عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آهات مصرية عبر أكثر من نصف قرن

على مدى ما يقرب من ستين عاما، كتبت آهاتى بشكل مباشر وغير مباشر!! الآهات المباشرة الأولى جاءتنى حين كنت طالبا، سنة 1955، أما الأخيرة فقد غمرتنى مختلفة إذ اختلطت بفرحة ما، بعد حكم المحكمة الدستورية الأخير، أما ما بينهما فقد كتبتها فى عز ما وصلنا إليه، من فراغ وضياع وانكسار واغتراب وكان ذلك منذ حوالى سبع سنوات،

ونحن فى عز الآهات المكتومة، وقد جاءت هذه الآهات الوسطى مصادفة أيضا مستثارة بسؤال من الأستاذ صلاح عيسى، بعد تسجيل شاركنا فيه عن شيخنا نجيب محفوظ بعد رحيله، حين لاحظ أثناء انصرافنا كدرا على وجهى فسألنى، «إيه مالك؟ زعلان كده ليه؟»، قلت له، «وهى دى عايزة سؤال؟»: وعند عودتى كتبت قصيدة: «ما هو لازم إنى أزعل»، ثم جاءت هذه الآهات الدستورية الحالية مختلطة بفرحة ما، وهى تسجل مشاعرى إزاء حكم المحكمة الأخير.
أولا: الآهات الأولى سنة 1955
كنت فى السنة الرابعة بكلية الطب، وكان يدرس لنا مادة «الصحة العامة» الأستاذ الدكتور «سعيد عبده»، وكان زجالا، وشاعرا عاميا جميلا، وله عمود شبه ثابت فى أخبار اليوم على ما أذكر بعنوان: «خدعوك فقالوا» يصحح فيه المعلومات الخاطئة شبه الصحية الشائعة والضارة، وقد ابتدع أسلوبا فى التدريس (والتقييم) شديد الجدة والإبداع، وهو أن يكلفنا نحن الطلبة بأن نجمع من الصحف اليومية المعلومات التى تتعلق بالصحة بكل مستويات صوابها أو خطئها، وأن نعلق عليها ونقدمها له فى كراس خاص بكل منّا آخر العام الدراسى، ووعدنا بأن تصبح جزءا من تقدير الامتحان، وقد فرحت بالفكرة، وقلت ألاغيه بلغته، وكتبت أولى آهاتى المصرية، وسلمته الكراسة، ولم أحتفظ بنسخة منها، وحين حاولت أن أحصل عليها بعد انتهاء العام استحال ذلك، لكن بدايتها حضرتنى الآن من الذاكرة، على الوجه التالى:
الأولة آه
والتانية أه
والتالتة آه
الأولة ِمِــلْهارِسْيَا والكِـلِسـْتـُومَا
والتانيـة ابن البلد راحت عليه نومة
والتالتة أصل البلد حاتّانها مسئومة
.....
الأولة مالْهارِسْيَا والكِـلِسـْتـُومَا، مارحناش بلاشْ
والتانية ابن البلد راحت عليه نومة، صِحِى مالقاشْ
والتالتة أصل البلد حاتـّانها مسئومة، مادام مالناش
.......
الأولة مالْهارِسْيَا والكِـلِسـْتـُومَا، مارحناش بلاش، ألا فاعَلمْ
والتانية ابن البلد راحت عليه نومة، صحى مالقاش، جسد يسلمْ
والتالتة أصل البلد حاتّانها مسئومة، مادام مالناش، عقول تفهمْ
......
الأولة مالْهارِسْيَا والكِـلِسـْتـُومَا، مارحناش بلاش، ألا فاعْلَمْ، عشان أغراضْ
والتانية ابن البلد راحت عليه نومة، صحى مالقاش، جسد يسلم، من الأمراضْ
والتالتة أصل البلد حاتـّانها مسئومة، مادام مالناش، نياب تنهش غير الأعراضْ
ثانيا: آهات الهم الأوسط
قصيدة بعنوان: «ما هو لازم إنى أزعل»، ردا على سؤال الأستاذ «صلاح عيسى» «زعلان كده ليه»

الأولة : آه
قالوا مالك؟
قلت: مالى !!!؟؟!
قالوا حاملْ همّ ليه؟
ولاّ حامل همّ مين؟
قلت: حاملْ هم نفسِى
يعنى ناسْنا أجمعين!

والتانية : آه
قالوا: ماتزعّلشِى نفسكْ!
قلت: حاضرْ،... لو قدرت.
قالو: تقدر، واللى خلقكْ
الزعل راح يعمل ايه؟
يعنى طنّـشْ غيرك اشطرْ
قلت ياريت ! بسْ فين؟
قالوا يعنى قصدك ايه؟

والتالتة آه:
قلت خُـدْ عندَكْ يا سيدى:
ماهو لازم إنى أزعل لما ألاقى الدنيا صعبة
لما ألاقى الوِدّ لعبة
لما ألاقى الوعد كذبة
لما ألاقى القلب علبة
ما هو لازم إنى أزعل لما ألاقى الدنيا صعبة، وإنِّنَا لازم نعيش،
لما ألاقى الودّ لعبة، خايبة، بتبيع المافيش،
لما ألاقى الوعد كذبة، والخداع ما بينتهيش،
لما ألاقى القلب علبة، فيها عضم وخيش وريش
ما هو لازم إنى أزعل لما ألاقى الدنيا صعبة، وإنِّنَا لازم نعيشْ، والْتِقِينِى لسه عايشْ
لما ألاقى الودّ لعبة، دايْره بتبيع المافيشْ، والنفاق طايحْ وفارش
لما ألاقى الوعد كذبة، والخداع ما بينتهيشْ، والكلام فارغ وهايشْ
لما ألاقى القلب علبة، فيها عضم وخيش وريش، والعمل كلّه هوامش

