رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلهام شاهين ... وزمن الأخوان المسلمين

** الفن رسالة إنسانية تهدف ... الى السمو بالانسان والرقي بأحاسيسه تجاه الحب والخير والجمال. ...والأعمال الفنية الصادقة هي التي تدعو إلى ضرورة الكشف عن عيوب المجتمع ... ، وكراهية الشر والدعوة إلي محاربته . هكذا تكون رسالة الفن وهكذا تكون وظيفة الوعي بقضايا المجتمع ...

*** وهكذا صرخ في وجهي ... صديقي الفنان ....ونحن جالسين في كافتيريا نقابة المحامين بالقاهرة .....ثم اضاف مؤكداً : إلهام شاهين ....فنانة مبدعة .....ديه صنعت مجدها وشهرتها لنفسها ...وأعمالها الفنية ....ستعيش في ذاكرة الأمة العربية ....مئات السنين ..
***  فرديت عليه بعد أن تناولت رشفة من كوب الشاي : معك حق في ذلك ...لكن أيه مناسبة الكلام  ديه ...
*** صديقي الفنان : رد مستغرباً ...أيه أنت مش بتابع القنوات الفضائية....الوليدة ...التي فتحت على آخر الزمن ...لتطبق كتالوج الدولة الإسلامية كما تعلموه من خلال ثقافة أهل الكهف ...
***أنا : يعنى الكتالوج ديه شكله أيه ...
** صديقي الفنان : كتالوج عايز يغيَّر المجتمع كله ....من أول الفن والفنانين ...لغاية ... العلم ...والسلام الجمهوري ....وكله بما لايخالف ...الشرع ..كما يفهموه هم ...لا صحيح الشرع ... وممكن يستندوا  لرأي مهجور ...أو  تفسير فقهي قيل في عصر معين ..أو في بلد معين ...لايصلح في الواقع ...لا  لعصرنا ...ولا لبلدنا ...
***  أنا :  ده الإمام الشافعي غيّر مذهبه ...لما أنتقلت من الشام إلى مصر ....
*** الفنان : صحيح ....وبعد أن التقط أنفاسه قال : طيب شفت ...الدكتور الأزهري ... اللي واخد باله قوي من الفنانين والفنانات ..والمذيعين والمذيعين ....وعمال يصب جام غضبه عليهم ...لدرجة أنه تجاوز حدود اللياقة ...والدعوة بالحسنى ...إلى توجيه السباب للفنانة إلهام شاهين ... فوصفها بأنها "عجوز خرقاء" وأكد على أنها لن تدخل الجنة لأنها ملعونة.
*** واتهمها .... بـ"الفجور والعري، وقال "كم واحد قبَّلك واحتضنك". وغير ذلك من الألفاظ التي من شأنها أن تشين من وجهت إليه .
http://www.youtube.com/watch?v=7BtkKEWordI
*** هنا تدخل صديقنا المتخصص في علم النفس قائلاً :   أنا أعتقد أن هذا الهجوم سببه من النواحي النفسية عدة أمور : أولاً ..هم – أي  بعض المتأسلمين وبعض وليس كل مَنْ يطلق على نفسه لقب شيخ -  يعتقدون  أن عمل المرأة برمته – أو أغلبه - حرام ... ولذا تجدهم يترصدون للمستشارة الجليلة تهاني الجبالي ... ويتصيدون لها الكلمات ليحاربونها على كافة الجبهات ... قضائياً .. وفضائياً..وفيسبوكياً ...وعبر الإنترنت .. ووسائل الإعلام المختلفة ...ونفس الشئ يفعلونه مع الفنانات بالذات ... ومن ناحية ثانية ... بعضهم لديه عُقد من الفن والفنانين .....
*** أنا : أزاي يعني .. ؟!!
**** أستاذ علم النفس : اقولك ...أزاي ...  ممكن يكون لدي بعض الناس – ومنهم بعض المتأسلمين –مختزناً في الرواسب النفسية ... فأولاً الفنانين والفنانات ...