رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ألاعيب الحب والسياسة (1)

هل الشعور بالحب فطري دافق؟.. أم أحياناً مفتعل؟
هل هو شعور بين شخص وآخر حسب الرغبة والمصلحة؟

أتكلم هنا عن حرب الآخر وليس العشق العذري.. فالحبيبة التي ينبض لها القلب فجأة دون سابق إنذار، حبها ليس فيه اختيار أو مساومات أو درجات فهو حب للحب بمعني حب * حب وهذا موضوع آخر.
أتكلم هنا عن الحب المنتشر في الشارع والجامعة والحزب والحارة وبين الطرقات وعلي المقاهي وفي السوق وتحت المطر وخلف الأسوار وفي الغرف المغلقة وبين أمواج البحر وفوق السحاب وعلي طول وعرض الكرة الأرضية والكون المسكون بخلق الله!
استمرار الحياة وتناغم خلق الله يتطلب بينهما علاقات منها جنسية ومنها معاملات لحظية.
العلاقات الجنسية لها شريعتها وتقاليدها حسب ما وضعها الخالق في إطار مجتمعي فيه الحلال بيِّن الحرام وبيِّن إطار محترم يحافظ علي النسل والنسب والأصول.
أما المعاملات فهي وقتية بين البشر وتختلف نتائجها حسب مراد صاحبها، فهل يتعامل الفرد مع الآخر من منطلق المصلحة وتسيير الأعمال؟
أم يتعامل الفرد من خلال الخوف من السلطة والقهر حتي يكون في نظر الآخر الشخص المطيع وأهلاً للثقة.
أم يتعامل الفرد من خلال التملق والنفاق حتي يصل إلي مراده ولا يهمه هنا الشخص الذي يتملق له ولا يهمه الموقع الذي يحتله هذا الآخر ولا يهمه مصلحة المؤسسة أو حتي وطنه.
كل همه أن يستحوذ ويتقدم الصفوف ويتصدر المشهد وكل الصور أو يهمبك ويتمخطر وسط البشر في بجاحة وخيلاء وكأنه المهدي المنتظر.
هذا الشخص غالباً لا يمتلك أخلاقاً ولا فكراً ولو بحثت قليلاً في تاريخ حياته تجده منافقاً وسارقاً ومزوراً علي مر الزمان.
الفرد السوي يتعامل مع الآخر من خلال ثقته بنفسه وبعلمه وتمكنه من أدواته وقدراته بشفافية ووضوح بعيداً عن النفاق والتسلق فتكون النتائج موضوعية ولها مردود جيد علي السياق العام.
تعتمد نتائج سلوك هذا الفرد المحترم علي الآخر الذي يملك القرار، وهناك نوعان من مالكي القرار، نوع قلبه جامد وقراره من دماغه، ونوع آخر محترم ومؤدب ومتمكن ولكنه خجول ومتردد في صدور القرار ويتأثر بالمنافقين والمغردين، خوفاً علي شعورهم فيخشي أن يحتوي ذلك الفرد المحترم السوي وهنا تقع الكارثة.
فيقع صاحب القرار في دهاليز مظلمة يجملها له أهل السوء المحيطين به.
والكارثة إذا كان صاحب القرار يفهم كل ما يدور ولكن قراره يكون ضد مصلحته ليرضي

المنافقين الذين يتحكمون في مداخل ومخارج الدهاليز المظلمة.
إن مصر تعيش هذا الحال منذ زمن الزمن ولذلك مرت ستون عاماً ولم نتقدم أبداً أبداً، فحكم العسكر الديكتاتوري خلفه حكم المتأسلمين المتوحشين فاقدي الإنسانية المنتمين للجماعة.
مصر لم تعرف النجاح الحقيقي إلا في مرحلتين الأخيرة مرحلة حكم الوفد، حيث كان الحب حقيقياً بين عناصر الأمة وقادتها، فوضع الوفد الأسس العلمية لبناء مصر ولولا القصر والإنجليز لكانت الإنجازات أكبر.
وقبل الوفد مرحلة العظيم القدير محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة الذي صال وجال بين المنافقين يحاورهم ويهادنهم ويضربهم بالجزمة ويقطع رقابهم أحياناً.
وفي نفس الوقت كان يختار أهل الخبرة ويدفع بهم إلي كل بلاد الدنيا حتي امتلكت مصر أطرافها وتوسعت وكانت علي أبواب الدول العظمي.. وسقطت بعد تآمر الغرب عليها ووضعها تحت الحماية العثمانية.
إن الحب الحقيقي يبني الشعوب.. غاندي تعلم الحب وعشق الآخر من سعد زغلول ونجح غاندي أيضاً ولكن ما يدور الآن في مصر من مبعوثي العناية الإلهية في الأرض يدعون الحب والتقوي وفي نفس الوقت يسرقون مصر ومقدرات الوطن بأساليب ملتوية لا تعتمد علي الحب والشفافية ولكن تعتمد علي المبوسة والكذب وادعاء الحب والرحمة والمغفرة وبالذقون والسراويل المبهدلة.
أتمني من الله سبحانه وتعالي أن ينقذ مصر من الخراب الدائم والقادم ويبعث لها محمد علي جديداً بعيداً عن المبوسة وبهدلة الحب الزائف، ويكون حب الآخر من القلب والعقل.. محمد علي جديداً حتي لو كان من بلاد الواق واق أو من بلاد الألبان أيضاً.
المنسق العام لحزب الوفد