عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هو.. صحيح ...الأخواني ...كذاب


• (( أيه رأيك ...يا استاذ ..هو صحيح الأخواني ..كذاب  ؟!! )) ...
• هكذا بادرني سائق التاكسي الملتحي ....الذي أستقليته من ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة ...لأذهب إلى مسجد الفتح برمسيس ....لأشاهد ...آثار ...إجلاء ....الإعتصام الأخواني ...الذي كان يريد أن ...يؤسس لبؤرة إجرامية جديدة ...ينطلق منها ..لضرب أهداف حيوية في القاهرة والجيزة ...

• فقلت له ( وأنا أتفرس ملامحه ؛ محاولاً قراءة إنتمائه الفكري ..): أيه سبب سؤالك ؟
• قال : إبراهيم عيسى ....اللى أرتحنا منه شوية ...رجع تاني ...في قناة القاهرة والناس وبيقول أن الأخوان كاذبون ...
• قلت : غلطان ....إبراهيم عيسى ...
• قال ( وهو منبسط الوجه ...منشرح الصدر ) : صحيح يا أستاذ .
• قلت : طبعا ...
• قال : :أزاي ..
• قلت : لأن الأخواني ليس كذاباً ...بل ممكن يكون مخادع ....أو ماكر ..
• قال السائق ( وهو منشكح ) : أهـ ..ممكن ...( واستطردت قائلا) : بس أنت عرفت أزاي ...عندك اللى حصل النهارده ....مش كانوا هيعملوا مظاهرات ...عند ميدان روكسي ...وعند ...المحكمة الدستورية ....
• قال : أهـ صحيح ...
• قلت : بس الأخوان ..لا عملوا المظاهرة ديه ..ولا المظاهرة ديه  ....أو – على الأقل - لم يسيروا فيهما حتى نهاية المطاف .
• قال ( وبدا عليه الضجر ) : أه صحيح ..بس أيه علاقة ده ...بوصفك للأخوان بأنهم ماكرين ..ومخادعين ..
• قلت : هم ..كانوا فعلا ..هيعملوا ...المظاهرات ....بس ...جاءت لهم ضربة أمنية ....جعلت تفكيرهم ...يتشتت ...وتوازنهم ...يختل .
• قال : قصدك أيه ...
• قلت : القبض على الكوادر الأخوانية ...اللي وصل تقريبا لأكثر من مائة كادر ...فقد تم القبض على بعضهم في مسجد الفتح ...والبعض الآخر ..تم القبض عليه في منازلهم ....في محافظاتهم .
• قال : طيب ..وأيه علاقة ده بالمظاهرات اللى لم تتم ..ديه مظاهرات كانت في القاهرة .
• قلت : صحيح ..لكن ....التواجد الأخواني في القاهرة ضعيف جدا ..والكوادر الأخوانية في المحافظات ..هى اللي بتغذي مظاهرات واعتصامات القاهرة ...بالشباب والنساء والأطفال ..والرجال ..من كافة المحافظات ....سواء من البسطاء من الناس ...أم من المستأجرين ....بالأجر ...
• قال السائق متأففاً مني ومن كلامي : ماشي يا أستاذ ...أيه علاقة الكلام ديه بأن الأخوان ماكرين ...
• قلت : ما أنا هأقولك أهــ ...(وأستطردت قائلا) : لما الكوادر ديه ..تم القبض عليهم ...أختل توازن الأخوان ...فأعلنوا إلغاء المسيرات والمظاهرات ...عشان يركزوا في تهريب الكوادر الأخوانية ....من السجون ...لأنهم يعلمون علم اليقين ..أنهم مدانون ....لأن التسجيلات بالصوت والصورة موجودة ..... من خلال ماتم تسجيله لهم من الأجهزة المختلفة ...وغالبا سيُحكَم ضدهم بعقوبات أقلها خمس سنوات سجن ...لأنهم أرتكبوا جرائم إرهابية ...أدت لترويع وإرهاب المواطنين ...فضلا عن جرائم القتل ..المتعددة التي طالت رجال الشرطة ..بشكل لم يسبق له مثيل ..ديه غير السرقة ..وحرق الكنائس ..والمباني الحكومية وغير الحكومية ...
• قال : يعني الأخوان أرادوا ....أن يقولوا للدولة شوفي العصفورة الناحية ديه ...وهم ينوون تهريب المساجين ..المقبوض عليهم ...من الناحية التانية .
• قلت : كده فهمت ..ليه انا بأقولك أن الأخوان ماكرين ومخادعين ..
• قال : فهمت ...بس ..زعلان على المساجين اللى ماتوا ....دول 36 مسجون يا أستاذ ....كتير برضوه ..
• قلت : صحيح كثير ...ولكن ...التحقيقات هي اللي هتظهر مدى وجود  خطأ ...أوعمد في قتلهم ...أو أن قتلهم ...كان متوفر بشأنه ( حالة الضرورة ) .
• قال: مش فاهم .
• قلت : أعتقد أن العمد مستبعد لأنه لا توجد  عدواة شخصية بين المساجين ورجال الشرطة ....عداوة تسمح بقتل أكثر من 30 شخص مرة واحدة ....
• قال : طيب بالنسبة للقتل الخطأ ...أعتقد أنه موجود ...
• قلت : أيضا ..هذا مستبعد ...لأن القانون يقول ان ( المخطئ لايستفيد من خطئه ) .
• قال : مش فاهم ..
• قلت : لو صحت رواية وزارة الداخلية للواقعة ...فإن سبب ضرب المساجين بقنابل الغاز ..يتمثل في محاولة المساجين للهرب ...وهذا خطأ ...ولو فرضنا أن قنابل الغاز كانت أكثر من اللازم ....فإن هذا أيضا خطأ ...ولكنه جاء نتيجة خطأ المساجين....فلا يستفيد المساجين من خطئهم ...
• قال : آمال أيه حكاية حالة الضرورة ...

