رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاكمة المخلوع مبارك باطلة «لأنه كان نائماً»

يأتي محمولاً على سرير طبي صنع خصيصاً له، ويأتي للمحاكمة ليس كباقي المتهمين، وإنما يصطنع مرضاً وهو ليس مريضاً، وذلك - حسب فكره المأساوي - يظن ان تلك التمثيلية السخيفة سوف تدر عليه الشفقة والرحمة، ولكن ضاع وهمه وراء سراب الفكرة ذاتها،

فقد لعنه الجميع لأنه وقت الجد - والمحاكمة - منتهي الجد - لا يليق بقضاتها ما قد يبدو من صور التمثيل، فقد سقط عنه القناع، وذكاء القاضي في الميزان «يوم تجزى كل نفس بما كسبت».

والسؤال الجوهري الآن: لماذا يصطنع المخلوع مثل هذه «التمثيلية البلهاء» التي تعبر عن خاصية من خصائص غبائه المطلق والتي عاش في ظلها سنين عددا.. حاكماً لأعظم دولة في التاريخ البشري، بلد ذات حضارة، بلد ذات ثراء في الخيرات، «بلد ولادة للعباقرة والنجباء» وذلك منذ فجر التاريخ كما قال عنها العالم الأثري الفرنسي الذي كان «مديراً بدار الآثار المصرية» منذ نهاية القرن التاسع عشر 1897 «الأثري باتوريه» وهو يشاهدويسجل ويستنطق الآثار من حواليه في دار الآثار وفي طيبة الخصيبة بالعظمة: ويؤازره العالم الايطالي «أرانجو رويز» Arango Ruiz حين قال في مقدمة كتابه بالفرنسية «القانون العام في مصر الفرعونية»: Le droit publique en droit pharaonique عن عبقرية «الانسان المصري» عالماً كان أم كاتباً أم فلاحاً.. بالفطرة.. «ثراء فكري التقى مع المعني الحضاري فكانت شخصية المصري على مجرى التاريخ وقنطرة الزمن».

<>

المهم، أمام هذه العظمة والتي هي حقيقة تاريخية وواقعية، ويأتي الرئيس المخلوع الذي بُلينا بحكمه سنين عددا وهو يسأل عن عدم ترشيح «نائب له» فكانت إجابته «المريضة».. «أنه لم يجد أحداً صالحاً لمثل هذا المنصب» وهي اجابة عليلة مريضة وتؤكد حكمه المطلق الديكتاتوري وفي أعماقاً انه كان يمهد «لعملية الإرث» فجاءت الثورة العملاقة وأطاحت به وبمن كان يؤهل ليجلس على العرش مكانه.

وهو الآن: يتباكى بدون دموع، ويتمارض بدون مرض ويأتي المحاكمة غير قادر على أن يقف في قفص الاتهام «وقفة الرجال» نقول الرجال - وهم يواجهون قدرهم، ويجيب بلسان صدق مدافعاً عن نفسه، مسجلاً مجريات المحاكمة - ومن المعلوم في علم المرافعات «أن الانسان هو قاض لنفسه، في مثل هذه المواقف، وهو القادر على تعليل أفعاله وأقواله» ولكن صاحبنا نسى الكلام والبيان وأغمض عينيه فهو لا يرى، وأصم أذنيه وهو لا يسمع.. ويا للعار والدمار مثل هذا المتمارض كيف كان يحكم المحروسة أم الصابرين نقصد «مصر العظمى على مر القرون والقرون».

<>

المخلوع يدخل المحاكمات كما نراه ثم يغط في نوم عميق وهذا يخالف «يقظة المتهم» حين يتعين عليه «كمحاميه تماما بتمام» أن يتابع كل ما يدور في

الجلسات ويسجلها ويحللها ويحاول أن يجد لنفسه مخرجاً من دفاع يواجه به صوت الاتهام.. وبما أنه يدعي النوم ويدعي المرض ويدعي المسكنة ولم نجد له - حتي الآن - ما ينبئ أنه بينه وبين نفسه «حامل قلماً يسجل به مجريات ما يدور من حوله: ويخاطب - إن كان ذات يقظة عقلية - الحجة بالحجة والدليل بالدليل».. فهو حسبما هو في قانون المرافعات.. هو الأصيل «الموكل» ومحاميه يستمد كل عناصر دفاعه من فم موكله.. وهو صاحب إن عز البيان.

<>

وإنه طبقاً للمادة 76 من الدستور المصري وما جاء بالمادة 415 من قانون الاجراءات الجنائية ان يكون لكل متهم في الجنايات محام يدافع عنه ويقدم دفاعاً جدياً وليس دفاعاً شكلياً للمساهمة في الوصول الى الرأي السديد في الحكم السديد.. ولما كان لتحقيق ذلك ان يكون المحامي «متصفاً باليقظة ومسجلاً كل صغيرة وكبيرة مما يدور في مجلس القضاء» فإنه بحكم المنطق القانوني والقضائي ومن «باب اولى» A priore أن يكون المتهم كذلك، وإلا فقد مصداقية تقديم دفاع حقيقي وليس مبتسراً أو شكلياً.. ولما كان «صاحبنا - كما نراه - نائما على سريره، سارحاً في ملكوته، ومستعرضاً ماضيه وماذا كان وإلى أي مصير هو الآن.. وكأنه في «منامه الأبدي» يردد بينه وبين نفسه حين يستيقظ من سبات نومه العميق «ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً».

إذن، قم وانهض وواجه قدرك إن كنت قادراً وبحق لمثل هذه المواجهة.. واعترف بالحق والاعتراف به فضيلة، وفي عين القانون وفلسفته «الاعتراف سيد الأدلة».

وظني وعقيدتي أنك سوف تقضي أيام وجلسات محاكمتك من «النائمين».. حتي الأحلام ستكون عنك بعيدة بعيدة.. بُعد السنين والسنين..

<>

ودائما وأبداً وفي مصر قضاء وقضاة..

والى لقاء تحت ظل عدالة

قدسية الأحكام والميزان