عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تبادل اللكمات بين «نتنياهو» و«أوباما»


يبدو أن الأحداث تثبت كل يوم أن العلاقة بين إسرائيل والجمهوريين فى أمريكا هى كلمة السر فى شهر العسل الدائم بين البلدين، لذلك فمن المتوقع بعد فوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية أننا فى طريقنا الى تجميد افتراضي للعلاقات بين الادارة الامريكية والاسرائيلية إلى أن يتم إجراء انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة في عام 2016.. وأنا أتفق مع ما قاله شيمون شيفر (المعلق في صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية): «ان نتنياهو سيكون عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ لو كان في الولايات المتحدة، وسيرتبط بنيوت جينجريتش حتى من دون شيلدون ايدلسن وهو رجل الأعمال اليهودي الامريكي الذي يدعم نتنياهو

وجينجريتش». وحتى أن بعض المحللين قالوا إن «نتنياهو يجازف باستبدال منظومة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بمنظومة علاقات بين حزب الليكود والحزب الجمهوري»، وخاصة بعد استخدام نتنياهو عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين ولندسي جراهام، للتعبير عن امتعاضه واحباطه بسبب امتناع ادارة أوباما عن اتخاذ موقف اشد حزما من ايران داسا انفه في السياسة الداخلية الأمريكية.
وفى الحقيقة أن الخلاف بين أوباما ونتنياهو تجلى واضحا عندما أعلن نتنياهو مساندته لجون ماكين فى صراعه الانتخابى مع أوباما، وها هو أوباما يرد له الصاع صاعين فى الانتخابات الاسرائيلية، وخاصة أن الجميع يعلم أن الخلافات متعلقة بشخصية كل منهما الى جانب تباين موقفهما بداية من عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الضربات البروتوكولية المتوالية بين الحين والآخر، وبالتالى فالتوتر ليس فقط اختلافاً فى الرؤية السياسية، لأن نتنياهو المحافظ مناهض بالسليقة لإقامة علاقات وطيدة مع ليبرالي مثل أوباما.
ومن الملاحظ فى السنوات الأخيرة أن نمط العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تسرب إليها الخلاف بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين إلى العلن، فمنذ قدوم أوباما الى الحكم بدأت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تواجه أزمة، على الرغم من أن الجانبين حاولا إخماد الانفعالات ليؤكدا أن توتر العلاقات ليس مزريا كما يبدو، ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح واشتعلت الأزمة بين أوباما واسرائيل بسبب إيران وبرنامجها النووي، وبالأخص بعد الكلمة التى ألقاها أوباما منتقدا طبول الحرب التي يقرعها القادة الاسرائيليون ضد ايران بوصفها ذات مردود عكسي، في حين حرص نتنياهو على تأكيد حق اسرائيل في ان تحدد بنفسها طريقة الدفاع عن نفسها.. أما القشة التى قصمت ظهر العلاقة بينهما فكانت خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، الذى يعتبر انتهاكا للبروتوكول، بعد أن أثار طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلقاء خطاب أمام الكونجرس، دون تنسيق مع البيت الأبيض، غضباً لدى إدارة الرئيس باراك أوباما مما أدى الى توجيه ما يقرب من 30 مشرعاً أمريكياً ضربة جديدة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأعلنوا مقاطعتهم للخطاب حول ملف البرنامج النووي الإيراني.
ومع ذلك سيظل خطاب نتنياهو تاريخيا، ليس بسبب ما تضمنه، وإنما بسبب الانتقادات التي وجهت إليه، وعلى رأسها رد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال إنه لم يقدم أي جديد، وحث على التمهل قبل الحكم على الاتفاق مع إيران. والمشكلة بين الطرفين ليس سببها فقط إيران ولكن نتنياهو يرى أن

أوباما سعى لتجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، متسببا في تعقيد موقفه السياسي في الداخل وتشجيع القيادة الفلسطينية على اسناد مطالبهم بموقف دولة قوية. بل وأجبره على اعلان قبوله بحل الدولتين وتجميد بناء المستوطنات فترة محددة في خطوة لم يتخذها رئيس وزراء اسرائيلي من قبل ؛ مع ان الغالبية في حزب نتنياهو اليميني لا يؤمنون بحل الدولتين. وتجاوز هذا الخلاف الى حد أن أوباما حاول ابعاد الرأي العام الاسرائيلي عن رئيس الوزراء لتقويض الائتلاف الحاكم. لذلك لم يكن غريبا اتهام أحزاب إسرائيلية جهاتٍ أمريكيةً بالتعاون مع جهاتٍ إسرائيليةٍ وتمويلها بغرض إسقاط نتنياهو في الانتخابات.
والغريب أن مشاعر نتنياهو والعديد من الاسرائيليين بصدود أوباما بدأت، عندما طاف على عواصم دول مسلمة في انحاء الشرق الأوسط دون المرور بإسرائيل. كما نظر الاسرائيليون بعدم ارتياح الى مراعاة الرئيس الجديد مشاعر الرأي العام العربي، مبتعدا عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش الذي كان يُعد من الرؤساء الداعمين لاسرائيل بلا تحفظ، ولكن ما يراه الكاتب الإسرائيلى «أمير تيفون»، هو أن الخلاف بدا واضحا أيضا فى أعقاب عملية «الجرف الصامد» حيث طالب أوباما ووزير خارجيته أن تكون قطر وتركيا  هما الوسيط من أجل وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؛ ولكن نتنياهو عارض أوباما وكيرى بشدة، وشدد على أن الوسيط الوحيد ستكون مصر مما أدى الى تصدع عميق في العلاقات بين نتنياهو وأوباما، وانتهى الأمر بتبني الوسيط المصري من قبل الولايات المتحدة، وجلب حماس إلى طاولة المفاوضات في القاهرة.. ومع أن قادة المنظمات اليهودية التزموا الصمت تجاه الصراع القائم بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو. ولكن هذا الصمت لا يمكن أن يدوم، مع احتدام الصراع فلا صوت يعلو فوق صوت مصلحة إسرائيل ويكفى نتنياهو فوزا فى هذا الصراع أن الشوكة الكبيرة فى ظهر أوباما هو الكونجرس الامريكى المسيطر عليه الجمهوريون حلفاء إسرائيل على مر العصور، وما هى إلا سنة ويرحل أوباما عن البيت الابيض وتعود الكلمة للجمهوريين، وينتهى تبادل اللكمات بين «نتنياهو» و«أوباما».