• قلت : حالة الضرورة ..     نصت 

عايها المادة 61من قانون العقوبات المصري بقولها "لاعقاب على مَنْ ارتكب جريمة الجأته إلى ارتكابها ضرورة وقاية نفسه أو غيره من خطر جسيم على النفس على وشك الوقوع به أو بغيره ولم يكن لإرادته دخل في حلوله ولا في قدرته منعه بطريقة أخرى".
• قال : مش فاهم ...
• قلت : يعني الظروف التي تم فيها إختناق المساجين ...كانت حالة ضرورة ...والسبب في حدوث هذه الحالة ..هم المساجين أنفسهم وأعوانهم من المسلحين ...فإذا وقعت عليهم جريمة ...( على فرض صحة أنها جريمة ) ...فلا مساءلة على الشخص اللى ضرب ...طالما أن فعله يستهدف وقاية نفسه أو غيره من خطر (حالة الضرورة )  ...
• قال : يعني لو تم ذلك أثناء إنقاذ الضابط اللى كان مختطفينه المساجين يبقى براءة ...
• قلت : نعم ..أو أثناء منع المساجين من الهرب ...ده غير أن الموظف العام ( ورجال الشرطة ينطبق عليهم هذا الوصف ) .....طالما أنه بيقوم بعمله ...فلا مسئولية عليه ....إذا إقتضي قيامه بعمله ....الاعتداء على الآخرين ...طالما أن ذلك في حدود القانون .,.
• قال : طيب ....على كده أنت خوفتني ....انا كنت أعرف ناس من أقاربي كانوا يذهبون لاعتصامات الأخوان ...مقابل 200 أو 300 جنيه .....في اليوم ...أنا هأروح أقول لهم ...ما يروحش معاهم لأحسن ....يتسجنوا أو يموتوا ...في المظاهرات ...
• قلت : هو صحيح المظاهرات بتاعتهم كانت سلمية ..
• قال : سلمية مين يا أستاذ ....ده أنا كنت بأشيل في شنطة العربية مخزن سلاح .....وأنا بأوصل أقاربي اللى بيروحوا الاعتصامات الأخوانية ...
• قلت ( وأنا اريد أن أغير الموضوع ) : أيه رأيك في خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي ..اللى قاله النهارده ....
• قال : بصراحة ...خطاب رجل دولة ...وبيفكرني بخطابات عبد الناصر ..
• قلت: قل الصراحة ..خطاباته وألا خطابات مرسي ..
قال : مرسي مين يا أستاذ ...ده خطاب زعيم ..
• قلت : كده يبقى أنت باين عليك أخواني ...مثقف...
• قال: لأ...أنا أصلاً ...مش أخواني ...بس الذقن ....ديه لأننى في منطقة كلها أخوان .....
****
وهنا كنت وصلت لرمسيس بجوار مسجد الفتح ....فطلبت منه ان أنزل قريبا منه ..
• فاعطيته أجرة التوصيلة .....وسألته مازحاً  : أيه رأيك بقى بعد هذا الحوار : هو صحيح ..الأخواني كذاب ....
• قال: بعد اللى عرفته عنهم ...دول مش كذابين فقط ..ده كل أخواني مصنع لإنتاج الكذب .
• فتركته ....وذهبت لمسجد الفتح ...فوجدت أهالي الفجالة والأزبكية ينظفون ..المسجد ...بعد إجلاء العدوان الأخواني ...فحمدت الله على هذا الإجلاء ...وتمنيت في نفسي أن يصدر قرار بحل جماعة الأخوان ...حتى يتخلص  المجتمع المصري من هذه الجماعة وأفعالها الشيطانية ..
                                              *****
*   أستاذ القانون الجنائي  ورئيس قسم القانون العام  -   كلية الشريعة والقانون بطنطا -  والمحامي أمام محكمة النقض  والإدارية العليا والدستورية العليا
[email protected]
[email protected]