رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاصفة على الشرق الاوسط الكبير



مابين الحين والآخر أجد أن الصورة تصبح أكثر وضوحا من خلال رؤى لأناس يشاهدون ويتابعون الموقف من بعيد ؛وبمزيد من البحث والتأنى فى اصدار الرأى ومنهم السفير الفرنسي السابق «ميشال ريمبو»، صاحب كتاب  عاصفة على الشرق الاوسط الكبير Tempête sur le grand Moyen-orient ...والذى يضع النقط على الحروف فى ماتفعله أمريكا فى المنطقة بدعوى الحرب على الإرهاب

؛ فالإدارة الأمريكية تبسط السيطرة على النظام الدولي وقراراته؛ وفق الرؤى الأمريكية لضرورة ملحة لأمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية. لذلك أحدثت تحولاً نوعياً في سياستها التقليدية إزاء العالم العربي، وذلك من خلال طرح إدارة بوش الابن مشروع الشرق الأوسط الكبير؛بدلامن إستراتيجية الحفاظ على الوضع القائم التي كانت معتمدة سابقاً؛ بعد أن بات هذا التغييرضروريا  ؛فالسيناريوهات السابقة أصبحت بالية ولاتحقق الهدف منها ولاتجد من يصدقها ويتفاعل معها . وخاصة أن السياسة الامريكية فى المنطقة العربية لن تخرج فى أى مرحلة عن تحقيق أهداف تضعها نصب أعينها دائما ؛على رأسها الحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها النوعي في الشرق الأوسط. أما  الهدف الاهم فهو وصول النفط العربي الى السوق الأمريكي بأسعار معقولة آيا كان المسمى الذى سينساب من خلاله كقرارات النفط مقابل الغذاء؛ وخاصة أن الوطن العربي يساهم بنحو 30% من إنتاج النفط العالمي، ويحتوي على ثلثي احتياطي النفط في العالمى مع اكتشاف معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط المرتبط باللوبي اليهود الاكثر تأثيرا في اميركا ( ايباك ) ان الاراضي السورية تضم احتياطات نفطية هائلة ..وخلال الدراسات والتعاملات المباشر بين العرب والامريكان بات مشروع الشرق أوسطي الكبير هو النموذج الجيد لادارة العرب عن بعد ؛وخاصة أن كل المقدمات كانت تشير دوما الى تحقيق ذلك الناتح  فالأمة العربية أصبحت كالرجل المريض الممزق الأواصل ، وبالتالى أصبح مهيأ لتفعل به أمريكا ماتريد  فإن ضعف الانظمة العربية وهشاشتها فتح الطريق ومهده لهذا المشروع  .وبالتالى كان الربيع العربى المسمار الاخير فى نعش تلك الأمة والتى ضاعت مع غياب الدولة العربية كمؤسسة، وتغييب المواطن وهدر الإمكانيات ومصادرة دور المجتمعات. وفي هذا الوضع العربي المزرى؛ طرح المشروع الأمريكي للشرق الأوسط، حيث يعاني النظام العربي من أزمات بنيوية مستعصية في مستويات السياسة والاقتصاد والتطوير والتحديث .
وأهم مافى الكتاب أنه خصص قسما لابأس به للازمة السورية وخاصة أن فرنسا ضلع لايستهان به فى تلك الازمة وهى المحتضن الاول والرئيسى للمعارضة السورية ومن أرضها انطلقت المؤتمرات والمؤمرات لإسقاط نظام الاسد ..وبعيدا عن الشعارات الجوفاء والرنانة من دعم ثورة الشعب السورى ضد النظام العلوى الدموى للرئيس بشار الأسد ؛فالجميع يعلم أن اللوبى الاسرائيلى قوى جدا فى فرنسا ؛وأن سوريا كانت إحدى العقبات أمام فرض السيطرة الاسرائيلية على المنطقة ..والكتاب مدعوما بمعلومات دقيقة وخطيرة عن بعض رموز المعارضة وارتباطها بالاستخبارات الأمريكية وبكيفية تصنيعها من قبل الغرب، كما يشرح أسباب السعي الدولي والخليجي والتركي والاسرائيلي للقضاء على آخر دول المواجهة العربية.  لذلك لم يكن غريباً أن وزير الدفاع الايطالي السابق السناتور «ماريو مورو» أثناء زيارته الى كردستان العراقية عام 2009، زار ورشة بناء،وسأل عن الغاية من تشييد كل هذه المباني،

فكان الجواب: «انها للاجئي الحرب في سورية».
وهذا يؤكد ان التخطيط للحرب بدأ قبل بدايةالربيع العربي بعامين !...والأغرب ما أكده السفير الفرنسي السابق «ميشال ريمبو»من ان الثورة السورية قد خُطِّطت بمساعدة (برنامج سورية للديمقراطية ) الممول من المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالاستخبارات الامريكية سي آي اي . وهذا الائتلاف المعارض أنشئ بمبادرة قطرية ورعاية فرنسية وتركية، بينما تم تهميش المعارضة النخبوية والعلمانية والديمقراطية وعلى رأسها هيئة التنسيق والدكتور هيثم مناع .. ومن تلك المعلومات الغاية فى الخطورة ينشر وثيقة سرية عن مستقبل سوريا فى حالة نجاح «التحالف الاسلامي الامبريالي «تضمنت التخلي عن هضبة الجولان ولواء اسكندرون وتسليم كل اعضاء حزب العمال الكردستاني وإلغاء كل الاتفاقيات مع الصين وروسيا وتمرير المياه من سد اتاتورك الى اسرائيل وتجميد العلاقات مع طهران وبكين وموسكو وقطعها مع حزب الله واقامة نظام اسلامي.. والاخطر أن « دنيس روس» احد المستشارين من المحافظين الجدد لباراك اوباما ثم المستشار الخاص لهيلاري كلينتون هو الذي كان وراء فكرة جعل المجلس الوطني السوري المعارض، محاورا أولا للغرب ..وهو شخصية يهودية صهيونية امريكية داعمة بشدة لاسرائيل ووصفته صحيفة هآرتس بانه الشخصية الاكثر قربا من نتنياهو، و بعد شهر من تنحيته عن منصبه كمستشار لاوباما للشرق الاوسط عاد الى تولي منصب رئيس مشارك في 'معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي' ومقره في إسرائيل.ويشير الكتاب الى أن «الجيش الحر الذي» مشكل من ناشطين متطرفين تابعين للاخوان المسلمين يتبعون للوصاية الامريكية والتركية ويدنون بالولاء للشيخ عدنان العرعور الداعية المتطرف والمهووس بفكرة قتل العلوي بشار الاسد  ..ولكن المثير للجدل أن السفير الفرنسي السابق «ميشال ريمبو»يرى أن الرئيس «بشار الاسد»اصلاحي صادق، ورجل علماني عرف كيف يطعِّم القومية القومية العربية بمكتسبات التربية الغربية، وهو منفتح على الحداثة؛داعما وجهة نظره بأن عند وصول الاسد الى السلطة قدَّم اكثر من 150 مرسوما لتحرير الحياة السياسية وإعطاء كبير من الحريات للحياة الاجتماعية والاقتصادية ،الى جانب قيامه بالعديد من خطوات العفو لصالح الذين لا دماء على اياديهم منذ بداية الازمة السورية وإلى الآن.