رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميدان التحرير وطن للأقباط والمسلمين

لقد أخذتنا بكثير من الدهشة هذه الموجة العارمة من ارادة الشعب، وصوت الشعب في ميدان التحرير، فلم نكن نتوقع ولم يتوقع أحد هذه الجموع الغفيرة من الآلاف بل الملايين من الشباب متوسطي العمر، رجالا ونساء بل أطفالا متعلمين وبسطاء، يقفون جنبا الي جنب يطالبون بالحرية والحق في تقرير المصير، والحق في انتخاب الحكام في نظام نزيه، الحق في اختيار مستقبل بلادنا، ومستقبل أولادنا وأولاد أولادنا، ونحن كأقباط نحمل ذكريات أليمة قد مرت بنا خلال الحقبة الأخيرة، سنوات وسنوات من القهر واليأس والاضطهاد وعدم القدرة علي توجيه أحداث الوطن، وقد جاء علينا يوم لم نصدق فيه أبداً أنه من الممكن ان يحب المصري المسلم أخاه المصري المسيحي، وقد صدر لنا هذا النظام الفاسد انه بدون مبارك لا راحة للمصري المسيحي في مصر، وأن مبارك وابنه من بعده هو الذي يضمن حماية المصري المسيحي في وطنه، وللأسف قد صدق بعضنا هذا الزيف، واعتقد أن مبارك ونظامه هو الذي يحمي المصري المسيحي من بعض المصريين المسلمين المتطرفين، لكن الأيام أثبتت زيف كل هذا، وأكدت للجميع أن نظام مبارك هو الذي كان يمزق اللحمة بين أبناء الوطن، بين المسلم والمسيحي، المثقف والمتعلم والأمي، بين اليساري واليميني، بين الغني والفقير، وفي ميدان التحرير سمعنا وتأكدنا أننا جميعا مصريون واننا  جميعا نقف صفا واحدا لكي نستعيد كرامتنا التي أهينت من هذا النظام الفاسد، في ميدان التحرير وقفت جماعة »خالد سعيد«، ووائل غنيم، 6 ابريل، ومصريون ضد التمييز، ومصريون من أجل التغيير، والعديد من الشباب غير المسيس، الشباب الذي كان  يجلس خلف الانترنت وقفوا يطالبون بكرامتنا التي أهانوها وأهدروها سنوات طويلة منذ عبدالناصر وحتي حسني مبارك، هؤلاء الشباب صرخوا لكرامتهم ولكرامتنا وأيقظوا فينا آلام السنين وقهر ومهانة  النظم الفاسدة التي حكمتنا منذ ستين سنة، في ميدان التحرير ابتكر الشباب المصري لغة ومفردات جديدة لم يكن يعرفها النظام الفاسد، ولم يكن يريد أن نعرفها أو  ننطقها طوال فترات حكمه  وقهره لنا، كلمات بسيطة ودافئة وشفافة، مثل: وطن، ومصري، وكلمة مواطن، جمعوا في هذه الكلمات جميع الذين يقفون في ميدان التحرير، بعيدا عن الأديان وبعيداً عن الأيديولوجيات، هذه الكلمات هزتنا جميعا في بلدان المهجر، عندما نطقوا بها في ميدان التحرير دخلت سريعا الي قلوبنا والي صدورنا، كما انها بسحرها ودفئها هزت مشاعر جميع

من سمعوها وشاهدوا من ينطقون ويصرخون بها، اقتنع بها العربي والأمريكي والألماني، صدقها كل من سمعها وشاهد أحداثها ووقعها في ميدان التحرير، واتفقوا معنا في أن هذه الكلمات تستحق بالفعل أن يضحي بعض منا وبعض من شبابنا بأرواحهم من أجلها، فهذه الكلمات هي طوق النجاة الذي يجمعنا جميعا كمصريين في حضن وطن واحد، هذه الكلمات هي وحدها التي ستنقذنا من قهر هذا النظام الفاسد، كلمة وطن ومواطن ومصري ومصرية هي سبيلنا  الوحيد لكي نستعيد كرامتنا التي أهينت عبر ستين سنة  مع هذه الأنظمة الديكتاتورية، هذه اللغة قد فتحت أعيننا ونحن علي بعد آلاف الأميال من ميدان التحرير علي ما كان يفعله النظام الفاسد فينا جميعا كمصريين، وليس كأقباط ومسيحيين فشباب التحرير هم أملنا في  مستقبل أفضل، وهم أملنا في حياة كريمة لنا ولأولادنا وأحفادنا، هؤلاء الشباب بلغتهم هذه الجميلة سوف نستطيع أن نسقط هذا النظام وحزبه الفاسد، لهذا يجب ان ننضم جميعا كمواطنين، مصريين لهذه الثورة لكي نسترد طننا ووطنيتنا التي سلبها مننا نظام مبارك، لكي نستعيد هيبتنا وكرمتنا التي داسوا ومزقوا فيها عبر السنين، الأقباط يحتاجون لاخوانهم  المسلمين، فكلنا قد قاسينا ستون عاما من حكم ديكتاتوري بطش بكل الشعب بجميع طوائفه وأحكم سطوته علي البلاد، وكان من أهم انجازاته التي نجح فيها وتفوق، هي الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وخلق جوا من الشك والريبة بين الشعب، والكراهية ورفض الآخر، ولكننا نشعر بالطمأنينة كلما نظرنا الي ميدان التحرير والوجوه الجميلة التي أعطت أرواحها الطاهرة الي شعب مصر لكي ينعم بمستقبل أفضل.