رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيادة "الشفيق" ونفسية الرقيق

هل يراهن مرشح الرئاسة "الشفيق" على بقايا نفسية العبيد التى يعانيها بعض المصريين لإنجاحه فى انتخابات الرئاسة؟ هذا سؤال لا أقصد به إهانة أحد -والعياذ بالله- أو الحط من شأن مؤيدى أحد المرشحين، لكن السؤال يلح علىّ كلما ظهر السيد أحمد شفيق مرشح الرئاسة على قنوات الإعلام للدعاية عن نفسه. فسيادة الفريق تملكه نعرة فوقية غريبة ونرجسية بغيضة واستعلاء

على المنافسين كلما تحدث عن ذاته وبطولاته وإنجازاته فى الماضى والحاضر بل والمستقبل الذى يتحدث عنه بثقة المقبل عليه فى سن جاوزت السبعين!، والفريق يتوعّد خصومه السياسيين ويلوّح دائماً بسيف المعز فى مقابل كل تصريح أو تلميح لأحد منافسيه ترد فيه إشارة إلى ذاته المصونة!، والطريف أن كل إشارة عنيفة من الفريق يقابلها تصفيق هستيري من أعضاء حملته، كأنهم يروعون به الأطفال والعجائز!!. أما نفسية العبيد التى يراهن عليها المرشح المغوار فهى ملموسة فى الشارع، تتجلّى فى مزاعم بعض المخرّفين عن طبيعة المصريين التى لا تلين إلا لحكم السياط، ولا يضبطها إلا البطش والقهر! فالمصرى فى زعم هؤلاء لا تصلح معه الديمقراطية، ولا يعى معنى الحرية، المصريون فى زعم هؤلاء هم نفر من العبيد لا تشتريهم إلا والعصا معهم، يتحملون كل جرائر العبث بالثورة وغياب الأمن المدبّر –رغم وضوح وانكشاف أمر تدبيره أكثر من مرة!- مسئولون عن عبثية الفترة "الانتقامية"، وعن تداعيات النزاع على السلطة والتشبث بمكاسب العهد الفاسد. هؤلاء المخرّفون هم بعض من فلول النظام الساقط تتبعهم حفنة من الجهلاء المتباكين على عهد مبارك وأمنه المزعوم الذى وفّر لهم مأوى كالسجن ومنزلاً كالمعتقل، لا يرى العبد فى أسواره السميكة سوى الأمان والطمأنينة من خطر مختلق وأساطير مرعبة، صنعتها آلة الإعلام التى كانت ومازالت ملكاً لمبارك وذويه.
هذه النفسية التى تحط من قيمة المصريين كنا نظن أن الثورة قد أهلكتها

كما أهلكت رأس النظام الفاسد، لكن يبدو أنها باقية بقاء الاضطراب فى الشوارع واللغط فى المحاكم، باقية طالما فى جسد النظام الفاسد قلب ينبض ونفس مريضة تنفث السم فى كل إناء. هذه النفسية هى سلاح المرشح الطيّار للفوز بمعركة الانتخابات الرئاسية، وهى وقوده الذى يسير به فوق حقائق انتمائه لنظام مبارك وضلوعه فى جرائم عهده، هى التى تسوّغ له كل أفعاله الماضية -بل وربما القادمة أيضاً- إن هو فاز بالرئاسة طالما أنه يوفّر للناس الأمن المزعوم! فليبطش إذن كيفما شاء، فهو الرئيس الحاسم الذى تروج بضاعته فى ميدان المعارك ولا يسمع صوته إلا ممتزجاً بصليل السيوف!.
يتوّهم المرشح الهمام بأن صوته متى ارتفع وعينه متى لمعت بالغضب فى الحوارات التلفزيونية يجب أن يرعوى كل خصم ويرتج كل بنيان!، فقد أحصيت له فى مقابلة تلفزيونية واحدة أكثر من عشرين تهديداً وسخرية خلال دقائق معدودة هى مجموع ما استطعت تحمله كمشاهد ومستمع لسيادته!. الظهور الإعلامى للفريق شفيق عوّضنا غياب المحامى "مرتضى منصور" عن البرامج الحوارية، ويكاد يبارى الظهور العجيب للسيد "توفيق عكاشة" فى حجم الجدل الذى يثيره، لكنه ولا شك ظهور يشذ عن كافة منافسيه، يلفظه الذوق الثورى وتأباه النفس الكريمة.