«لولا» و«مرسى» الحلم واحد.. والنتيجة مختلفة
وسط هذا الحماس للخروج يوم 30 يونية للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى.تطفو بين الحين والآخر دعوات رافضة للتظاهر من منطلق أن هذا التصرف لن يجعل رئيساً مصرياً واحداً يصمد لمدة عام بعد ذلك.. وبالطبع بتطبيق المنطق قد يكون هذا حقيقيا قياسا على ما يحدث فى أمريكا اللاتينية,
ولكن تعالوا نطبق التفكير العلمى والمنطقى لفرنسيس بيكون القائم على «الملاحظة والتجريب». لأن الطبيعة المصرية لا يمكن التعامل معها على أساس المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس فعامة الشعب المصرى تثور عندما يتعلق الأمر بالمساس بأقوات الناس أما مثقفوها فيثورون عند قمع الحريات.. وهم صبورون حتى على التمايز الشاسع بين الطبقات بين غني فاحش وفقير معدم ولكن الأمر الآن فى طريقه إلى حالة اختناق عامة وصلت إلى حد التناحر من أجل لقمة العيش ونقطة البنزين وإذا استمرت سنتقاتل من أجل قطرة الماء.. فلا خوف إذن من ثورة المصريين إذا لم يجدوا ما يكفل لهم حياة آدمية.. أما الأمر الثانى الذى يجب أن نثور بسببه هو أنه بعد ثلاث سنوات أخرى ستصبح الدولة المصرية فى يد الإخوان، فالرئيس للأسف يحكم وفق أهواء جماعته وتبعا لمصالحها، وهو ما يجعله فاقدا للشرعية, وبعيدا تماما عن فكرة رجل الدولة الحقيقى.. وأما الذين يقولون إنه ورث ميراثا ثقيلا من الديون فهناك نموذج الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفيا ولكنه كان يملك برنامجه «الفقر صفر» ويملك خطة إصلاح اقتصادي حولت البرازيل من دولة في عام 2004 مدينة لصندوق النقد الدولى.. وفي عام 2005 تخلصت من جميع ديونها للصندوق وفي عام 2009 أصبحت البرازيل دائنة لصندوق النقد.. والأغرب أن لولا جاء للحكم والعديد من الشعوب ترى أن فى هذا انتحاراً للبرازيل. بينما مرسى أتى بتأييد أمريكى أوروبى.. ولكن السر فى طبيعته والعمل الحقيقى والابتعاد عن فكرة الشماعة التى يعلق عليها الرئيس وجماعته حالة الفشل المستمرة.. أننا فى حاجة إلى رئيس يملك رؤية يساعد الملايين من المصريين للخروج من دائرة الفقر كما فعل لولا.. فصارت البرازيل نموذجا يحتذى للخروج من واقع اقتصادي منهار إلى واقع اقتصادي أبهر العالم وجعلها من الدول الأقوى اقتصاديا. لقد رفع دخل الفرد البرازيلي في حدود 30% مع ارتفاع للعملة مما يجعل زيادة الدخل زيادة حقيقية وليست وهمية وخرجت البرازيل من الأزمة الاقتصادية التى هزت أقوى اقتصاديات العالم دون تأثر. وأصبحت من الدول المهمة صناعيا وزراعيا.. وازدهرت صادرات البرازيل وليست كحكومة مصر التى أصبحت لا تفعل شيئا سوى البحث عن قروض لسد عجز الموازنة, بل إنه خصص في خطته الأخيرة قبل ترك الحكم أكثر من 200 مليار دولار لتأهيل البنية التحتية والطرق والمطارات.. إن الرئيس لولا دا سيلفا على عكس الرئيس مرسى استطاع تسلق السلم درجة درجة حتى صعد إلى قمته وأصبح رئيسا للجمهورية. ولكن الرئيس مرسى لم يكن يعرف أنه من الممكن أن يكون رئيسا حتى رشح من قبل جماعته بدلاً من الشاطر وهو ما يفسر لماذا حقق لولا المستحيل وأخفق مرسى.
ودا سيلفا مثل مرسى وجميع المصريين تربى في عائلة فقيرة بين ثمانية إخوة في ريف ولاية برنامبوكو، كان