رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«لولا» و«مرسى» الحلم واحد.. والنتيجة مختلفة

وسط هذا الحماس للخروج يوم 30 يونية للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى.تطفو بين الحين والآخر دعوات رافضة للتظاهر من منطلق أن هذا التصرف لن يجعل رئيساً مصرياً واحداً يصمد لمدة عام بعد ذلك.. وبالطبع بتطبيق المنطق قد يكون هذا حقيقيا قياسا على ما يحدث فى أمريكا اللاتينية,

ولكن تعالوا نطبق التفكير العلمى والمنطقى لفرنسيس بيكون القائم على «الملاحظة والتجريب». لأن الطبيعة المصرية لا يمكن التعامل معها على أساس المنطق الأرسطي الذي يعتمد على القياس فعامة الشعب المصرى تثور عندما يتعلق الأمر بالمساس بأقوات الناس أما مثقفوها فيثورون عند قمع الحريات.. وهم صبورون حتى على التمايز الشاسع بين الطبقات بين غني فاحش وفقير معدم ولكن الأمر الآن فى طريقه إلى حالة اختناق عامة وصلت إلى حد التناحر من أجل لقمة العيش ونقطة البنزين وإذا استمرت سنتقاتل من أجل قطرة الماء.. فلا خوف إذن من ثورة المصريين إذا لم يجدوا ما يكفل لهم حياة آدمية.. أما الأمر الثانى الذى يجب أن نثور بسببه هو أنه بعد ثلاث سنوات أخرى ستصبح الدولة المصرية فى يد الإخوان، فالرئيس للأسف يحكم وفق أهواء جماعته وتبعا لمصالحها، وهو ما يجعله فاقدا للشرعية, وبعيدا تماما عن فكرة رجل الدولة الحقيقى.. وأما الذين يقولون إنه ورث ميراثا ثقيلا من الديون فهناك نموذج الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفيا ولكنه كان يملك برنامجه «الفقر صفر» ويملك خطة إصلاح اقتصادي حولت البرازيل من دولة في عام 2004 مدينة لصندوق النقد الدولى.. وفي عام 2005 تخلصت من جميع ديونها للصندوق وفي عام 2009 أصبحت البرازيل دائنة لصندوق النقد.. والأغرب أن لولا جاء للحكم والعديد من الشعوب ترى أن فى هذا انتحاراً للبرازيل. بينما مرسى أتى بتأييد أمريكى أوروبى.. ولكن السر فى طبيعته والعمل الحقيقى والابتعاد عن فكرة الشماعة التى يعلق عليها الرئيس وجماعته حالة الفشل المستمرة.. أننا فى حاجة إلى رئيس يملك رؤية يساعد الملايين من المصريين للخروج من دائرة الفقر كما فعل لولا.. فصارت البرازيل نموذجا يحتذى للخروج من واقع اقتصادي منهار إلى واقع اقتصادي أبهر العالم وجعلها من الدول الأقوى اقتصاديا. لقد رفع دخل الفرد البرازيلي في حدود 30% مع ارتفاع للعملة مما يجعل زيادة الدخل زيادة حقيقية وليست وهمية وخرجت البرازيل من الأزمة الاقتصادية التى هزت أقوى اقتصاديات العالم دون تأثر. وأصبحت من الدول المهمة صناعيا وزراعيا.. وازدهرت صادرات البرازيل وليست كحكومة مصر التى أصبحت لا تفعل شيئا سوى البحث عن قروض لسد عجز الموازنة, بل إنه خصص في خطته الأخيرة قبل ترك الحكم أكثر من 200 مليار دولار لتأهيل البنية التحتية والطرق والمطارات.. إن الرئيس لولا دا سيلفا على عكس الرئيس مرسى استطاع تسلق السلم درجة درجة حتى صعد إلى قمته وأصبح رئيسا للجمهورية. ولكن الرئيس مرسى لم يكن يعرف أنه من الممكن أن يكون رئيسا حتى رشح من قبل جماعته بدلاً من الشاطر وهو ما يفسر لماذا حقق لولا المستحيل وأخفق مرسى.
ودا سيلفا مثل مرسى وجميع المصريين تربى في عائلة فقيرة بين ثمانية إخوة في ريف ولاية برنامبوكو، كان

ماسح أحذية، ومعاون دبّاغ. وحصل على دبلوم كعامِل معادن؛ وليس دكتوراة مثل مرسى له لحية طويلة ودخل السجن عدة مرات، وفشل في الانتخابات الرئاسية، عام 1989 و1994 و1998، ولم يأت كبديل انتخابى للإخوان عام 2012.. واذا كان الرئيس مرسى قد صال وجال بالكلام عن مشروع النهضة الوهمى قبل انتخابه. نجد «لولا» قد نهض بالبرازيل ببرامج مثل «الفقر صفر» و«منحة عائلية»، التي ساعدت ملايين البرازيليين على الخروج من فاقة الفقر، وأصبحت نموذجاً اقتصادياً يُحتذى به من قـِبل المنظمات العالمية الكبرى كالبنك الدولي. مما جعل البرازيل لديها اليوم احتياطي يقترب من 250 مليار دولار. وليست كمصر التى أصبح حلمها الحصول على قروض من كل مكان تكسر ظهر الاقتصاد المصرى. ولأن فكر لولا اعتمد على جعل البرازيل قوة عالمية تفرض نفوذها على الساحة الدولية. لذلك وضع لولا خطة للعلاقات الدبلوماسية أساسها تثبيت دعائم سياسة البرازيل الخارجية، التي تتوق إلى أن تصبح عملاقاً اقتصادياً وسياسياً على السواء. يعلق آلان روكييه، المختص في شئون أمريكا اللاتينية المعاصرة، في كتابه «البرازيل في القرن الحادي والعشرين» قائلا: «إن لولا يريد سياسة خارجية صلبة، شفافة ومدهشة» وطموحه لا يتوافق مع التحفظ والسرّية لأن البرازيل التي تفخر بهويتها، لها دور عالمي عليها أن تضطلع به كاملاً.. على الجانب الآخر نجد الرئيس المصرى يقطع علاقات مع دول ويستقبل فى العديد منها بشكل مهين لا يليق بمصر.. وفى الوقت الذى انسحقت فيه مصر أمام أمريكا وأصبح رضاء السفيرة الأمريكية وتنفيذ أفكارها هو أقصى ما تحلم به إدارة مرسى والإخوان نجد أن دا سيلفا قام بالوساطة بين نجاد والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك بحكم العلاقة القوية التي نمت بين أوباما ودا سيلفا. وعندما تقابل دا سيلفا وأوباما في قمة الأمريكيتين، لاحظ الجميع أن هناك «علاقة خاصة» تربط بينهما، وأن أوباما تندر قائلا: «لولا أكثر شعبية منى. إنه أكثر شعبية في كل الكرة الأرضية».. هذا هو الزعيم الذى يتمسك به شعبه لأنه لا يفكر سوى فى شعبه وليس جماعته. لذلك وجب الرحيل يا سيادة الرئيس.