عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استعمار ديمقراطى وطنى!

 

فى ظل بحثنا الدؤوب لفهم خلفيات الثورات فى العالم، خاصة أن الأيام تشير بين الحين والآخر إلى أن ثمة خيطاً ولو رقيقاً يربط بينها، أشرت فى مقالتى الأخيرة «مرتزقة التحوّلات الديمقراطية» إلى الرؤية العميقة لمعرفة أبعادها من خلال كتاب «الثوري الأفريقي سيكوتوري» رئيس غينيا الأسبق l’Afrique et le Socialism.. ففى باب الثورات تجد تفسيراً لحالة السعار التى أصابت الغرب بعد ثورة 30 يونية التى صعدت باسم الفريق السيسى إلى مصاف الزعماء الأكثر تأثيرا فى شعوبهم لأنه شخصية لا يمكن السيطرة عليها من قبل الغرب الذى كانت له خطط بعيدة المدى، تقوم على تنصيب الدمى المؤهلة لأداء أدوار البغاء السياسي من أجل استمرار تنفيذ الخطط الغربية على مسرح العمليات في تلك البلدان لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وبذلك نكاد نجزم أن رجالهم فى تلك المرحلة كانوا قادة جماعة الإخوان الإرهابية الذين حاولوا قدر الإمكان الإبقاء على خدمة مصالح هذه الدول فى المنطقة وكلاب الحراسة منهم أمثال أردوغان، وتستبدل المتآكلين الذين استنفدوا مهامهم، مثل حمد بن خليفة أمير قطر السابق.
وفى الواقع أن الغرب يتعامل مع منطقة الشرق الأوسط على أنه مازال إحدي مستعمراته منذ عهد الاستقلال في البلدان العربية وحتى الآن ولكنه غير شكل استعماره ليبدو فى أطر ديمقراطية ووطنية من خلال ثلاثة أنواع من الخطط أولاها تتركز في الدفاع عن أكثر الدمى خنوعاً وطاعة وانبطاحاً، وهم الذين يسميهم «الأغبياء المفيدين»، ويمثل هؤلاء الرؤساء العرب الذين تمت الإطاحة بهم فيما سمى مجازاً «الربيع العربى»، فعندما بدت عليهم أعراض التكلس والشيخوخة والوهن، وفقدان الشعبية والمصداقية لدى شعوبهم، تم إقصائهم واستبدل بهم شخصيات جديدة يمكن تحريكها كعرائس المارونيت، ليكتشفوا أنهم مفعول بهم - فيبدأون في لعبة المزايدة، وممارسة شطارة مضاربات السمسرة والمفاوضة والمتاجرة بالبلاد، ويتحولون إلى أشخاص ليس عليهم سوى الطاعة وتنفيذ مايطلب منهم أياً كان المطلوب ضد مصالح بلادهم.
وأعتقد أن النموذج الصارخ لهؤلاء مصطفى عبدالجليل فى ليبيا والمرزوقى فى تونس والبرادعى فى مصر ولكن هؤلاء فقدوا كاريزماتهم لذلك عندما تجىء القرارات بترحيلهم يذهبون بلا رجعة وغير مأسوف عليهم مهما أحدثوا من صخب إعلامي ودولي، لأنهم صانعو تاريخهم ومصائرهم، على هدي محركيهم فى الثورات أمثال برنار ليفى وجارد كوهين وجين شارب، لفتح كل الأبواب العربية السهلة منها والممتنعة، الذين عملوا على تفتيت العالم العربى منفذين خطة برنارد لويس التى لن تقسم العالم العربى فقط ولكن ستعمل على محو القدس من الخارطة تحت الاسم العولمي «البراق الجديد»: «الحكومة العالمية الجديدة» التي يصر الغرب على أن تكون عاصمتها «القدس» وخدمة النظام العالمي الجديد».
والجزء الثانى من الخطة يعتمد استبدال الدمى المحروقة التى فقدت صلاحيتها وأصبحت خارج الخدمة بأخرى تبدو فى الصورة على أنها صناعة محلية ولكنها فى الحقيقة ما هى سوى إحدى الدمى الغربية الحاملة فقط للجنسية المصرية مثل حركة 6 أبريل والعديد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين إلى جانب الجماعة الإرهابية الاخوانية تلك التى التهمت أهم أهداف الربيع العربي وهضمتها لصالحها وتم استنزافها بسرعة وتفريغها من محتواها وتبديلها، وللأسف أن نموذج الإسلاميين في مصر وليبيا وحزب النهضة في تونس، هم كومبارس المسرحية التى حاولت أمريكا والصهاينة استخدامهم للعودة من جديد إلى

الاستعمار العربى على خلفية الموديل الجديد لاستعمار القرن الواحد والعشرين.
والجزء الأهم في الخطة الذى وضعه الغرب ركز بالطبع على كل الدول الواقعة سابقاً في المحور السوفيتي عبر الثورات الملونة والبرتقالية فاشتروا ذمم بعض المثقفين المدعين والآكلين على كل الموائد والنخب التى تلعب بالبيضة والحجر والتى لا تعرف عن مصر شيئاً، وتعيش فى أبراج صماء لا يصل إليها أصوات الشعب الكادح العاشق لتراب مصر وسياسيين معارضين لا يرون من المشهد السياسى سوى ما يخدم مصالحهم متلونين كالحرباء، وأعتقد أن أيمن نور وأشباه الرجال أمثاله نموذج لهم، وهناك محليون تحركهم الشيكات البنكية فتعمى عيونهم إلا عن شكل الدولار ويسأل عن ذلك كل القابعين فى قناة الجزيرة الآن أمثال محمد الجوادى ووائل قنديل، وحزبيين أعضاء أحزابهم من عائلتهم، وجمعيات حقوقية وإنسانية عميلة. يتم إعدادهم عبر المنظمات الحقوقية أو المنظمات الدولية التى تعمل لمصالح خاصة وغير عامة هو الوضع الحالي فيما نراه بأن تلك المنظمات تتلقى الدعم من دول معينة بعد سقوط أقنعة الأفاقين والكذابين المدعمين من المنظمات الدولية وجماعة الإخوان الإرهابية المسخرين للإعلاميين للهجوم على مصر من جميع النواحي سواء كانت سياسية متمثلة في القيادة وكل الرافضين للخنوع لرجال الغرب وذيوله.
إن سر الحرب الشعواء ضد مصر الآن يرجع إلى أن نهضة مصر من كبوتها يعنى تحرير العالم العربي من الهيمنة الغربية عبر المشاريع «العولمية» – على كل الأصعدة - ومنع وجود الناتو كشرطي العالم العربي والأفريقي ورفض تصدير الديمقراطية الجوفاء التى لا تسمن ولا تغنى من جوع إلى بلادنا والقضاء على القرصنة على الشعوب ونهب خيراتها وسرقة أموالها في وضح النهار على شكل سطو «هوليوودي» بسيناريو محكم وواقعي.. إن المخطط المرسوم مرعب للغاية وتتكشف خيوطه كل يوم.. ولكن لا يعنى هذا أن كل جحافل الغرب قادرة على إعادة المارد المصرى مرة أخرى إلى مصباحه لكونه مدعوماً بإرادة شعبية كبيرة قادرة على تحقيق المستحيل وتأجيل المشروع الاستعمارى الاستيطانى إلى الأدراج مرة أخرى، فالغرب لن يستسلم أبداً لاحتلال العالم العربى من جديد ولكن لا مانع من أخذ هدنة وترتيب الأوراق والبحث عن عملاء جدد.. فانتبهوا!