عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خواطر حول العقوبة العظمي «في ظلال المشنقة» (3)

رأينا فيما سلف أن البشرية بدأت بجريمة قتل، ومن يومها كما تقول التوراة «الدم يستصرخ الدم» أو حسب إحصائيات هيئة الأمم المتحدة «دم الجريمة يجري في ذلك الوادي الكبير الذي نسميه الحياة».

وفي ضوء ذلك نواصل الحديث عن «معالم الطريق» لهذه العقوبة العظمي والتي تختلف عن باقي «العقوبات البدنية» ونقرر في ضوء ما قالت به الشرائع والمؤتمرات وفقهاء القانون وعلماء النفس والمؤتمرات العالمية في تقييم هذه العقوبة «ما بين الإبقاء أو الإلغاء».
عجيب أمر هذه العقوبة العظمي، حيث بموجبها تنتهي حياة «إنسان»: نقتله أو يقتله قاضيه باسم مواد القانون.
ويبقي التساؤل قائما دائما وأبدا: هل انتهت الجريمة؟ هل انتهت قافلة المجرمين؟ في ذلك الوادي الكبير الذي نسميه الحياة: مازال يعيش بينا قاتل وقتيل.. ومازال القاضي يتربع علي عرشه ويعلن: باسم القانون والمادة 132 و133 و134 من قانون العقوبات» حكمنا بما هو آت:
«الإعدام شنقا».. ويعود القاضي إلي حياته.. ويعود المحكوم عليه الي «غرفة الموت».
تعالوا نعايش أهم محكوم عليه بالإعدام في تاريخ الإنسانية.
سقراط
في هدوء اجترع كأس الموت قائلا لقضاته: سيذهب كل منا في طريقه: أنا في طريقي لأموت.. وأنتم في طريقكم لكي تعيشوا.. والله يعلم أي الطريق أهدي سبيلا..
هناك في المكان الاخر سوف نلقي حقا: قضاة بمعني الكلمة الصحيح، وبدأ السم يسري في جسده، يا أصدقائي لا تحزنوا.. إنكم سوف تدفنون جسدي أما الروح فهي باقية.
هدوء يا رفاقي.. دعوني الي الرحيل في سلام، ويموت الملوك باسم القانون:
كان بكاء للملك لويس السادس عشر صارخا وهو يسترحم «الجلاد»

والجمهوري بأنه بريء وهوت المقصلة لتقطع رأس الملك عن جسده، امتدت أيدي الحراس وبسيوفهم اصطبغت بالدم المراق ولوحوا بها أمام الجمهور الصاخب: مات الملك.. تحيا الجمهورية.
وبنفس الطريقة أعدت زوجته الملكة ماري انطوانيت: سيقت الملكة الشابة الجميلة الفاتنة، وقالت لرجل الدين في صلواتها واعترافاتها الأخيرة: قل إن هذا الجزء «الموت» هو من رحمة الله المهداة، أوثقوا يديها من دبر، وقصوا شعرها الكستنائي، وفي عربة مكشوفة زفوا الي الموت في شوارع باريس الملكة الجميلة.
كانت دقات أجراس كنيسة نوتردام تدق دقات حزينة وتمتمت ببعض آيات من الإنجيل، مسكوبة بالدموع وكلمات الصلاة.
ووضعت رأسها الي المقصلة وأدي الجلاد دوره في «امتياز» وكانت صيحات «البهجة» من كل المتفرجين، وقتل نابليون الفرنسي الثائر المصري محمد كريم، والذي رفض كل فدية لإنقاذ نفسه، مادام ذلك من أجل تراب البلاد.. وصعدت روحه في هدوء تلعن الاستعمار والمستعمرين، وقتل الإنجليز ابن دنشواي الفتي زهران، وأمام جميع أهل القرية والحمام حزين.. نصبت المشانق.. وكتبت دماء الشهداء وثيقة الجلاء.
«ونواصل المشوار»