عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واجه المخلوع قدره.. وما ذرفت عليه الدموع

أمام كل الجرائم التي ارتكبها المخلوع في حق أمته، وقد خان أمانة وشرف الحكم، وثمن الخيانة غال، وعنه تفرقت الجموع واطفئت الشموع وما ذرفت عليه الدموع.

جاءوه محمولاً على ذات ألواح ودسر، غائبا عن وعيه أو هكذا ادعى ذلك، ولا ندري كيف ظن - وإن بعض الظن إثم أنه بهذه الحركة التمثيلية المكشوفة تماما لكل ذي بصر وبصيرة، ان ذلك المخلوع «التائه» عن وعيه وهو يواجه الشعب الذي كان بالأمس يهتف اليه ويحييه ويرفعه فوق الأعناق.. ثم اذا به - وهو يهمس بينه وبين نفسه - مابال هؤلاء يوجهون الىَّ علامات الغضب والسخط وكأنهم يريدون الفتك بي.. اذن، لابد أن أواصل لعبة «التسلية الأليمة» وأطبقها على نفسي وأظهر جريحاً مرهقاً تائهاً غائباً عن كل وعي لعل فيهم من يتذكر من أنا؟ وماذا كنت؟ حديث النفس في تلك اللحظات الرهيبة «تكشف عن بشريته» وعن معدنه الرخيص.. والناس - كما قال العقاد - «معادن».. وها هو رئيس الأمس ومخلوع اليوم يعيش لحظة النهاية، «لحظة الهاوية الى القاع» وكان - بالأمس - والأمس القريب.. «مع القوم في عليين».

<>

إن ادعاء المخلوع بالمرض «وهو ليس مريضاً» وادعاءه الاعياء والنظرات العليلة من صنع افكاره عله يجد من يشفق عليه، وكأنه في لحظاته القدرية هذه «يستجدي عطف العاطفين» ويتوسل إليهم نائماً، تائهاً.. غير مصدق ولك هذه «الانفعالات المصطنعة» لم تنطو على أحد.. «فهو المريض وليس مريضاً، وهو الجريح وليس به أثر الجراح..» وهكذا في هذه اللحظات الفارقة في حياته كشفت ابعاداً كانت غائبة عن مرأى ومسمع الملايين الذين راقبوه وتتبعوا كل خطوة، نائما وليس بنائم «تائها - إذن - وقد ضل سواء السبيل».

<>

ننتقل - إذن - الى الصورة الاخرى التي احس بها المشاهدون لتلك «الدراما البشرية» من صنع من كان بالأمس «شيئا مذكوراً».. ماذا رأي القوم؟ وماذا ظنوا به؟ وما قولهم في تلك التمثيلية الساذجة «المكشوفة» حتي «للأطفال الرضع» إنه وقد سقط عنه القناع، وانكشف للملأ امره، وكان «أمراً مقضياً فيه العار وعنوانه المدار.. وهنا قال القاضي كلمته.. المتهم المذكور ولم يستطع إلا ان يختصر الاجابة «موجود» هو موجود والموجود هو الغائب تماما عما يدور من حوله.. وهو «وراء الأسوار» بعدما كان القوم «أي الشعب» سوراً له يحميه.. وها هو اليوم يستجدي نظرة عاطفة او لمحة حنون.. كلها تاهت وغربت شمسها.. «وفي ظل قدر محتوم».. «وعلى الباغي تدور الدوائر».

<>

وماذا عن احساس الشعب المصري الصبور الذي كان لها وقاء فأصبح يتساءل عن مصيره.. وكانت الكلمة العليا، إن «من قتل يقتل» وهذا جزاء من خان

الأمانة، «وثمن الخيانة غال» الموت باسم القانون، ومواد القانون قد رصت مادة بعد اخرى لتشكل «نسيج حبال المشانق لمن خان امته، وسرق وطنه، وباع كل القيم الانسانية بثمن بخس هو ومن معه» وإذن تلك عقبي الدار.

<>

العالم كله يتتبع ما يدور في أروقة القضاء المصري.. رئيس سابق ارتكب ثلة من الجرائم، الجرائم الجسدية، والنفسية، والاقتصادية والسياسية وفي عهده «غير المأمون» طبق وعاش الشعب مكبلاً بقيود قانونية ودستورية جعلت منه عبداً لأهواء وشهوات هذا الحاكم وابنه، كان «قانون الافك» مطبقاً طيلة ايامه وسنينه السود، فتح القضاء العسكري امام الابرياء من المدنيين  وحرموا من حق الدفاع الحق وأيضاً صور الطعن الحقيقية، وتنوعت اسباب القهر واولها ابشع صور « الاعتقالات».

وبجانب ذلك وهذا الدمار على الصعيد الانساني في مصر، اخذ بتصرفاته السوداء والهوجاء بها - أي بمصر - من مكانها العالي: حضارة وتاريخاً، وارتمي في احضان الولايات المتحدة لتحميه، وأيضا فتح ابواب الأمل للقيطة الدنيا «اسرائيل الملعونة في الارض والسماء» وهذه الأيام اثبت الشعب المصري أصالته ووقف وقفة حضارية فيها كبرياء المصري ضد قتلة الشعوب والرجال والنساء والأطفال وبرهن الشعب - هذه المرة - صورة جديدة من انتصار ثورته الكبرى، وأمام كله، وقدره امام قضاته العضول، والشعب هو المدعي العام الاول ضد ما ارتكبه المخلوع من جرائم في حقه، وهذا يجزي الظالم بظلمه، واليوم اعلان المبادئ الانسانية في وجه «حاكم ضل الطريق لحكم دولة عملاقة».. خان بلده وخان اليمين المقدس الذي اقسم به ويوم توليه حكم مصر، وثمن الخيانة غال، وفيها ومعها لعنة الشعب ومن هنا «ما ذرفت عليه الدموع، وما اطفئت من اجله الشموع».

<>

ودائما وأبداً..

وإلى لقاء تحت ظل عدالة

قدسية الاحكام والميزان

محمود السقا

عضو الهيئة العليا