والرابعة: آه
ماهو لازم إنى أزعل لما ألاقى الفكرة بايْتهْ
لما ألاقى الفرصة فايته
لما ألاقى النبضة ساكته

والخامسة: آه
ماهو لازم إنى أزعل: لما ألاقى

«بُكره» زىّ قلِّتهْ
لما ألاقى «النهارده» كفّنوه فى جثتهْ
لما ألاقي النيل بتنشف ميـِّتُـه

والسادسة: آه
ما هو لازم إنى أزعل: لما ألاقى

الناس بعيدْ،
لما ألاقينى وحيدْ،
لما ألاقى الوغد هوّا المستفيد

والسابعة: آه
ماهو لازم إنى أزعل: لما ألاقى

إن الكلام يتعادْ كإنى ماقلتهوشْ
لما الاقى ان اللى جارى، كله جارى فى الفاشوشْ
لما ألاقى الناس بقوا من غير وشوشْ
لما ألاقى انّ «اللى عنده» ناسِى اللي «ما عندهوشْ»

والثامنة: آه
ما هو لازم إنى أزعل: لما ألاقى

ان الشهادة - حتى لو مـِنْ جامعةْ- سُمعةْ
لما ألاقى العلم سِلعة
لما ألاقى الأمْـن خدعة
لما ألاقى الكِدبهْ دِمعة
لما ألاقى أىّ فكرة جديدة: يعتبرْوها بدعةْ

والتاسعة: آه
ما هو لازم إنى أزعل: لما ألاقى

الكـُل بَـلـــِّم
لمّا ألاقى الحـُرّ سلِّــم
لما ألاقى الجرح جـوّا القلب: عـلــِّـّم

قالو يعنى أديكْ زعلت، سابوكْ تِرنْ
ما هو يا ابنى إللى يزعل يتفلق مهما يئن
قلت: لأّه، .... دانتو ا فاهمينِّى غلطـ، أنا مش حَاوِنّ
قالوا عندك حلّ تانِى؟ قلت أظـنْ
ما هو طولْ ما الحر عايش ، لمْ لا بدْ...:
إنه يدفع ما عليهْ!
قالوا: يعنى حاتعمل ايه؟
قلت أشيل أنا كل ده،
لأ، وأكتر من كده،
وابتـِدِى رغـْم اللى جارى
حتى لو ْمَا فاضِلشِى غيرى

قالوا: ورِّينـا شطارتكْ
ربنا يبارك فى خيبتكْ
قلت: طُــزْ
قالوا: فيكْ
قلت: فى اللى ينامْ يـِئـِـنْ
أو ِبِدالْ ما يثور، يِفـِـنْ.
(انتهت القصيدة هكذا برفض الفن بديلا عن الثورة، حتى جاء الشباب أخيرا بمشروع الثورة ففرحت وغيرت نهايتها كالتالى ):
تحديث النهاية
قلت: طز
قالوا: فيك
قلت: لأه، فيكم انتم:
فى اللى ما يبطـّلشى زن
واللى جاهز رده دايما: «بيما إنّ....»
واللى كل ما قال كلام لِحْقُه بـْـلـَكِــنّ...
واللى كل حيلته هيا انه يـِـفــنّ
وامّا ثار كل الشباب: نفخ البالون فرقعْ وزنّ!!
قال كلام زى الكلام، ثم استكنّ
أصبح الرغى اللى جارى زى جيش دبان يطن
قالوا طيب، لما ده كل اللى جارى يبقى انت حا تعمل ايه ؟
قلت لأه واللى خلقك
قلت روّق بُص عندك
دول جميعا قشر لب،
دول شوية فقاعات تُنْفخْ: تقِبّ
والوطن هوّا الوطنْ
والـبـُنَا طالع يعاند الزمن
انت طوبة وانا طوبة، ربنا هو القوىّ،
ربنا هوا الأحنّ

ثالثا: آهاتٌ فرِحَة (بعد حكم الدستورية)
الأولة آه
والتانية آه
والتالتة آه
الأولة مصر حلوة مش بلدْ  مساخيط، 
والتانـِيـَهْ شاب ماردْ ثار بدون تخطيط،
والتـاَلِتة  روّح العبْ،  بطــّلوا شخابيط،

الأولة مصر حلوة مش بلد  مساخيط،  مهما كانْ،
والتانِية  شاب مارد ثار بدون تخطيط، وقولْ يا زمانْ،
والتـاَلِتة  روّح العب بطلوا شخابيط، ما دمت جبانْ.

الأولة مصر حلوة مش بلد مساخيط،  مهما كانْ، بيحكمها ميتين  فرعونْ
والتانية شاب مارد ثار بدون تخطيط، وقول يا زمانْ، وقالها «كُــنْ»، وربك شاء: بإنه «يكونْ»
والتـاَلِتة  روّح العب بطـّلوا شخابيط ، ما دمت جبانْ، ومش فاهم قانون الكونْ

قلنا كفاية كده، والقاضى قال: عندكْ
ما دمت  مش  قدّها، خليك على قدّكْ
دا نبض شعب أصيلْ راكب حصان جـِدَّكْ
فقـَسَكْ قوام وانتَ أعمى فى ظلامْ عِـندكْ
وعرّى كل اللى واقف يِسْندك: بَرْضَك
يارب تفهم بـَقى ترجع إلى رشدك!!
---
www.rakhawy.org
أستاذ الطب النفسى