رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رهان خاسر

بقلم : د. هشام العربى

من يراهن على حرب اهلية فى مصر لايعرف المصريين. من يراهن على تكرار تجارب دول اخرى فى مصر لا يعرف المصريين ايضا.. فقد خرج علينا بعض المتحذلقين بكتابات تبدى تخوفهم من تحويل مصر لنموذج الجزائر وماحدث بها من مجازرفى التسعينات من القرن الماضى..ومن يقول ان التجربة الدموية التى حدثت فى الجزائر يمكن ان تتكرر فى مصر هو اما غافل او غير مدرك لحقائق التاريخ والجغرافيا.

تذكروا ماذا حدث للجماعات الارهابية بعد حادث الاقصر ...اكثر ما يكرهه المصريين هو الدم ومن يبدأ بالدم سوف يأكلة عموم الشعب المصرى العظيم باسنانهم ....وعندما نقوم بمقارنة لا يمكن ان نقارن برتقالة بتفاحة . لذلك فان مقارنة تجربة مصر مع تجربة الجزائر غير ممكنه علميا او منطقيا لان الشعب الجزائرى يختلف كليا عن الشعب المصرى ..فالشعوب التى تعيش فى الجبال تختلف كليا عن التى تعيش فى السهول والتى تعيش على حدود التماس لحضارات متصارعة لاتشبه باى شكل الشعوب اصحاب الحضارات الضاربة بجذورها فى اعماق التاريخ..كما ان العامل الزمنى هام جدا.. فتاريخ حدوث التجربة الدموية الجزائرية كان فى بدايات التسعينات وتلك الفترة كان التيار الجهادى فى عز قوته نتيجة الدعم الامريكى الذى كان اساسا موجها للتخلص من الوجود السوفيتى فى افغانستان .... اما الان فى العقد الثانى من القرن 21 فالتيار الجهادى مطارد فى معظم دول العالم حتى الذين يعيشون فى الصحراء الكبرى.
لقد فقد التيار المتأسلم معظم الدعم الشعبى فى المنطقة عامة وفى مصر خاصة بعد الفشل الذريع لهم فى ادارة الدولة وممارساتهم وسياساتهم التى تفضح طمعهم فى السلطة والثروة وبعدهم كل البعد عن فكرة نصرة الشريعة. وآخر استطلاعات الرأى العالمية المحترمة والتى صدرت من معهد زغبى الامريكى

اكدت فقدان الشارع لثقتة فى المتأسلمين وبنسبة تعدت 87%.
لقد نزل ملايين المصريين الى الشوارع فى مختلف انحاء المحروسة لاعلان سحب الثقة من محمد مرسى وهذا يختلف كليا عن تجربة الجزائر التى انتخب شعبها جماعات المتأسلمين وانقلب عليها الجيش بينما فى مصر – والصور وافلام الفيديو خير شاهد – تقول ان ماحدث فى مصر هو ثورة ضد كل من يعمل على اهانة ام الدنيا وهو ما حاولت جماعة الاخوان فعله وكان لابد من تصدى الشعب لهذه المهزلة. لقد نزل المصريون دفاعا عن حقهم فى الوجود وفى الحياة الكريمة, نزلوا مؤكدين ان مطالبهم مازالت هى العيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ...نزلوا يسحبون الثقة من رئيس خان ثقتهم واثبت انه فاشل بدرجة رئيس جمهورية .. نزلوا يحاولون انقاذ ما تبقى لهم من ايدى الجماعة والعشيرة التى كانت تتصرف بمنطق العصابة وحتى تعود الضحكة الى مصر التى تم اختطافها واختطاف ثورتها لمدة عامين.
التاريخ والجغرافيا والواقع يؤكد ان مصر ليست الجزائر وان الزمن غير الزمن وان الظرف غير الظرف وان المكان غير المكان والاهم الشعب ليس هو الشعب.
د. هشام العربى
الباحث فى مركز البحوث الزراعية
ناشط سياسى