ذكوري في مخك وتعاملني علي أني ناقصة عقل ودين، وهذا الورم يحرمك من احترام أفكار الآخرين،
قال: أنت لست «آخرين» وأنا أخوك وأنا أحفظك عن ظهر قلب، قالت: ومع ذلك سوف أقولها لك، سوف أقف خلفك وأن تحلق ذقنك وأحكيها لك رغما عنك، قال: خلاص خلاص سلمت أمري لله، قولي يا ستي، قالت: ما رأيك لو منحت أمريكا الجنسية الأمريكية لكل شعوب العالم؟ قال: ماذا تقولين؟ هل جننت؟ قالت: اسمعني لو سمحت؟ ألا تلاحظ أنها تريد أن تُأمِرْكـَنا جميعا حتي نسمع الكلام ونصبح أتباعا شطارا تستعملنا كيف تشاء لما تشاء؟ قال: لا لم ألاحظ ، وأنا شخصيا لا أقبل الجنسية الأمريكية من حيث المبدأ، قالت: إذن تقبل أية جنسية قال: إنني لو لم أولد مصريا لوددت أن أكون مصريا، قالت: اسم الله عليك وعلي حواليك سلّم لي علي مصطفي كامل، قال: اسم الله عليك انت وعلي قلة وطنيتك، ولماذا تريدين أن تكوني أمريكية، قالت: حتي أتمتع بحق سب الدين براحتي، قال: يا خبرك أسود انت المصلية التي تكادين تضربينني إذا فوّت فرضا، قالت: ومن قال لك أنني سوف أسب ديني، قال: إذن: أي دين سوف تسبين؟ قالت: ومن قال لك أنني سوف أسب أي دين أصلا، أنا كل ما قلته هو أنني أريد أن أمارس حقي في سب الدين، والشعور بأن لك الحق الفلاني لا يعني ضرورة تفعيله، قال: تفـْو.. ماذا؟ قالت: لا تدق أنا سمعتها هكذا فوّت لو سمحت، أنا أقصد أن الإنسان الأمريكي حتي لو تأمرك علي كَبَر، أو كان مُستوردا من موطنه الأصلي المتخلف، يتحرك في مساحة تسمح له بإبداء رأيه حتي في الدين، قال أخوها: صدقي أو لا تصدقي أنا أتعاطف مع هذا إنسان الشعب الأمريكي تعاطفا شديدا، وأعتبره مغفلا مثلنا تماما، قالت: وهل نحن مغفلون، قال: وهل نحن نحصّل، أنا فعلا أفرق بينه المواطن الأمريكي وبين السلطة الأمريكية سواء في الحكومة أو الكونجرس أو الشركات، قالت البنت: وما دخْل الشركات؟ قال: ألم أقل لك ألف مرة أنها هي التي تحكم حكام أمريكا، هم الذين يحكمون الشعب الأمريكي، كما يحكمونا، بنفس الطريقة لنفس الغرض. قالت: يحكمونا؟ أين هم؟ ماذا تقول؟ قال: هل تتصورين أن هناك أي هدف من كل من كل هذه الأحداث ثم ما يجري من اتفاقات علنية وسرية إلا أن نوافق علي أن تحكمنا أمريكا السلطة هذه، قالت: ماذا تعني بأمريكا «السلطة»، قال: قلت لك أنا أفرق بين أمريكا السلطة وأمريكا الشعب، قالت: إذا كان هذا رأيك فلماذا تعجبت لاقتراحي أن يتجنس كل العالم بالجنسية الأمريكية، قال: اقترحي كما تشاءين لكنني لا أظن أنهم سيوافقون، قالت: من هؤلاء الذين لن يوافقوا، قال: ألا تعلمين أن الحصول علي الجنسية الأمريكية يحتاج شروطا وخطوات وكروتا خضراء سنين عددا قبل الحصول عليها، قالت: أعرف ولكنني أتصور أن كل ذلك سوف يتعدل بمجرد أن تنجح هذه السلطات في تحقيق المخطط العولمي الجديد الجاري حالياً علي قدم وساق.. قال: أي مخطط، لكن أرجوك لا تتمادي بتفكيرك التآمري هذا لأنني شبعت منه، قالت: تآمري ماذا يا جدع أنت، إنهم يريدون أن يرتقوا بنا إلي الدرجة التي وصلوا إليها وهم يصدرون لنا عبوات الكرامة البلاستيك، ومعلبات الحرية المفضضة، وعلي الله يتمر فينا، قال أخوها: بطلي سخرية اعملي معروفا حتي لا أسخر من اقتراحك بما لا تطيقين، قالت: ولا يهمني اسخر كما تشاء أنا قدها وقدود، قالت: طيب: أنا أقترح أن يعطوا الشعب الأمريكي أولا الجنسية الأمريكية قبل أن تطلبي أن يوزعوها علي كل الناس عبر العالم، قالت: أنت تخرف حين تهزأ باقتراحي هكذا، وهل الشعب الأمريكي تنقصه الجنسية الأمريكية، قال: نعم أليس عندك خبر، قالت: ليس بعد فهل تدلني علي مصادر أخبارك لو سمحت؟ قال: هنري كيسنجر قالت: من؟ قال: ألا تعرفينه، قالت: يعني، ومن أين يحصل صاحبك هذا علي الأخبار؟ قال: من اليهود، أعني من إسرائيل، قالت: الله الله!! سوف تحشر إسرائيل كعادتك في الموضوع لتثيرني فأعدل عن مشروع الأمركة الذي اقترحه، قال: حلوة حكاية «الأمركة» هذه، علي وزن «الأخونة»، قالت: وزن ماذا؟ قال: الأخونة... قالت: الأخـ.. ماذا؟ الأخونة، لقد خيل إليّ أنني سمعتها خطأ، قال: نظفي أذنيك لو سمحت إذا كنت قد عجزت عن تنظيف
قال: إيش عرفني؟ ربما حسب درجة «الأخْرَكة»
قالت: الله يخيبك.
www.rakhawy.org