الجيش الحر العميل
الجيش المصرى الحر ليس وليد الأيام الحالية، أو سبباً رئيسياً لثورة 30 يونية، ولكنه حقيقة أعد لها الأمريكان والإخوان ونفذت فى سوريا باقتدار وبدأ التحرك الفعلى لتكوينه فى سيناء إبان الحكم الإخوانى بقيادة عناصر القاعدة القادمة من أفغانستان وعلى رأسها أيمن الظواهرى وأمثاله، وكل ما حدث الآن ماهو الا تغيير لمكان التمركز والانطلاق بعد اكتشاف الجيش المصرى لتلك البؤر الارهابية فى سيناء ومحاربته ،فتحول الاتجاه إلى ليبيا التى تعد أرضاً خصبة لتكوينه الآن، وهذا ما أكدته صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية من أن الإخوان يسعون لتكوين جيش حر بدعم أمريكي وأوروبي، وأعلنت الصحيفة في تقرير لها دعم أمريكا والغرب لإنشاء الجيش المصري الحر برعاية قطر وتركيا وإيران، وبتنفيذ جهاديين من مصر وسوريا والسودان وليبيا.
وظهر الأمر جليا مع تزايد الحوادث الخطرة وغير المتوقعة، بما فيها الانتشار غير المنضبط للسلاح الآن بصورة كبيرة، وخاصة مع بداية خريف عام 2012،عندما سرقت دفعة كبيرة من المنظومات المحمولة المضادة للجو من قاعدة بنغازي العسكرية في ليبيا، لتظهر فيما بعد معلومات عن احتمال وقوع تلك المنظومات في أيدي مقاتلي المعارضة السورية. وفي 26 مارس 2014، كشف رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين أن حلف الناتو طلب من روسيا المساعدة في العثور على المجمعات الصاروخية المحمولة المضادة للطائرات من طراز «إيجلا» التي اختفت في ليبيا. والطريف أن فومين علق على ذلك قائلا: «:قصفوا البلاد، وتغاضوا عن ضرورة إعادة الاستقرار إليها»... وهناك تقارير استخباراتية تؤكد أن المجمعات الصاروخية التي كانت تملكها قوات الدفاع الجوي الليبية، نقلت الى الدول المجاورة، ولم يستبعد التقرير وقوع هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين.
وللأسف فإن تلك الصواريخ المضادة للطائرات تطلق من على الكتف، وتضعنا أمام هجمة إرهابية شرسة، وخاصة أن ليبيا أصبحت خلال السنوات الثلاث الماضية مصدرا رئيسيا للأسلحة المهربة في العالم. ورغم أن منظومات «إيجلا» المحمولة المضادة للجو تعتبر نوعاً خطراً من الأسلحة، يستخدم لتدمير أهداف جوية على ارتفاعات منخفضة وهناك اتفاقيات دولية بين روسيا والولايات المتحدة لفرض السيطرة على انتشاره والحيلولة دون وقوعه في أيدي الإرهابيين، إلا ان الاتفاقات شيء والمصالح الأمريكية والصهيونية شىء آخر تماما، فأمريكا الآن فى حالة سعار وجنون خشية ان تقوم لمصر قائمة، فتقف لها بالمرصاد لتحقيق مشروع الشرق أوسط الكبير والذى كان يسير على خطى ثابتة فى ظل وجود أردوغان وعملاء قطر والإخوان فى جميع الأقطار العربية وعلى رأسها مصر وسوريا، ومع اختفائهما من مصر أصبح الأمل فى الجيش الحر الذى مازال يلعب الدور المنوط به من تدمير فى سوريا. ودخل التخطيط إلى حيز التنفيذ لإيجاده فى مصر من خلال ليبيا، وسابقا أكدت وزارة الدفاع الفرنسية أن منطقة جنوب ليبيا باتت نقطة سوداء في المنطقة، ومن أكثر المساحات خطورة.
ودعم هذا الكلام قائد أركان الجيش الفرنسي، الأميرال ايدوارد جيو، من أن هذه النقطة السوداء تمتد من الحدود الجزائرية إلى منطقة الكفرة بالقرب من الحدود المصرية السودانية، فهى مساحة للإرهابيين للالتقاء، والتزود بالأسلحة والتخطيط، وأصبحت مركزا للعبور، وإقامة معسكرات التدريب الدائمة. وللاسف أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب قام بنسج علاقات