عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استراتيجية التوتر


فى عالم الحروب الحديثة لست فى حاجة الى صاروخ ولا الى دبابة لتحقيق ما تريد من دمار لعدوك وإنهاك لقواه. ويمكنك القضاء عليه  بدون تحريك قواتك أو فقد لجنودك عن طريق استخدام إستراتيجية التوتر.. وهناك مثال مبسط

فى دنيا العوام وتذرع فى مقولة «القطة كلت ولادها» فأنت عندما تزرع حالة التوتر بين أبناء الشعب الواحد فقد أطلقت أول رصاصة الى قلب هذه الأمة, وهذا ما تفعله إسرائيل الآن من خلال أذرعها المتعددة وعلى رأسها أمريكا التابعة للإدارة الصهيونية وليس العكس. فإسرائيل تتعامل مع حرب أكتوبر على أنها الحرب الأخيرة مع العرب, وفى الثلات سنوات الأخيرة كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها الاستيطانى فى المنطقة عن طريق الإخوان المسلمين.. وبذلك نرى أن استراتيجية التوتر التى أصابت المجتمع المصرى فى الآونة الأخيرة تخدم الجانب الصهيوني الذى تبدو أن أصابعه متواجدة فيها وداعمة لأسبابها وعواملها التى ستؤدي في حال تضافرها إلى حالة من الفراغ الخطير في منطقة وإقليم الشرق الأوسط، وستترك آثارها الخطيرة على الحَراك العربي، مما يسبب كارثة لذلك وجب علينا جميعا تهدئة بؤر التوتر التي فأقمت التحديات التي تواجهنا، أمام العلاقات المتوترة القائمة بين الشعب والجماعات المتأسلمة, وإذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، فإن المصريين سينشغلون خلال السنوات القادمة بأنفسهم ومشاكلهم الخاصة ولن يتفرغوا لأى إنجاز، في حال تصاعد الأوضاع وأعمال العنف وخاصة إن حالة الأمن القومي تشير إلى تدهور حادٍّ إضافي، وهو مـا سـيترك آثاره علـى الوضـع الاســتراتيجي لنا، وهو ما يجعلنا أكثر خوفا وتشاؤماً؛ لأنه يرسم صورة تشير إلى فقدان ركائز مهمة في نظرية الأمن وما قد يحمله من تبعات متوقعة: كعمليات إرهابية قادمة من سيناء أو غزة مما يؤدى للكثير من الخسائر الاقتصادية. إلى جانب ما نفقده من أرواح مع استمرار حالة الترويع التى تصيب المواطنين وستؤدى الى عواقب وخيمة مع مرور الوقت. لذا يجب علينا العمل بانضباط وتوازن حتى لا يشتعل الشارع الذي يعيش حالة من الغليان، والعمل بكل حسم وقوة لإحباط خطر كبير أخذ بالتبلور ضدنا. لضمان عبورنا بهدوء، من تلك المرحلة الخطرة وهي ضرورة للحفاظ على الاستقرار لان البديل أسوأ.
وللأسف لا يمكن أن يتم اليوم حوار مباشر بين القوى المتناحرة ليس فقط بسبب عدم الثقة المتبادلة بين الطرفين؛ ولا لأن رؤية العلاقات تؤكد أنها «لعبة حاصلها صفر» عادت لتهيمن على كل شيء، في حين أن القصد المعلن عند الطرفين أن يمنع كل واحد منهما الطرف الثاني من الإنجاز، حتى لو سبب لهم ذلك ضرراً في نهاية الأمر.ولكن اللطمة الكبرى والحقيقة المروعة أن الجانب المتأسلم يلعب لصالح أجندة خارجية, ربما يلعبها البعض عن جهل ولكن للأسف أن قادتها يعلمون ما ينفذون, مستخدمين الأسلوب المكيافيللى. فالكلام عن نزع الشرعية عن الاخوان تهريج استخدم لصالح تعميق استراتيجية التوتر ، وتتحمل تبعة جرائمه ضد الإنسانية، الشخصية المصرية التى تعيش فى حالة من الترويع اليومى. وهدفه أن تصبح مصر دولة مُقصَاة، وهو ما يفضي لعزلتها المطلَقَة في مجالات

الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والأكاديمية والفن.
وتلك التداعيات الخطيرة نتيجة لتعاظم قوة التيارات المتأسلمة في المنطقة العربية مما يجسد «خطراً مستقبلياً ومحورياً على استقرار المنطقة بأكملها». فالإرهاب قفز إلى مضاجع المصريين, ووقع فيهم موقع السيف، فـنـثـر الدماء التى تسيل على الأرصفة والطرقات. فشـحن الاجواء السياسية بالمحفزات الطائفية،.والتوتر الناجم عن مجمل أفعال المتأسلمين أصحاب الأجندات الخارجية ينذر بالخطر المحدق على البلد من شماله إلى جنوبه، فالأحداث تتسارع نحو اهداف لا أحد يستطيع وضع حدود لها وحصرها في نطاقها، ولربما سنشهد تغييرا واسع النطاق فى الأحداث. فلا مناص من إطفاء الحرائق وعدم اشعالها هنا وهناك دون شعور بالمسئولية، ويجب أخـذ الحيطة والحذر لما ستأتي به الايام القادمة بما لا يحمد عقباه، و تقليل الخسائر التي تحيق بشعبنا ووطننا، وعلى رأس تلك المشاكل تفتيت الوطن وتشريد شعب لأن متشددي الإسلام السياسي في كل مكان جاهزون للانقضاض مستخدمين استراتيجيّة التوتر بطريقة تجعلهم يشعرون بالعزلة والغرق، وقسمة الشعب إلى قسمين وجعل الآراء أكثر تطرفا، من خلال أولئك «المحتجين» الذين لا يحترمون القانون؟ فلماذا تتعامى الشرطة عن المتطرفين الذين يزرعون الفوضى وهم أما مدفوعو الأجر أو جزء من «البلهاء النافعين» الذين تترك لهم السلطة الحبلَ على الغارب. وفي نفس الوقت الذي تنتشر فيه فيديوهات «إنجازاتهم»، وها نحن في درجة إضافية من الذعر الذي أصاب المجتمع المرعوب أصلاً. أن «استراتيجية التوتر» نفذت في جميع أنحاء العالم لتقديم الخوف للشعوب. وقد تم اختبارها في الستينات ضد شارل ديجول وفى السبعينات ضد التسوية التاريخية بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الشيوعي الإيطالي. كان اغتيال الأخوين كيندي ومارتن لوثر كينج، فى الولايات المتحدة الأمريكية، جزء من هذه الاستراتيجية. واليوم، مع الهجمات إلارهابية الجديدة، نجدنا أمام «النظام الأسود «من الهجمات كما حدث في مدريد ومحطة السكك الحديدية ببولونيا في عام 1980 وزعزعة الاستقرار فى إيطاليا وألمانيا في 1970.. وما حدث مؤخرا فى اليونان وأدى إلى إفلاسها (وتلك تجربة تحتاج إلى مقالة أخرى لأهميتها)..أفيقوا ولا تغرقوا فى بحور التوتر الاستراتيجى.