رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستنقع مبارك

الرئيس محمد مرسى يواجه تحديات كثيرة لكن أهمها من وجهة نظرى هو تطهير مؤسسات الدولة من طفيليات مستنقع مبارك التى مازالت تتحكم فى مفاصل الدولة المصرية حتى بعد إسقاط رئيسهم. مستنقع مبارك يضم للأسف نخبة من المتعلمين وأنصاف المتعلمين، لكنه يغص بالتأكيد بذمم خربة ونفوس ضعاف باعت مصر وشعبها نظير فتات السلطة والمال والنفوذ مما كان يلقى إليهم فى عهد المخلوع.

الرئيس المنتخب عليه أن يضع يده على مواطن العطب -وهى كثيرة- قبل أن يشرع فى وصف الدواء، عليه أن يبدأ بأهم المؤسسات التى أديرت مصر من خلالها لمصلحة أسرة حاكمة على مدى ثلاثين عاماً، كما أديرت من مخابئها وحصونها معركة الثورة المضادة لنهضة مصر واستعادة الشعب لكرامته عقب قيام ثورة يناير الغالبة.
على الرئيس المدنى أن يميط الأذى عن مؤسسة القضاء انطلاقاً من منصب النائب العام ومشروع استقلال القضاء، وعن المؤسسات المصرفية بداية من مجلس إدارة البنك المركزى الذى أداره جمال مبارك لسنوات ومجالس إدارات البنوك ذات الغلبة "الفلولية"، وعن مؤسسات سوق المال بداية من الهيئة العامة للرقابة المالية والجهات التابعة لها، وعن المحليات التى ران عليها الفساد حتى بات استئصاله يهدد بناءها بالكامل، وعن الجهاز المركزى للمحاسبات الذى يملك أسرار وملفات بمختلف الجهات والمؤسسات.. هذه المفاصل الهامة هى أول ما ينبغى على الرئيس أن يشرع فى تطهيره والمساعدة على تطهّره (خاصة فيما يتعلّق بالقضاء الذى يتطهّر ذاتياً بقليل من المساعدة)، لكن الأهم من ذلك ألا تتم عملية التطهير المطلوبة وفق آليات مبارك السقيمة وعمليات التجميل الفاشلة التى اعتاد أن يمارسها أمام قنوات الإعلام. من المهم أن تخرج الإدارة الجديدة من صندوق مبارك وأن تنتقى الكفاءات من خارج مستنقعه البشع الذى ينضح بالفساد والمفسدين.
بالأمس القريب رددت بعض الصحف أسماء مرشحة لتولى رئاسة الوزراء فى إدارة الدكتور مرسى، وقد ساءنى أن أسمع من بينها أسماء لا تنتمى إلى مستنقع مبارك وحسب بل إلى مستنقع ولده الطامع!، ومنهم من ينتمى إلى فصيلة "أنصاف الفلول" التى تناولتها فى مقال سابق ممن حاولوا عبثاً أن يكونوا فلولاً فى عهد مبارك لكن كفاءتهم المهنية والذهنية لم تسعفهم، فهل ضاقت الأرض بما رحبت وخلت إلا من هؤلاء؟!  
على الرئيس مرسى أن يضع نسقاً للأولويات يحمل خارطة واضحة للتحرير..نعم تحرير البلاد من قبضة الفساد الباطشة الغليظة التى أتت على الأخضر

واليابس، وعليه أن يحلم ولا يسير على خطى سابقيه إلا ليتخذ العظة ويذكر عاقبة الظالمين.
بعض المتربصين الذين يريدون للتجربة الديمقراطية المصرية أن تفشل يلصقون فضل اختيار الشعب لرئيسه إلى المؤامرة والتدخل الأجنبى وغيره من التخرّصات..هذا شأن العبيد الذين يستكثرون على الأحرار تمسّكهم بالكرامة وقدرتهم على تقرير المصير. من هؤلاء من هتف بالأمس بحياة المشير متمنياً التزوير، وما إن أعلنت لجنة الانتخابات النتيجة حتى هتف بسقوطه!!، ومنهم من ينتظر الرئيس المنتخب أن يحلف اليمين الدستورية أمام البرلمان ليقولوا ها هو رئيسكم يمتهن أحكام القضاء بحل البرلمان، فإن هو حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا قالوا هاهو رئيسكم يذعن للمجلس العسكرى ويقر بحل البرلمان!! أرى أن يفوّت الدكتور مرسى هذه الفرصة على هؤلاء المرضى، وأن يتفرّغ للعمل والصراعات الأهم بعد أن يحلف اليمين أمام الشعب المصرى فى ميدان التحرير وبحضور أعضاء البرلمان الذين ينعقد مجلسهم صحيحاً فى أى مكان إذا حال دون ذلك حائل، ثم يعيد حلف اليمين بعدها مباشرة أمام المحكمة الدستورية، ولا بأس عندئذ من إعادة حلف اليمين لأن تاريخ تولى الرئيس سيظل واحداً إذا تم الحلف مرتين فى يوم واحد. لا أنسى أن الرئيس الأمريكى "أوباما" قد كرر حلف اليمين الدستورية فى غرفة مغلقة بعد أن أخطأ ملقنه فى نص اليمين أمام الجمهور والمحكمة العليا، وهنا نذكر أيضاً أن الشعب الأمريكى كان حاضراً الحلف العلنى لليمين وهو ما يمكن أن يتكرر فى ميدان التحرير أمام البرلمان المنتخب، خاصة ونحن نكتب صفحة جديدة لوطن عظيم بعد ثورة عظيمة.