رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وزير البترول.. هل يسقط فى بئر المجهول

منذ فترة طويلة ومشكلة توفير البنزين والسولار والبوتاجاز تؤرق الشارع والبيت المصرى ليل نهار.
الستات والعيال والرجالة كل واحد لافح على كتفه أو بيدحرج أنبوبة ورايح جاى من مخزن للتانى طوال النهار والليل والرد واحد مافيش والعربية جاية فى الطريق ولكن فى ناس تانية قادرة تدفع 50 جنيهاً فى الواحدة عارفة طريقها تحت الأرض فى السوق السوداء التى أصبحت سمة كل شيء غير متوفر فى العلن.

الدولة تدعم الأنبوبة ولا تصل لمستحقيها.. الغلابة اللى مش لاقية تاكل لا تستطيع التعامل مع السوق السوداء.. عايزة أنبوبة مدعمة تسخن عليها شوية ميه وتطبخ شوية عدس وخضار أورديحى للعيال.. العيال مصارينها نشفت من أكل الفول والطعمية والكشرى.
كل محطة بنزين تجد حولها الشوارع مغلقة بالسيارات تنتظر وصول البنزين والسولار وتجد طوابير من البشر التى تحمل جراكن تتاجر بيها فى السوق السوداء.
وتقتلنى الدهشة عندما أرى سيارات النقل والميكروباص تجرى على الأسفلت ومعلق فى خلف كل سيارة عدة جراكن مملوءة بالوقود، حتى الملاكى والأجرة أصبح من كماليات السيارة جركن مملوء بالبنزين.. كل ده قنابل موقوتة ستؤدى إلى كوارث وحوادث مروعة.
والله مصر دى فيها العجب.. لا توجد دولة فى العالم السيارات فيها تجرى فى الطرقات ومعلقة محطة بنزين متنقلة.. طبعاً مصر أم الدنيا.. يا خسارة.
الإخوان نصبوا أسامة كمال وزيراً للبترول، صحيح هو خبرة اكتسبها من خلال ممارساته لأعمال متعددة فقد استمد ثلاثين عاماً فى إدارة الموارد والشركات والمشروعات لصناعات البترول والغاز والبتروكيماويات.
أسامة كمال له دور فعال فى تأسيس الشركات الكبرى وإعداد البرامج الزمنية والتنفيذية والمواصفات الفنية العالمية لأكثر من 80 مشروعاً كبيراً (200 - 500 مليون دولار) وقام بتنفيذ أكثر من 25 مشروعاً متوسطاً وصغيراً (أقل من 100 مليون دولار) مع أكبر الشركات العالمية الأمريكية والإنجليزية واليابانية والإيطالية والكورية.
أسامة كمال كان مدير مشروعات شركة إنبى وفى 2009 أصبح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات.. معنى هذا أننى أمام رجل خبرة متخصص بترول، أنا لا أعرفه ولكن الـ C.V الخاص به لفت نظرى وتمنيت أن يكون كل الوزراء والمسئولين أهل خبرة وليس أهل ثقة حتى تخرج مصر من عنق الزجاجة وتنطلق.. ده لو فيه حسن نية!!
يتطلب من أسامة كمال أن يمزج الخبرة بالنظرة السياسية والاقتصادية ويكون عنده رحمة بالشعب المغلوب على أمره ويعالج الفساد والخلل فى إدارة دولة البترول فى مصر اللى كان خاربها الوزير السابق المسجون حالياً الذى صدر الغاز لإسرائيل ولم يقل لا للخونة عائلة مبارك والمصيبة الكبرى أنه صدره بتراب الفلوس.. خائن لازم يعدم.
أسامة كمال أمامه تحد صعب واختبار قدرات هائلة حيث ارتفع دعم المنتجات البترولية فى عام 2012 إلى 164 مليار جنيه بزيادة تصل إلى 114٪.
يتطلب منه التعامل بحكمة وحنكة وشفافية لعمل توازن موارد وتوفير علاقة جيدة مع جمهور غاضب ثائر ومعتصم فى الشوارع بحثاً عن البنزين والسولار والبوتاجاز.
كيف ستعالج موضوع الدعم وكيف ستختار الأسلوب والطريقة التى توصل الدعم فعلاً لأصحابه ومستحقيه ويبعده عن الأغنياء وأصحاب الثروات والمستثمرين والمصانع التى تتآمر على الشعب المصرى بأسعار منتجاتها المرتفعة بالرغم من حصولها على مواد طاقة مدعمة.
التحدى الأعظم أمامك يا أسامة كيف ستحصل على مستحقات وزارة البترول لدى الهيئات الحكومية المختلفة فى مصر والتى تبلغ 140 مليار جنيه ونصيب وزارة الكهرباء فقط منها 40 مليار جنيه.
التحدى الثانى يتمثل فى سعيه لتسديد المستحقات المالية المتأخرة لدى موردى شاحنات الوقود من الخارج لعدم تكرار أزمات البنزين والسولار والبوتاجاز مرة أخرى.
يجب على وزارة البترول أن تساهم فى دعم تنمية المحافظات التى يستخرج منها الغاز الطبيعى والبترول وحل مشكلة البطالة بين أبنائها وتكون الأولوية فى التعيين لهم بدلاً من تأجير وبناء العمارات السكنية للمغتربين وزيادة الهجرة الداخلية والتكدس البشرى الذى يخلق العشوائيات.
المثل ده واضح جداً فى بورسعيد التى تمثل مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعى فى مصر وولادها يتسكعون على المقاهى عاطلين، نسبة العاملين المغتربين فى بورسعيد تتعدى 70٪.
هل سينجح الوزير فى حل هذه المشاكل بدون زيادة الأسعار لأنها ستكون كارثة وستؤدى إلى ثورة الجياع فى مصر كلها بعد ارتفاع أسعار كل شيء وسيزداد الجوعى جوعاً.
يجب على أسامة كمال التخلص من منظومة فساد توزيع المنتجات البترولية فحجم السوق السوداء وصل إلى 5 مليارات جنيه، اضرب بيد من حديد وغير وجه مصر فعليك مسئولية كبيرة.
إن الإنسان المصرى أصبح تائهاً يتخبط قدماه بين الطرقات باحثاً عن لقمة العيش وعن أى طريقة تسمح له أن يعيش كإنسان، إن بعض العائلات لجأت إلى استخدام كانون جدتى فى طهى الطعام، العالم يتقدم ونحن نتخلف، أتمنى من وزير البترول أن ينجح كما نجح سابقاً فى عمله ويخرج بمصر من هذه الأزمات القاتلة ويطهر وزارة البترول من الفساد وأتمنى ألا يرسب فى الامتحان الصعب لكى لا يسقط فى بئر المجهول.

---
المنسق العام لحزب الوفد