رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ألتراس عصام شرف

فجأة أصبح توجيه النقد لسياسات الدكتور عصام شرف وحكومته سبباً كافياً لرمى صاحب النقد بالعمالة والخيانة والتواطؤ مع النظام البائد! ولأن العبد لله تشهد له كتاباته إبان هذا العهد بمعاداة ذلك النظام، فقد كان استهدافى بمثل هذه التفاهات مثار سخرية وتندّر الأصدقاء والزملاء. لكننى لم أكتب هذا المقال ثأراً لنفسى أو مهادنة للسيد شرف ومجموعة الألتراس التى كوّنها أو تكوّنت من تلقاء نفسها للزود عنه، بل إن ما أغضبنى هو المُضىّ فى صناعة الآلهة وأنصاف الآلهة من رجال توسّمنا فيهم الخير والعزم بادئ الرأى، فانكشف غطاء العزم عن فتور همة واستهانة بالحقوق. إننا إذ نبنى معاً دولة ديمقراطية حديثة علينا أن نتوقّع الزلل حتى فى اختيارات الأغلبية، وعلينا أن نتقبّل التغيير بغية التصحيح المستمر.

ماذا لو أسفرت الإرادة الشعبية عن نظام برلمانى؟ ربما ظن البعض أن الاستقرار يتحقق فى هذا النظام بمجرد انتهاء الانتخابات البرلمانية، لكن الواقع العملى يخبرنا أن غياب أحزاب كبيرة ومؤثرة فى المجتمع ينتج حكومات ائتلافية، سرعان ما تتغيّر حسابات أعضائها لإنتاج أغلبية جديدة وتشكيل حكومات متعاقبة لا يفصل بينها إلا أشهر أو أيام. هذا فى ظل نظام مستقر ودستور يحكم العلاقات بين

أفراد الدولة ومؤسساتها، فما بالك بفترة انتقالية غير مستقرة بالضرورة؟ وما ظن المرجفين عبدة الاستقرار الزائف بأمة لا يحكمها دستور ولا رئيس ولا برلمان؟

إن الشعوب تخطئ وتصيب فى أعظم فترات ازدهارها واستقرارها السياسى، وهى تخطئ بداهة فى فترات الارتباك والحيرة وعند هدم أصنام العهود الغابرة. نعم لقد كان ترشيح بعض الشباب لعصام شرف رئيساً للوزراء خَطَأً كبيراً، وكان قبول المجلس العسكرى بهذا الترشيح خِطْئاً أكبر، لكننا جميعاً وفى لحظة ما وقعنا تحت تأثير الرومانسية الثورية ولا أستثنى نفسى من هذه المحنة

علينا أن نستعيد روح الحكمة المصرية الشعبية التى تضرب مثلاً بإيثار المصرى للخسارة القريبة على المكسب البعيد، وهنا أدعو الشعب أن يعيد النظر فى حكومة شرف وأدعو ألتراس شرف إلى تغليب مصلحة الوطن على الميول والتفضيلات الشخصية.