والمثل يقال بالنسبة للرياضيين ...  أغلبهم أكثر شهرة وثراءً من الآخرين ...فيقارن نفسه بهم أو بهن ... ويجد نفسه قد ذاكر... وحصل على أعلى الدرجات العلمية ... ورغم ذلك ... حظه في الشهرة والمال أقل بكثير ... فتتولد لديه عقد نفسية تجاههم ....فيحاربهم بالأسلحة التي في يديه .... وهو سلاح الفتوى الشرعية ...التي تحرّم ....وتدخل الناس في النار  ... وتخرجهم من الجنة ....
**** أنا : تقصد الفتوى كما يفهمها بعض المتأسلمين ...
***** الفنان : ... طبعاً ديه المقصود ... بس أنا حابب كمان أوضح أن بعض المتأسلمين – ومعهم مَنْ يطلقون على أنفسهم لقب شيخ أو المستشيخين – عندهم عقدة ... من صورة رجل الدين في الأعمال الفنية ....
*** أنا ... زي .. ايه ..
*** استاذ علم النفس  : زي شخصية الشيخ .. في فيلم ... ( الزوجة الثانية ) ... اللي طول الفيلم عمال يحلل الحرام  ويحرم الحلال ... حسب ما يقوله العمدة ( صلاح منصور ) ... وشخصية ( المأذون ) .. في فيلم ( زوج تحت الطلب ) ...
*** هنا رد الفنان قائلاً : بس ما تنسوش أن الدراما ... لا تركز على النماذج السوية في المجتمع ...فالتركيز على النماذج الغير سوية ... أفضل درامياً ...لأن مثل هذه النماذج هى التي تستحق المشاهدة حتى يتجنب المجتمع الوقوع في أخطائها .. ( واضاف الفنان قائلاً ) غير كده السينما تظهر الصورة الطيبة لرجال الدين حينما تقتضيها ( الدراما ) ...زي فيلم ( جعلوني مجرماً ) ... شخصية الشيخ ( يحيي شاهين ) كانت مؤثرة في الأحداث ... ولا تنسوا .. فيلم الرسالة ... وأفلام الفنانة ماجدة عن ( فجر الإسلام ) ...وضحى الإسلام ... وغيرها من الإفلام...زي فيلم الشيماء أخت الرسول .....( صلى الله عليه وسلم )... ولا تنسوا المسلسلات الدينية... زى .. إمام الدعاة ... وعمر بنعبد العزيز ....
*** أنا : يعني العبرة بالدراما ... ومقتضياتها ...
** أستاذ علم النفس : معاكم حق في ذلك .... لكن البعض لا يركز إلا على  الصورة السوداء ... ويتصيد الأخطاء للفنانين والفنانات .....ومش عايز أقولكم ... أن بعض المتأسلمين ..يركزون على المرأة بوجه عام ....ويعتبرونها مجرد شئ ... مخلوق للرجل .... لإشباع رغباته .. فهي مجرد ...وعاء للإشباع ... ليس إلا ...
** أنا : لا ياراجل ... مش للدرجة ديه يا أخي ...
****أستاذ علم النفس : لأ .. للدرجة ديه ... لأن المجتمعات العربية .. مجتمعات ذكورية ... ويريدون للمرأة ... أن تكون على هامش الحياة .... ويرون أن المرأة مكانها الطبيعي هو البيت ...بدليل ندرة عدد السيدات في الوزارت والمناصب الهامة ..والمجالس النيابية ...فالمرأة  ...يستخدمونها كالوردة في عروة الجاكت ...حتى يقال إن المرأة واخدة حقها ..
*** هنا أنضم لمجلسنا أحد الزملاء من شيوخ الأزهر ( الشيخ حسين )  ...
*** فبادرته بالحديث قائلاً : ما الصفات الواجب أن يتحلى بها الدعاة ... يافضيلة الشيخ ...
*** الشيخ حسين : الصفات كثيرة من أبرزها : الإخلاص، فيجب على الداعية أن يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا

ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو إلى الله يريد وجهه عز وجل، ،  كما يجب علي الداعية ..... أن يكون على بينة في دعوته أي على علم، لا تكن جاهلا بما يدعو إليه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[ يوسف الآية 108].
*** ( وبعد أن تناول  الشيخ حسين قليلا من الماء ...أستطرد قائلاً ) : ومن الأخلاق التي ينبغي لك أن يكون عليها الداعية، أن يكون حليماً في دعوته، رفيقاً فيها، متحملاً صبوراً، كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام، ....إذ يقول  جل وعلا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[ النحل الآية 125.
]، ويقول سبحانه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[ آل عمران الآية 159.
] الآية، ويقول جل وعلا في قصة موسى وهارون: {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[ طه الآية 44]، وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه)) ( خرجه مسلم في الصحيح )
** الفنان : طيب ياشيخ حسين .. ما حكم مَنْ يرمي المحصنات بألفاظ  غير صريحة ؟
• أعتدل الشيخ حسين وقال  :  يهمني  في هذا المقام أن أذكر لكم رأي الدكتور عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر الذي قال : إن الألفاظ التي رمى بها الشيخ الفنانة المذكورة ليس من الألفاظ الصريحة في القذف ، وإنما هي من ألفاظ الكناية ، التي تحتمل الرمي بالزنا وغيره ، ومن ثم فلا يستحق الشيخ المذكور عقوبة القذف المنصوص عليها في القرآن الكريم وفقا لما ذكره الفقهاء ؟ ... ولكن كما يؤكد عبد الحليم أن هذا لا يعنى أن يفلت الشيخ من العقاب على هذا السب والشتم ، لأن الذي نص عليه الفقهاء أن الألفاظ المستخدمة في كنايات القذف لا يفلت قائلها من العقاب ، وإنما يستحق عقوبة تعزيرية من ولي الأمر ، أو القاضي ، أو الحاكم ، تزجره عن معاودة هذا السلوك مرة أخرى ، وتزجر غيره عن ارتكاب مثل هذا السلوك .... فالهدف من العقوبة هو تحقيق الردع الخاص ، والردع العام معاً ، ومن ثم يمكن لولي الأمر إيقاع عقوبة الحبس ، أو الضرب ، وما ماثلهما مما يؤدبه ويزجره عن ارتكاب مثل هذا الفعل مرة أخرى .
• http://www.alwafd.news )/دنيا-ودين/260030-منصور-بدر-عقوبته-التعزير-لسبه-إلهام-شاهين ).
*** الفنان ( موجهاً حديثه للشيخ حسين ) : مارأيك يافضيلة الشيخ فيما قال أحد الشيوخ ......عن الفنانة إلهام شاهين : «هذه  السيدة لن تدخل الجنة وهي في النار لأننا نعرف سمات من يدخلون الجنة والنار..».
**** الشيخ حسين : لا أحد يملك ذلك ...لأن هذا أشبه بصكوك الغفران ..التي عرفتها الكنيسة ....في العصور الوسطي.... وهو أمر لا يعرفه الإسلام ...

• وتبقى كلمة :
• بعض الفضائيات التي ظهرت – أو أستقوت - في زمن الأخوان ...تجذر لتقسيم المجتمع المصري إلى ...مسلمين – بالمفهوم الأخواني والسلفي – وغير مسلمين ...ويجندون جيوش من المحامين – مِمَن يبغون أو يعشقون الشهرة - لإصطياد أية أخطاء في نظرهم ....لمطاردة الفنانين والفنانات ..وسائر أفراد المجتمع ...قضائياً ...
• البعض يريد أن ينشئ دولة موازية للدولةالرسمية ...والنواة الأولى لذلك تتمثل في إنشاء جبهة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....تسلب إختصاصات الشرطة والنيابة العامة ...
• أقول للقائمين على بعض الفضائيات   : أتقوا الله في مصر ...والمصريين ..وفي الإسلام ...الذي تتشوه صورته ....بسلوك قلة ....تسعى للشهرة والمال ....على حساب الوطن ...والإسلام نفسه ...
• الإسلام رسالة سماوية عظيمة.....بعض المدافعين عنه ...يسيئون إليه ....من حيث لا يدرون ....أو يدرون ...ولكنهم مثل الدبة ....التي قتلت صاحبها ...نسأل الله لهم الهداية ...والصلاح ...
----------------

**** د. محمود العادلي -  أستاذ القانون الجنائي  ورئيس قسم القانون العام  -   كلية الشريعة والقانون بطنطا -  والمحامي أمام محكمة النقض  والإدارية العليا والدستورية العليا
[email protected]
[email protected]