رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان عراب مشروع الشرق الأوسط الجديد

الشرق الأوسط الكبير، مصطلح رددته إدارة الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش فى إطار مشروع ظاهره السياسى تشجيع الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعي، وباطنه الاستيلاء على ثروات المنطقة وتقسيم بلادها والقضاء على جيوشها لتصبح لقمة سائغة فى فم الصهاينة..

وبعد مضى أكثر من عامين على اندلاع ما سمى بالربيع العربى تبدو الصورة اكثر وضوحا من أن الإخوان المسلمين ينفذون مشروع الشرق الأوسط الجديد فمواقف الإخوان المسلمين فى البلاد التى وصلوا فيها الى سدة الحكم بدأت بإقامة علاقات مع الكيان الصهيونى والتطبيع معه وتناسوا القضية الفلسطينية التى يتغنون بها ليل نهار, بل إن حماس أحد الروافد الإخوانية تحولت الى حمل وديع تجاه إسرائيل وتفرغت تماما للعب دور قذر تجاه الجيش المصرى وكأنها الجناح العسكرى للصهاينة، والمنفذ للمخططات الأمريكية والإسرائيلية وتحولوا إلى أداة لبسط النفوذ الأمريكى وتنفيذ المصالح الإسرائيلية فى المنطقة, داعمين الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته الذين أصبحوا عبيداً مملوكين للمشروع الأمريكى فلم يتجرأوا على مهاجمة إسرائيل حتى لا تنزعج الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر صاحبة امتياز التطبيع مع إسرائيل والمتوهمة بأن لها الدور الريادى فى المنطقة.
لقد أصبح الإخوان عراب الفوضى الخلاقة، ذلك الشعار الذى رفعته كونداليزا رايس بعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق فى عام 2003، فى إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذى يتم فيه تقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة وتصبح فيه إسرائيل القوة العظمي, تأكيدًا لمخطط أمريكى إسرائيلى لتقسيم العالم العربى إلى كانتونات عرقية وطائفية.. وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع حاجاتها وأهدافها الجيواستراتيجية.
ولأن العرب لا يستطيعون إعلان الحرب على إسرائيل من دون مصر، وفرصة نجاح المشروع الأمريكي، تتضاءل وتنعدم نهائيا، إذا بقيت مصر خارجه. لذلك كان الإصرار على دعم الإخوان المسلمين عملاء الأمريكان والمنفذين لخططه باستيعاب مصر ضمن هذا المشروع، وخاصة أنهم لا يجدون غضاضة فى الدخول ضمن الهيمنة التركية، فى ظل حكومة السيد أردوغان، المنفذ لما يشبه ورشة «مارشال» الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، لإعادة هيكلة المنطقة بتمويل من مشيخات النفط. وأوضحت التجربة أن الإخوان المسلمين، الذين لم يفعلوا شيئاً سوى توزيع الامتيازات على المحاسيب. معتمدين على التأييد الغربى لكونهم عراب «الشرق الأوسط الجديد». مستخدمين شعاراتهم التحذيرية الرافعة كذبا راية حماية الإسلام وشرعية الصندوق رغم ممارساتهم الانتهازية بحق شعوبنا وأقدارنا، والذين استخدموا تجنيد وتحشيد وتدريب أفرادهم، لإشاعة الفوضى والقتل والتخريب والتدمير، وأوهموا أنفسهم أنهم يجاهدون فى سبيل نشر الإسلام. رغم أنهم منفذون لمشروع الشرق الأوسط الجديد حتى ولو كان على أشلاء عشرات الملايين المتاجرين بحقوق الإنسان وحرياته بدعم أمريكى صهيونى الراعى للإخوان القادمين من مجاهل القرون الوسطى وألبسهم زوراً وبهتاناً وتزييفاً ثياب دعاة الحرية والعدالة والديمقراطية بعدما دربوا ككلاب الصيد على كيفية اقتناص ثورات الشعوب، بمساعدة خزائن النظام القطرى التى فتحت على مصراعيها للإنفاق على أدوات تنفيذ ذلك المشروع الذى تقوده أمريكا فى منطقة

الشرق الأوسط وتعمل على تنفيذه بكل السبل بواسطة عملائها،لذلك لم يكن غريبا على التنظيم الدولى للإخوان المسلمين أن يكون الداعم الكامل لحلف الناتو مع التمويل القطرى لإسقاط نظام العقيد القذافى، والعجيب أن محمد مرسى الإخوانجى حاول المشاركة فى تنفيذ الخطة الأمريكية لإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا بتمويل قطرى ودعم استخباراتى ودبلوماسى وإعلامى وعسكرى أمريكى إسرائيلى غربى.
وللأسف فإن الإخوان حولوا الصراع من مواجهة إسرائيل إلى المواجهة البينية وعلى أساس هذا الصراع يتم تشكيل خريطة الشرق الأوسط الجديدة.. والمشروع ليس شرطا أساسيا أن يكون خريطة سياسية بل يتحول إلى مشروع أكثر تقسيما وأكثر تفتيتا. وهذا ما يبدو واضحًا فى سوريا خاصة أن الأمريكان والروس بمساعدة الإخوان فى سوريا يعملون على تفريغها من كافة القوى بتواطؤ دولى لتنفيذ دقيق لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذى يقوم على أنقاض خريطة الشرق الأوسط الكبير. رغم تناقض المصالح بين هذه الأطراف. أما سر الإصرار الأمريكى على وجود الإخوان فيفسره حالة التمزق من الداخل التى كنا نخطو نحوها والتى تصب فى النهاية فى اتجاه تنفيذ مشروع «سايكس - بيكو» جديد، بمباركة إسرائيل، تحت رعاية روسية – أمريكية. داعمين للحقد الإخوانى صاحب الفكر القمعى والدموى مدعمين بزحف الجماعات الجهادية الآتية عبر الأنفاق من غزة.. ومن المعروف أن «مشروع الشرق الأوسط الجديد». وراءه تيارات غربية–صهيونية على رأسها «المحافظون الجدد» فى الولايات المتحدة. ولقد نشرت خرائط تقسيمية للمنطقة مدعومة بتوصيات لبعض مراكز الأبحاث، وفى الحقيقة فإن محمد مرسى وأردوغان والنظام القطرى خلال السنة الماضية ساروا بخطوات واسعة نحو تحقيق بنوده كل حسب ما رسم له. ولكن مع انكشاف دور مرسى وجماعته أصبح أردوغان فى موقف لا يحسد عليه وزلزلت الأرض تحت أقدامه, ومهما فعل من محاولات مستميتة لاستمالة الاتحاد الأوروبى ضد مصر, فإن الأمر تسرب من بين أصابعه هو وأتباعه من الإخوان. ولا عزاء لمشروع «سايكس - بيكو».